نشر موقع "ميدل إيست آي" البريطاني تقريرا؛ تحدث فيه عن الانعكاسات المحتملة لنتائج
الانتخابات الرئاسية الأمريكية القادمة على النفوذ
الإيراني في منطقة الشرق الأوسط، ومصير الاتفاق
النووي الإيراني.
وقال الموقع، في هذا التقرير الذي ترجمته "عربي21"، إن الولايات المتحدة عملت منذ قيام الثورة الإيرانية في عام 1979، بكل الوسائل الدبلوماسية والاستخباراتية المتاحة، على ترويض النظام الإيراني الذي تبنى سياسات خارجية معادية أمريكا.
وفي البداية لجأت واشنطن إلى الوسائل الدبلوماسية، ومن بينها فرض عقوبات اقتصادية، وهو خيار من بين مجموعة خيارات دبلوماسية راهنت عليها الولايات المتحدة للوقوف في وجه الأطماع النووية الإيرانية.
ولفت الموقع إلى أنّ الاتفاق النووي الإيراني، الذي يعرف رسميا بـ"الاتفاقية الشاملة للبرنامج النووي الإيراني"، كان يهدف للحد من الطموحات النووية الإيرانية، لكنه أدى إلى نتائج عكسية وضعت الولايات المتحدة الأمريكية في مأزق حقيقي.
وذكر الموقع أنّ الاتفاق النووي أدى إلى منح إيران حرية أكبر، بمقابل تقييد خيارات الولايات المتحدة. فطالما هناك تقدم ملحوظ في تنفيذ بنود الاتفاق النووي، فإن الولايات المتحدة لن تكون قادرة على فرض عقوبات جديدة؛ لأن ذلك سيؤدي في النهاية إلى انهيار الاتفاق، حتى أن العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة في الفترة الأخيرة على إيران بسبب اختبارها الصاروخي، لا يمكن أن تؤدي إلى فشل الاتفاق لأنها ليست سوى عقوبات شكلية.
وأضاف الموقع أنّ المرشد الأعلى الإيراني، آية الله علي خامنئي، أصدر تعليمات للرئيس الإيراني، حسن روحاني، تقضي بتعليق الاتفاق النووي في حال فرضت الولايات المتحدة أو أي أطراف دولية أخرى عقوبات مستقبلية على إيران في السنوات الثماني المقبلة، تحت أي ظرف من الظروف.
وأشار الموقع إلى أنّ التوتر القائم بين الولايات المتحدة وإيران، لم يعد يتعلق ببنود الاتفاق النووي فقط، بل بتجارب إيران الصاروخية، ودعمها المتزايد لحزب الله اللبناني.
كما ذكر الموقع أن التيار المتشدد داخل النظام الإيراني قد يكون في حاجة إلى التخلي عن خطاباته النمطية؛ التي تعمل على استفزاز الولايات المتحدة، وتحديدا الكونغرس، والتي قد تؤدي في النهاية إلى اتخاذ إجراءات عقابية ضد النظام الإيراني. وفي حال قامت إيران بذلك، فإنه من المستبعد أن تتخذ الإدارة الأمريكية أي خطوات من شأنها أن تهدد مستقبل الاتفاق النووي.
وأضاف أنّ الولايات المتحدة لا يمكنها أن تتخذ خطوات متهورة تؤدي إلى فشل الاتفاق النووي، ويعود ذلك أساسا إلى حقيقة أن الاتفاق النووي ليس مجرد اتفاق ثنائي بين الولايات المتحدة وإيران، بل هو اتفاق دولي أقرّه مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة، الذي يضم الدول الكبرى من بينها الولايات المتحدة.
وذكر الموقع أنّ الشرق الأوسط يعيش حالة من الفوضى والاضطرابات التي تجعله غير قادر على تحمل أزمة جديدة بين إيران والولايات المتحدة، ولكن هذه الحقائق تخفي قلقا كبيرا حول مستقبل هذا الاتفاق في السنوات القليلة القادمة؛ التي قد تشهد تطورات أخرى في المنطقة.
كما ذكر الموقع أن إيران تعاني من قصور في إمكانات القوات الجوية العسكرية، نتيجة لتراكمات عقود من العقوبات، والتي أدت إلى إلغاء صفقات هامة لتسليح القوات الجوية منذ سنة 1980، ولا زالت إيران تعجز إلى اليوم عن تسليح نفسها بالطائرات المقاتلة وقاذفات القنابل.
وأشار الموقع إلى أن القائد الأعلى للثورة الإيرانية، آية الله علي خامنئي لم يفوت أي فرصة في خطاباته الأخيرة للتهجم على أطراف الاتفاق النووي، وانتقد عزوف البنوك الأوروبية عن التعامل مع إيران، وأضاف أن الولايات المتحدة خرقت بنود الاتفاق النووي من "خلال وضع عقبات في طريق بناء علاقات اقتصادية قوية بين إيران والدول الأخرى".
وأضاف الموقع أن هناك تيارا قويا داخل النظام الإيراني يعمل على الجذب إلى الخلف، من خلال العودة بإيران إلى مرحلة ما قبل الاتفاق النووي، وتبني علاقات عدائية مع الغرب، وتحديدا مع الولايات المتحدة.
وذكر الموقع أن السعودية وإسرائيل اللتان دخلتا في صِدام مع إيران منذ سنوات؛ تمتلكان قوات جوية على درجة عالية من الجاهزية والفاعلية مقارنة بدولة الملالي، ولذلك ستعمل إيران على تعزيز قدراتها الدفاعية من خلال توسيع برنامجها الصاروخي؛ الأمر الذي يثير قلق الإدارة الأمريكية.
وأضاف الموقع أنّ إسرائيل تشعر بتهديد حقيقي لأمنها منذ توقيع الاتفاق النووي، ولذلك لا زالت أطراف تنتمي للوبي الإسرائيلي في الولايات المتحدة؛ تعمل على الضغط داخل الكونغرس الأمريكي من أجل إقرار عقوبات اقتصادية ضد إيران، وهو ما قد يعني حتما انهيار هذا الاتفاق.
وتساءل الموقع عن مستقبل الاتفاق النووي في حال نجحت المرشحة الجمهورية، هيلاري
كلينتون المقربة من اللوبي الإسرائيلي، في الفوز بالانتخابات الرئاسية القادمة في شهر تشرين الثاني/ نوفمبر، أم أن فوز دونالد ترامب سيعني بداية مرحلة جديدة يستأثر فيها الرئيس الأمريكي بتحديد ملامح العلاقات الإيرانية الأمريكية.