سياسة عربية

الأنفاق سبب أزمة الكهرباء بغزة حسب تلفزيون السلطة (شاهد)

غزة.. بين أزمة الكرباء و"جَلد" تلفزيون السلطة
"غزة في ظلام دامس.. والأنفاق مضاءَة". كان هذا هو العنوان الذي أطلقه تلفزيون فلسطين التابع للسلطة، على حلقة من برنامج "ملف اليوم"، لنقاش أزمة الكهرباء الخانقة التي يمر بها قطاع غزة، والتي اشتدت وطأتها خلال الأيام الماضية، لا سيما مع الأعطال المتكررة في الخطوط المصرية المغذية لمحطة توليد الكهرباء في غزة. 



وخلال الحلقة، التي تابعتها "عربي21"، هاجم المذيع؛ حركة حماس أكثر من مرة، وحمّلها مسؤولية الأزمة، بقوله إنها مصرة على "انقلابها" ولا تريد تمكين حكومة الوفاق من حكم القطاع. ووجّه أسئلة حول إذا ما كانت "الأنفاق تصلها الكهرباء بشكل مستمر على حساب المواطنين".

من جهته، قال وزير العمل مأمون أبو شهلا، خلال اللقاء؛ إن "هناك من يحلو له إقامة حكومة ظل في القطاع، مانعا حكومة الوفاق من القيام بمهماتها، وعندما تحدث أزمة مثل أزمة الكهرباء يبدأ الصياح"، على حد قوله.

كما اتهم عضو المكتب السياسي لحزب الشعب، وليد عوض، الذي كان ضيفا في الحلقة، شركة كهرباء غزة ومن يقف وراءها (ملمحا إلى حماس) بـ"افتعال" الأزمة من أجل تسويق مشروع طاقة بديلة لخدمة مصالحها الخاصة، وقمع المحتجين واعتقالهم.

وأثارت الحلقة ردود فعل واسعة فلسطينيا، لا سيما وأن عنوانها كان يحمل إشارة واضحة إلى أن سبب الأزمة هو أنفاق المقاومة. 

القسام: لمزٌ بالمقاومة ومشاركة بالحصار

وعلّق الناطق باسم كتائب القسام، أبو عبيدة، عبر حسابه الرسمي في تويتر، بقوله: "المقاومة قدمت سيلاً من التضحيات في سبيل قيامها بواجب الإعداد وبناء الأنفاق التي أذهلت العدو وأفشلت نظرياته الأمنية والعسكرية".

وأضاف: "لن تنطلي على شعبنا محاولات اللمز بالمقاومة وأنفاقها، للتغطية على جريمة المشاركة في حصار غزة، وخنقها، وهو الأمر الذي يستهدف أساسا رأس المقاومة".




#أنفاقنا_قلاعنا

وأطلق ناشطو مواقع التواصل الاجتماع وسم "#أنفاقنا_قلاعنا"، للرد على البرنامج، وللتأكيد على وقوفهم في صف المقاومة. 

وتساءَلت صفحة "مش هيك" الفلسطينية الساخرة عن سر الاتفاق في وقت الهجوم على الأنفاق، بين تلفزيون فلسطين ومنسق شؤون حكومة الاحتلال في الضفة الغربية، الذي هاجم الأنفاق عبر صفحته على فيسبوك.

وكتب الصحفي سامح مناصرة على صفحته الشخصية: "حتى وإن هُدمت الأنفاق، فلن يصلح الحال، ولن يُرفع الحصار، ولن تتوقف المساومات أيضاً، الحل أن تصبح عارياً من الشرف كما تعرّوا هم".

من جهته، كتب الناشط عمر أبو ندى من غزة: "أنا المواطن عمر أبو ندى أقدم حصتي في الكهرباء لأغلي وأطهر من عرفت الأرض، لأبطال الأنفاق".


وعلى صفحتها أيضا، كتبت المواطنة الغزية دعاء الشريف: "كل ما في بيتي من إنارة وكشافات وليدات سأتبرع بها لأنفاق المقاومة إضافة إلى ثمن بطاريات وليدات جديدة.. سنضيء الأنفاق ونظلم بيوتنا على أنفسنا مهما كلفنا ذلك من ثمن".


أما محمود السدودي فقال: "أسرجوا الأنفاق بدمائهم، ويأتي بعض المتخاذلين ليتهمهم بسرقة كهرباء غزة لأنفاقهم.. أنفاقهم أنفاقنا وتضحياتهم من تضحياتنا".


رجال الأنفاق من الناس

من جهته، أكد الكاتب والإعلامي الفلسطيني في غزة، مصطفى الصواف، أن "تلفزيون فلسطين وضيوفه يريدون أن يقولوا للناس بشكل مباشر وصريح أن المقاومة هي المسؤولة عن أزمتهم، وهذا كلام صادر من جهات لا تؤمن بالمقاومة، وتخدم أجندات خارجية وتسيء للوطن"، بحسب تعبيره.

وتابع: "هذا الاتهام مردود وكاذب، والناس في غزة يعيشون مع رجال الأنفاق ولا يحتاجون إلى تلفزيون  فلسطين كي يخبرهم بما يرونه بأعينهم، لافتا إلى أن الكهرباء تصل الأنفاق في الفترة التي تصل فيها إلى بيوت الناس التي تتواجد حولها فقط".

ودعا الصواف، في حديث لـ"عربي21"، الجهات المسؤولة في غزة "إلى مزيد من الشفافية والوضوح مع الناس، وإخبارهم الحقائق كاملة حول أزمة الكهرباء؛ لأن ذلك هو السبيل الأمثل لمواجهة الشائعات والأكاذيب"، على حد وصفه.

استهداف مشروع المقاومة

من جهتها، قالت الكاتبة الفلسطينية لمى خاطر؛ إن "مثل هذه الحملات التي تستهدف المقاومة ليست شيئا جديدا على تلفزيون فلسطين، غير أنه وجد صعوبة فيها مؤخرا مع الإنجازات الكبيرة التي حققتها المقاومة على الأرض، إلا أنه حاول هذه المرة استغلال قضية حياتية لشن حملته"، وفق قولها.

وقالت لـ"عربي21": "المستهدف من هذه الحملات ليست حماس بصفتها حكما سياسيا أو فصيلا خصما، بل المقاومة باعتبارها مشروعا كبيرا، يراد تهشيم صورته ممن لا يملكون رصيدا مقاوما"، مستدركة بالقول: "عندما يصل إلى هذا الحد من استهداف المقاومة، فإن الوعي الجمعي للفلسطينيين سيحركهم نحو مواجهتها ورفضها؛ لأن المقاومة هي رأس مالهم"، كما رأت الكاتبة.

وحول توقيت الهجوم، رغم اللغة الهادئة بين حماس وفتح مؤخرا، بيّنت خاطر أن "هذا الهدوء إنما هو حدث عابر في علاقة الفصيلين المتأزمة فعليا"، معتبرة أن "عباس كان يريد منه توجيه رسالة لدول الإقليم ودحلان أنه يملك شرعية وطنية وشعبية، وما تلبث الأمور أن تعيد لطبيعتها"، وفق قولها.