أثار تقرير نشرته صحيفة الغارديان البريطانية، كشفت فيه عن موافقة مبدئية للعراق على ضم مقاتلي منظمة "
بي كاكا" إلى مليشيات
الحشد الشعبي، تساؤلات حول الرد التركي على مثل هذه الخطوة في حال تم الإعلان عنها رسميا.
وقال الصحيفة البريطانية، الأحد، أن فالح الفياض مستشار الأمن القومي العراقي ورئيس هئية الحشد الشعبي، وافق على ضم مقاتلي
حزب العمال الكردستاني، "بي كاكا"، إلى تشكيلات "الحشد الشعبي" المرتبطة برئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي.
ولفت التقرير إلى أن "مقاتلي الحزب التركي ينتشرون في مناطق سنجار(غربي الموصل شمالي العراق)، وتستعين بهم حكومة
بغداد ضمن خططها لمقاتلة تنظيم الدولة في المعركة المقبلة لاستعادة مدينة الموصل من قبضة التنظيم".
وتصاعدت حدة التوتر بين
تركيا والعراق في الأيام القليلة الماضية على خلفية مطالبة بغداد بسحب القوات التركية من معسكر بعشيقة قرب الموصل، فيما ردت تركيا بأنها لن تنسحب وأن تواجدها يضمن عدم حدوث تغيير ديمغرافي يفرض بالقوة على المنطقة.
كيف سترد تركيا؟
من جهته، قال الكاتب التركي إسماعيل ياشا في حديثه لـ"
عربي21"، إن "خطوة العراق هذه تمثل استفزازا لتركيا، لكنها في الوقت نفسه القرار لم يأت بإرادة الحكومة العراقية، لأن ذات الجهة التي تحرك (بي كاكا)، هي من تحرك إرادة حكومة بغداد".
وأشار الكاتب المختص في الشؤون التركية، إلى أن "التعاون بين الحكومة العراقية وحزب العمال الكردستاني قائم بينهما منذ فترة طويلة، وأن هذه الخطوة في حال تمت تعد نوعا من التحدي لتركيا".
وعن مدى تعاطي الجانب التركي مستقبلا في قصف مقار حزب العمال في العراق، بعد إعطاء صفة رسمية لـ" بي كاكا"، استبعد ياشا أن يكون القرار اتخذ صفته الرسمية، قائلا: "الموضوع لا يعدو أن يكون استفزازا، وأن إعلان ضمه للحشد مجرد مناورة".
وأعرب الكاتب التركي في حديثه لـ"
عربي21" عن اعتقاده بأن القرار لو اتخذ فعلا لضم "بي كاكا" إلى الحشد الشعبي، فإن الولايات المتحدة الأمريكية تكون وراء هذا القرار، لأنها تتعاون فعليا مع المنظمة في سوريا، مؤكدا استمرار القصف التركي للمنظمة.
وبخصوص الرد الرسمي التركي في حال أعلنت بغداد رسميا ضم "بي كاكا" للحشد، توقع ياشا أن "تستدعي الخارجية التركية سفير العراق في أنقرة والاحتجاج على القرار"، معربا عن اعتقاده بأن"حزب العمال نفسه لا يوافق أن يكون جزءا من الحشد".
وشدد الكاتب التركي على أن تصريح رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم قبل أيام بشأن المطالبات العراقية بسحب القوات التركية من معسكر بعشيقة قرب الموصل، بأنه أبلغ رد على قرار ضم منظمة "بي كاكا" إلى الحشد الشعبي.
وجاء في تصريح بن علي يلدريم الخميس الماضي، قوله: "لتقل الحكومة العراقية ما تشاء، سيستمر وجود القوات التركية هناك، من أجل محاربة تنظيم الدولة ومنع تغيير التركيبة الديموغرافية للمنطقة بالقوة".
وتعتبر تركيا "بي كاكا" الكردستانية منظمة إرهابية وتقصف بشكل مستمر مقارها في سوريا وشمال العراق، فيما طالت هجمات الأخيرة قوات الأمن التركية والمدنيين في تفجيرات عدة تبنتها.
وكان القيادي في الحشد الشعبي هادي العامري، وصف في نهاية تموز/ يوليو 2015، حزب العمال الكردستاني "بي كاكا" بـ"رأس الحربة" في الحرب ضد تنظيم الدولة.