سياسة عربية

جدل حول تشكيل الحكومة بالمغرب..وهاشتاغ :"حكومة الإهانة"

استنكر النشطاء تشكيل الحكومة الجديدة واعتبروها "ردة" على الديمقراطية- أرشيفية
خلّف الإعلان عن الأحزاب المشكلة للحكومة الجديدة بالمغرب، أمس السبت، جدلا واسعا بين رواد شبكات التواصل الاجتماعي، واعتبروا هذا التشكيل "صفعة" و"ردّة" على الديمقراطية.

نصب واحتيال

وتعليقا على التشكيلة الحكومية الجديدة التي أعلن عنها أمس السبت رئيس الحكومة، سعد الدين العثماني، قال عضو المجلس الوطني لحزب العدالة والتنمية، حسن حمورو، في تدوينة له على حسابه بـ"فيسبوك": "سنتوضأ جميعا ونصلي لنستمر في العمل...".

واستدرك: "لكن لنتأكد أن الذي حدث ليس سوى نصبا واحتيالا تعرض لهما حزب العدالة والتنمية ومن خلاله كافة المغاربة التواقين للديمقراطية والعدالة الاجتماعية، من طرف من سوقوا معطيات مدلسة تتعلق بوهم "دقة المرحلة" و"صعوبة الظرفية"...".

وتابع: "أما الأخ الأمين العام فالله تعالى سينصفه على كل ما قدم لصالح هذا الشعب وهذه الدولة.. وعلى حرصه على وحدة صف الحزب رغم كل الألم.. نعم الألم !!".

قواعد اللعبة

من جهته، قال الداعية السلفي، حسن الكتاني، إنه "من أراد خوض العمل السياسي فعلى الأقل فليتفق على قواعد اللعبة التي تناسبه لا أن يدخل في قواعد تسحب البساط من تحت رجله".

دوائر النفوذ

فيما قالت الناشطة الحقوقية اليسارية لطيفة البوحسيني على حسابها في "فيسبوك": "كمواطنة انخرطت في النضال الديمقراطي وآمنت بأهمية الإصلاح من داخل المؤسسات ومزاوجته بالاحتجاج من الخارج، لا يمكنني أن أسعد وأفرح حينما تنجح دوائر النفوذ في القضاء على أية محاولة للتقدم قيد أنملة في مسار البناء الديمقراطي.....".

وأضافت: "أغضب وبشدة كلما تأكد أن دوائر النفوذ تقوي التيار الانتهازي داخل الأحزاب بمختلف أطيافها.... لا يهمها اليساري أو الديمقراطي أو الإسلامي....هي تسعى للقضاء على شوكة أي صوت ينادي ويسعى لتحقيق الحد الأدنى مما يمكن أن ننشده للخروج من نفق التحكم...".

ولفتت إلى أن من وصفتها بـدوائر النفوذ "نجحت في الماضي في القضاء على من كان سقفه عاليا جدا.....وها هي تنجح اليوم مع من خفض سقفه إلى الدرجة الأسفل من السلم. فاسعدوا واهنؤوا وانشطوا وافرحوا .....طبلوا وزمروا وزغردوا...لنجاح التحكم ودوائر نفوذه ...ما دام لا يهمكم النظر جهة الخاسر الأكبر".

الرهان

من جانبه قال القيادي في جماعة العدل والإحسان (أكبر جماعة إسلامية بالمغرب) عمر إحرشان، في حسابه الرسمي بـ"فيسبوك"، إنه "تحقق الرهان بأنها ستكون حكومة بدون طعم سياسي، ومفتقدة للسند الشعبي، وغير منسجمة، والباقي سيتضح في المراحل القادمة للتفاوض".

إضعاف المسيرة

من جهته، اعتبر أستاذ العلوم السياسية، عبد الرحيم العلام، التحالف الحكومي الجديد هو إكمال لمسلسل إضعاف مسيرة الانتقال الديمقراطي بالمغرب، مؤكدا أن طريقة تشكيل الحكومة من طرف العثماني عرفت تراجعات لأن الحزب الأول ليس بمقدوره أن يختار بنفسه الأحزاب التي يريد أن يتحالف معها، وأن هناك من يفرض عليه ما يجب أن يكون.

حكومة_الإهانة

ودشن أعضاء ومتعاطفون مع حزب العدالة والتنمية الفائز في انتخابات 7 من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي والذي كلف بتشكيل الحكومة، هاشتاغ "#حكومة_الاهانة" استنكارا منهم على خضوع حزب العدالة والتنمية لضغوط الأحزاب الأخرى، وتنازله على ما اعتبروه "الاختيار الشعبي" من أجل تشكيل الحكومة، بعد تعذر تشكيلها أزيد من خمسة أشهر.

واعتبر أحد النشطاء حدث الإعلان عن التشكيل الحكومي بمثابة "إهانة شعب .. إهانة الديمقراطية.. إهانة السياسة...".

فيما قال الناشط حمزة الحسني الشرقاني، على حسابه بـ"فيسبوك" إن "للديمقراطية الداخلية للأحزاب مغزى مهم، يكمن في تحقيق الاستقلالية و عدم تمكين الخصوم من الضغط على إرادة الحزب ما دامت إرادته لا تتعلق بشخص أو عدة أشخاص و لكن بقواعد الحزب بأكملها...".

وتابع: "ما حصل اليوم من إهانة لإرادة الناخب وإهانة للإرادة الحزبية للحزب الفائز يعري خللا في ديمقراطية العدالة و التنمية... والأهم أنه يفضح بالملموس وهم الديمقراطية إجمالا في البلد....".

كرامة الزعيم

من جانبه قال ناشط عن العدالة والتنمية يدعى محمد دعنون، على حسابه بـ"فيسبوك": "أن يضحي بنكيران برئاسة الحكومة وتقبل الأمانة العامة والمجلس الوطني بذلك لأن هناك قرارا ملكيا وبنكيران نفسه قال مرارا أنه مستعد للتنازل عن هذا المنصب لأجل الوطن ومصلحته فهذا مفهوم ومقبول نسبيا".

واستدرك: "ولكن أن نضحي بكرامة الزعيم الذي أوصل الحزب لما هو عليه من نجاحات وانتصارات، وكذلك الوطن، ويتم التحالف مع الاتحاد الاشتراكي السبب الرئيسي في البلوكاج الحكومي والذي قال فيه الزعيم بنكيران ما قال فهذا ما لا يمكن تقبله، وهذا في تقديري خيانة للزعيم ولتضحياته".

ولفت إلى أنه "في إطار تدبير المرحلة وتنازل الطرفين كان يكفي القبول بإعفاء بنكيران من رئاسة الحكومة مقابل تشكيلها دون الاتحاد الاشتراكي".

انتكاسة

بدوره اعتبر الناشط، محمد المسعودي، ما حدث أمس السبت "انتكاسة حقيقية في المسار الديمقراطي وتعرية خطيرة للواقع السياسي".

وأضاف: "ما حدث أظهر أن في كل حزب رجل أو رجال يجتهدون يصيبون ويخطئون وبالمقابل هناك أناس تنتظر أن تؤمر فتنفذ، وشتان بين هؤلاء وأولئك، فالتاريخ يذكر كل من موقعه.. على كل حال التاريخ سجل اسم بنكيران في قائمة الكبار فلننتظر أين سيسجل أسماء البقية".

استقالة

إدخال حزب الاتحاد الاشتراكي في التشكيلة الحكومية الجديدة، اعتبره أحد قياديي حزب العدالة والتنمية "انحراف الحزب وقادته عن مشروع الحزب النضالي والإصلاحي".

وكتب نائب الكاتب الإقليمي لحزب العدالة والتنمية بالحوز، إدريس بنرحو، في تدوينة له على حسابه بـ"فيسبوك": ""أنا إدريس بنرحو العضو العامل في حزب العدالة والتنمية ونائب الكاتب الإقليمي للحزب بالحوز أعلن لجميع أصدقائي ومعارفي وجميع من يعرفني ولمسؤولي الحزب أعلن استقالتي النهائية من حزب العدالة والتنمية مسؤولية وعضوية".

وأضاف أن "السبب كما لا يخفى على أحد هو انحراف الحزب وقادته عن مشروع الحزب النضالي والإصلاحي وسلسلة التنازلات التي لا تنتهي وكان أمرها، بعد التضحية بالزعيم، القبول بضم حزب لشكر للأغلبية الحكومية مما يعد في رأيي بداية نهاية الحزب".

يذكر أن رئيس الحكومة المغربية المعين، سعد الدين العثماني، أعلن رسميا، مساء أمس السبت، عن الأحزاب التي ستشكل الحكومة المقبلة، كاشفا أنها مكونة من ستة أحزاب، وذلك في غياب رئيس حكومة تصريف الأعمال، عبد الإله بن كيران.

وقال العثماني، في تصريح صحافي بمقر حزب العدالة والتنمية بالرباط، إن الأحزاب المكونة للحكومة هي: التجمع الوطني للأحرار، والاتحاد الاشتراكي، والاتحاد الدستوري، والتقدم والاشتراكية، والحركة الشعبية، إضافة إلى حزب العدالة والتنمية.

اقرأ أيضاهذه هي الأحزاب التي ستشكل الحكومة المغربية (شاهد)