روسيا، بحسب مصادر ديبلوماسية قريبة منها، لا تريد ادانة حلفائها في مجلس الامن، لذلك تُبطل اي قرار يؤدي الى تحرك اممي ضد الحكومة السورية. حتى في مسألة الكيماوي فقد انتهت مهمة اللجنة الدولية لمراقبة استخدامه في سوريا منذ 17 تشرين الثاني الماضي، ولا تزال روسيا تعرقل التمديد لها، او قيام لجنة اخرى.
مصادر دبلوماسية أخرى تستبعد التصعيد في المنطقة، إذ تعتقد أن ما حصل بين إسرائيل وإيران في سوريا انتهى، مع أن الخطر يبقى قائماً. لكن لم يعد الدخول في حرب مسألة سهلة، بل بات أكثر تعقيدا من السابق ويصعب على كل الأطراف تفضيلها كمنحى في التعامل مع القضايا، وليست لديهم مصلحة في ذلك.
تؤكد المصادر أن كل ما تقوم به واشنطن هو وسيلة ضغط إضافية على «حزب الله» وعلى ايران في الوقت نفسه. لأنها تعتبر أنه من ضمن الموقف الاستراتيجي من ايران يجب ملاحقة اتباعها في المنطقة، إنما ليس سهلا إرسال وفد إلى الدول ومن بينها لبنان للتحقيق في أنشطة الحزب.
لا تستبعد مصادر دبلوماسية بارزة أن يتّخذ حزب الله موقفا إيجابيا من إعادة التأكيد على حياد لبنان والنأي به، وذلك من خلال الاتصالات الجارية لإنجاز التسوية الداخلية الجديدة.
المناطق الآمنة في سوريا ليست أكثر من تجميد للوضع، وهي ليست حلا سياسيا. وهي عمليا قسمت سوريا إلى مناطق نفوذ للأردن وتركيا وروسيا. وهي لم تحل الأزمة لذلك لن يكون هذا الوضع سببا لعودة الانفتاح الدولي على النظام.
على الرغم من العقوبات الأمريكية على روسيا، فإن الاجتماعات غير المعلنة بين الأمريكيين والروس على مستوى الخبراء والديبلوماسيين في كل من الأردن وجنيف، مستمرة حول الوضع السوري والتنسيق اللازم لتمرير هذه المرحلة.
لا تزال الإدارة الأمريكية في مرحلة مراجعة ملفات المنطقة لاتخاذ مواقف حيالها، ولا يبدو أنها انتهت من المراجعة التي تستمر لسبعة أشهر، لكنها ليست غائبة عن هذه الملفات وهي تتخذ خطوات لدى حصول مستجدات.
تؤكد مصادر ديبلوماسية أن التفاوض الأمريكي – الروسي حول سوريا ليس مقفلا على الرغم من التباينات في وجهات النظر في العديد من المواضيع حول سوريا. لكن مستقبل التعامل مع الأزمة السورية يبدو مرتبطا ببلورة الإدارة الأمريكية استراتيجيتها في المنطقة.
الولايات المتحدة تشعر بأنها محرجة إزاء الوضع السوري، وأنها تخسر على المستوى الاستراتيجي وفي مجلس الأمن بحسب مصادر ديبلوماسية أخرى. وبالتالي، يجب أن تضع حدودا للعمل الروسي، وإطارا لأداء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في الموضوع السوري، وهو بدوره لم يعد يعرف حدودا في ذلك.
تشهد المنطقة منذ الأسبوعين الأخيرين حركة إقليمية دولية لافتة بين تركيا وإيران من جهة، والولايات المتحدة وتركيا من جهة أخرى، عبر زيارة نائب الرئيس الأمريكي جو بايدن، وقبل ذلك، تحرّك تركي - روسي توّج بالقمة التي انعقدت أخيرا في موسكو.
تفيد مصادر ديبلوماسية، أن هناك اتصالات شبه دائمة لا بل يومية بين وزير الخارجية الأميركية جون كيري، ونظيره الروسي سيرغي لافروف لمتابعة الموقف وإعادة الأطراف إلى طاولة الحل السياسي.
تؤكد مصادر ديبلوماسية واسعة الاطلاع، أن القرار الأميركي في شأن العقوبات المصرفية على "حزب الله"، لا يمكن للحكومة اللبنانية أن تجابهه. انه قرار أحادي الجانب في الولايات المتحدة، وليس قرارا دوليا.