نشرت صحيفة "ديلي تلغراف" تقريرا حول
وفاة الرئيس
الإيراني الأسبق أكبر هاشمي
رفسنجاني، عن عمر يناهز 82 عاما.
ويشير التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، إلى أن وفاة رفسنجاني ستشكل تراجعا كبيرا للإصلاحيين، الذين حرموا بوفاته من أكبر مؤيديهم نفوذا في المؤسسة الإسلامية، لافتا إلى وكالة فارس للأنباء قالت إنه تم نقل رفسنجاني إلى المستشفى، بعد أن أصيب بنوبة قلبية، لكن محاولات إنقاذه باءت بالفشل.
وتنقل الصحيفة عن مواطنين، قولهم إن حشدا كبيرا من الناس تجمعوا خارج المستشفى الذي نقل إليه رفسنجاني في شمال طهران، منوهة إلى أن شاشات القنوات التلفزيونية الرسمية وضعت شريطا أسود في زاويتها، في إشارة إلى الحداد الرسمي.
ويلفت التقرير إلى أن التلفزيون الحكومي أوقف بثه لينقل خبر وفاة رفسنجاني، وتهدج صورة المذيعة لدى قراءتها الخبر، وقالت: إن رفسنجاني توفي "بعد حياة حافلة بجهود لم تهدأ في طريق الإسلام والثورة".
وتفيد الصحيفة بأن نجل رفسنجاني مهدي، المسجون بتهم فساد، أحضر إلى المستشفى؛ ليودع جثمان والده، ثم اقتيد ثانية إلى السجن.
وينوه التقرير إلى أن رفسنجاني حصل على ألقاب، مثل أكبر شاه، أو "أعظم ملك"؛ بسبب ذكائه الممتزج بخبث، واشتهاره بالحركات الماكرة في حياته، التي شهدت الأحداث الكبيرة في إيران كلها، منذ ما قبل الثورة الإسلامية عام 1979.
وتبين الصحيفة أن وجود رفسنجاني كان مؤثرا بأشكال مختلفة، سواء مباشرة أو عبر قنوات خلفية، وكان قائدا ثابتا خلال سنوات الاضطراب، بعد الإطاحة بالشاه المدعوم أمريكيا، بالإضافة إلى أنه كان من المحاربين القدامى في المعارك السياسية الداخلية في إيران، ووسيطا سريا في المؤامرات، مثل فضيحة صفقات السلاح مع أمريكا، أو ما عرف بفضيحة "إيران - كونترا" في ثمانينيات القرن الماضي.
ويورد التقرير أن رفسنجاني حصل في أواخر حياته على فرصة للعودة إلى السياسة بقوة، حيث أعطى انتخاب صديقه الحميم حسن
روحاني رئيسا عام 2013، الرئيس السابق دورا إصلاحيا داخليا، تضمن مفاوضات مباشرة مع واشنطن بخصوص البرنامج النووي الإيراني، مشيرا إلى أنه نتج عن تلك المفاوضات صفقة بين القوى العالمية وإيران؛ للحد من تخصيب اليورانيوم، مقابل رفع محدود للعقوبات الاقتصادية المفروضة على إيران.
وبحسب الصحيفة، فإنه في الوقت الذي منع فيه مجلس صيانة الدستور رفسنجاني من المنافسة في انتخابات الرئاسة عام 2013، ربما خوفا من زيادة نفوذه الذي كان كبيرا، فإن رفسنجاني رحب بفوز روحاني، ونقل عنه أنه قال في شهر آذار/ مارس الماضي: "يمكنني الآن أن أموت مرتاحا؛ لأن الناس قادرون على تقرير مصائرهم بأيديهم".
وتختم "ديلي تلغراف" تقريرها بالإشارة إلى أن روحاني يواجه الآن انتخابات رئاسية حاسمة في شهر أيار/ مايو، التي ستكون بمثابة استفتاء على الصفقة النووية، وإذابة الجليد في العلاقات مع الغرب.