سياسة عربية

رسالة السيسي لباسم يوسف حول الجيش وفق إعلامييه (فيديو)

السيسي زعم أن القوات المسلحة المصرية تدفع ضرائب مثل جميع مؤسسات الدولة - أرشيفية
اعتبر إعلاميون موالون لرئيس الانقلاب عبد الفتاح السيسي، أن تصريحه الأخير حول حجم اقتصاد الجيش المصري؛ هو رسالة منه إلى الإعلامي الساخر، باسم يوسف، الذي فتح من قبل هذا الموضوع، في تدوينة مطولة له، عبر حسابه بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك".

هذا ما قاله السيسي

وقال السيسي، لدى مشاركته في ندوة "أزمة سعر الصرف السياسية والنقدية.. الأسباب والحلول"، ضمن فاعليات اليوم الأول لـ"المؤتمر الوطني الأول للشباب"، بمدينة شرم الشيخ، الثلاثاء: "إن حجم اقتصاد القوات المسلحة بالنسبة للناتج القومي، يتراوح بين واحد وواحد ونصف بالمئة فقط، معتبرا أن هذه "رسالة للجميع"".

وزعم السيسي، في حديثه، أن القوات المسلحة المصرية تدفع ضرائب مثل جميع مؤسسات الدولة، وأنها لا تتدخل في حل أزمات الدولة من أجل تحقيق مكاسب.

وأضاف أن مشروعات القوات المسلحة تخضع لرقابة الجهاز المركزي للمحاسبات، وتدفع الضرائب، ويعمل بها عدد كبير من المدنيين، (52 ألف مدني، حسبما قال)، وأن تسليح الجيش يتم من موازنته وقدرته الاقتصادية، وليس من ميزانية الدولة.

وأردف أن القوات المسلحة لها دور مدني لا ينكر في توفير السلع للمواطنين، زاعما أنها لا تتدخل لمنافسة القطاع الخاص، وأن ما يتردد عن أن حجم الميزانة الخاصة بالجيش تتراوح بين 20 و25%، غير صحيح، ولا يمت للواقع بصلة.



ماذا قال الغيطي والفجر؟

ووصفت صحيفة "الفجر" هذه التصريحات، الخميس، بأنها: "رسالة السيسي لـ"باسم يوسف" في المؤتمر الوطني للشباب"، فيما قال الإعلامي الموالي للسلطات، محمد الغيطي، إن مؤتمر الشباب اتسم بالمصارحة والشفافية من جانب السيسي للشباب والشعب كله.

وأشار إلى أنه لأول مرة يتحدث السيسي عن حجم مشاركة القوات المسلحة في الاقتصاد القومي، وفق قوله.

وأضاف الغيطي، في برنامج "صح النوم"، عبر فضائية "ltc"، أن حديث "السيسي" يعد رسالة إلى كل من شكك في نزاهة القوات المسلحة، وأنها مسيطرة على الاقتصاد المصري، وعلى رأس من روج لتلك الشائعات جماعة الإخوان، وباسم يوسف، واصفا الأخير بـ"العميل الأمريكاني".

وأردف أن حديث السيسي عن الدور الاقتصادي للقوات المسلحة, وبالأرقام الواضحة, يحمل رسالة قوية وواضحة إلى كل إعلام الجماعات التي تسعى إلى تدمير مصر وعلى رأس هؤلاء الإعلاميين, باسم يوسف, الذي اتهمه الغيطي بمهاجمة الدولة المصرية وقيادتها, بدعم أمريكي.

تعليق نشطاء: "اللي على رأسه بطحة"

ومن جهتهم اعتبر نشطاء بمواقع التواصل الاجتماعي ما أورده السيسي من أرقام أنه يتحسس بطحة "بزنس الجيش"، وأنه يتعامل بمنطق "اللي على رأسه بطحة.. بيحسس عليها".

وأضافوا أن تصريحات السيسي تستهدف تبرير هيمنة جنرالات الجيش، على اقتصاد البلاد واحتكار خيراته، بمزيج من الأكاذيب والمعلومات المضللة، والتهوين من دورهم التجاري الخطير.

ماذا قال باسم يوسف؟

وكان باسم يوسف نشر في آب/ أغسطس الماضي، تدوينة عبر صفحته بموقع "فيسبوك" قال فيها إن الجيش المصري يتعامل مع المواطنين كأن مصر "البلد بتاعتهم"، وأن الشعب عالة عليه، على حد وصفه.

وهاجم يوسف قادة الجيش، ووصفهم بأنهم استحوذوا على الأموال وفتحوا الشركات وأصبحوا أثرياء من قوت المواطنين.

وأضاف أنهم أصبحوا رجال أعمال تتضخم ثرواتهم "أكثر وأكثر بسبب احتكار الجيش لكل نواحي الحياة في مصر"، مشيرا إلى أن البذخ والترف وإهدار المال العام جزء رئيس من عقيدة الرؤساء العسكريين الذين حكموا البلد منذ 52 عاما.

وأردف أن الجيش يعتبر أراضي الدولة ملكا له، متسائلا: "إزاي دولة بتطل على بحرين، وعندها ثلث آثار العالم، وقناة السويس، وفي الآخر بتشحذ".

وأجاب: "ببساطة لأن الجنرالات دول واكلين البلد في كروشهم"، متسائلا: "قد إيه أراضي فاضية وأراضي ساحلية الجيش حاطط يده عليها؟ كام صناعة أو منظومة خدمية.. الجيش حط إيده عليها في السنتين اللي فاتوا دول بس؟".

وواصل باسم هجومه مؤكدا أنه كان يجب على الجنرالات أن يقدموا الدعم والحماية للجنود في سيناء، لكنهم منشغلون بتجميع الأموال والنهب وترك وظيفتهم الأساسية.

وعن السيسي قال الإعلامي الساخر إنه موجود من أجل تسهيل أعمال الجنرالات من أجل تأمين كرسي الرئاسة "وده شيء بائس جدا فهو من ناحية يؤمن نفسه بأنه حرفيا بيوزع البلد عليهم، ومن بره بيأمن شرعيته دوليا.. أنه يصرف مليارات على كمية أسلحة مهولة مصر مش في حاجة إليها، وكمان مع كل صفقة أسلحة فيها عمولات شغالة للكل على قفا الصفقات دي من احتياطي البلد".

ووضع باسم يوسف في تدوينته نهاية لما يحدث في مصر فقال: "المهم بعدما السيسي يغور كده أو كده، سواء بانتهاء مدته أو لما الجيش الحاكم الفعلي للبلد يضحي بيه حفاظا على مصالحهم لو الغضب زاد شوية من الشعب.. المهم إيه اللي حيحصل بعد كده؟ هل الجيش حيجيب حد من عنده سواء في الجيش أو متقاعد وبكده مفيش حاجة حتتغير.. مجرد بلطجي جاي يأمن مصالحهم؟".

تحذيرات من توسع إمبراطورية الجيش

ويذكر أن تقارير دولية عدة حذرت من مخاطر توسع "الإمبراطورية الاقتصادية العسكرية بمصر"، بحسب تعبير موقع "ميدل إيست آي" البريطاني، الذي أصدر تقريرا في آذار/ مارس 2016، أكد فيه أن العسكر في مصر "يهيمنون على نسبة تتراوح بين 50% و60% من اقتصاد مصر، ويستحوذون على 90% من أراضيها، ويسخرون الجنود للعمل مجانا بمشاريعهم، فينافسون بذلك أصحاب المشاريع الأخرى".

وعقب الإطاحة بالرئيس المخلوع حسني مبارك قال مساعد وزير الدفاع للشؤون المالية، اللواء محمود نصر، إن الجيش "لن يسلم أبدا هذه المشروعات لأي سلطة أخرى مهما كانت"، مشددا على أن هذه المشروعات "ليست من الأصول التي تمتلكها الدولة، ولكنها إيرادات من عرق وزارة الدفاع والمشاريع الخاصة بها".

ومن جهته، قال رجل الأعمال المصري نجيب ساويرس، في تصريحات سابقة لوكالة الأنباء الألمانية، إن "مساحة سيطرة الجيش على السوق تراوح بين 10% إلى 20% وليس أكثر"، وهو ما يتناقض مع ما أعلنه السيسي، وفق مراقبين.

وتتناقض تصريحات السيسي أيضا مع تقرير لصحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، أكد أن الجيش المصري يسيطر على 60% من اقتصاد البلاد.

كما تتناقض مع إجراءات حكومية عدة، ومنها قرار أصدره، أخيرا، وزير الدفاع، صدقي صبحي، بإعفاء عدد من الدور والفنادق والنوادي والشقق والفيلات والساحات التابعة للقوات المسلحة من الضريبة العقارية.

وفي آذار/مارس الماضي، وافق مجلس النواب المصري على قرار رئاسي بتوقيع اتفاقية اقتراض مع مجموعة من البنوك الفرنسية، بضمان وزارة المالية، وبمبلغ 3 مليارات و375 مليون يورو، تمثل نسبة 60% من قيمة أربعة عقود لتوريد معدات تسليح.

وناقش محلل الشؤون العربية تسفي برئيل، أيلول/ سبتمبر 2016، في تقرير لصحفية "هآرتس" الإسرائيلية، دور الجيش المصري في تراجع الاقتصاد. 

وذكر أن الحكومة المصرية تعاني من خسارة اقتصادية هائلة، بسبب الامتيازات التي يحظى بها الجيش.