تعتبر ثورة يناير هي الصدمة الوحيدة القدرية التي قام بها الشعب المصري، وأثرت على المؤسسة العسكرية ونجحت في خلع رئيسها وإجبارها على التراجع خطوة للوراء. لكن دولة الضباط، استعادت قدرتها على التخطيط سريعا للانقلاب على الثورة والانتقام من الثوار.
الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي خذلا أوكرانيا، وبدا نفاقهما في تخليهما عنها وتركها تواجه "العنجهية البوتينية" وحدها. فالدعم الإنساني والاقتصادي لها كان ولا زال محدود الأفق أمام الوعود الضمنية والصريحة التي أُعطيت لكييف، التي أملت في دعم أكبر بكثير
السيسي الذي بدأ مشواره بعلاقة معقدة بدأها بالتهديد ثم بالوعود لشباب الثورة وكل القوى السياسية، التي التقاها أثناء الثورة وبعد عزل مبارك، بحكم رئاسته للمخابرات الحربية (الجهة الأكثر تسييسا في الجيش المصري)، كان ولا زال متقلباً، ومستغلاً لكل مناسبة ليتصدر المشهد ويحقق أهم أهدافه، بالانقضاض على الثورة
أخطأت القاهرة حين سمحت لإثيوبيا بوضع حجر الأساس لسد النهضة، وأخطأت حين وقع السيسي على اتفاقية المبادئ، وأخطأت حين تركت إثيوبيا تمضي قدما بقرار منفرد نحو إنهاء السد، وستخسر النيل إذا لم تتحرك بالسرعة الكافية في لحظات السد الأخيرة
هل ظن السيسي وعصابته أن تستسلم لهم رقابنا ليذبحونا كما البعير؟ إن روح شعبنا تمتد إلى بداية الأرض وخلدها التاريخ، فشعبنا لا يعرف الاستسلام وإن وهن رغما عنه..
يستطيع الجنرال المنقلب إن أراد أن يجعل من ليبيا ضمانة مهمة لأمن مصر، وإضافة لاقتصادها عن طريق المفاوضات وتحسين العلاقات في ظل هذا الظرف الصعب الذي تحتاج مصر فيه للأصدقاء وليس للأعداء..
أطراف 30 حزيران/ يونيو الهاربة منها لديها مسارات مختلفة، بل متناقضة في أهدافها، فهذا معسكر يتبع غاياته في سرقة مصر لصالحه مبررا لنفسه الخيانة العظمى لمصر وشعبها..
تكن قضية "الحزام الأخضر" التي سهلت فيها جهات متنفذة في الدولة نهب أكثر من 16 ألف فدان، والتي فجرتها صحيفة "عربي21" مفاجأة، بقدر ما كانت صادمة مثلها مثل فيديوهات الفساد المعلنة على لسان الفنان والمقاول محمد علي
اعلموا أننا أهل مصر أعيتنا السنوات وقهرنا العجز والإحباط، وهذه الدعوة غرست بذرة الأمل في قلوبنا من جدي،د وأضاءت بصيصا من النور في عتمة العجز الذي كاد أن يقتل حلم الثورة
تثبت كل التجارب أنه ليس بوسع أحد، أي أحد، أيا كانت قدراته وإمكانياته أن يقصي الآخر وبخاصة في مصر، لا سبيل لنا إلا أن نجلس ونتحاور ليس من أجل الحوار، بل من أجل تحديد الطريق والآلية التي نستطيع بها وقف السيسي بطموحاته الفرعونية، وعمالته الصهيونية
تحدت المرأة البرد والتعب والإرهاق، وأكثر من ذلك تحدت عادات عقيمة غيبتها لعقود، وكانت قدرتها على التحمل محل إعجاب العالم؛ الذي أدرك في هذه اللحظة أن مصر وطن للنساء والرجال، وأن نجاح الثورة أمر واقع لا محالة؛ لأنها ثورة شعب شاركت فيها المرأة الميدان نفسه والهدف نفسه مع الرجل.