سياسة عربية

طلاب الثانوية يتظاهرون.. والحكومة: تسريب الامتحان ليس جريمة

شهدت امتحانات الثانوية العامة تسريب كل الامتحانات حتى الآن- أرشيفية
تظاهر العشرات من طلاب الثانوية العامة وأولياء أمورهم في مصر أمام مبنى وزارة التعليم بوسط القاهرة احتجاجا على حالة الفوضى التي سيطرت على امتحانات هذا العام.

وشهدت امتحانات الثانوية العامة تسريب كل الامتحانات حتى الآن، كما انتشرت ظاهرة الانفلات والغش الجماعي داخل كثير من اللجان حتى أن الطلاب كانوا يلتقطون صورا تذكارية أثناء الغش.
 
"أحلامنا دمروها"

وردد الطلاب الغاضبون أمام وزارة التعليم هتافات تنتقد نظام التعليم الفاشل في البلاد، ونددوا بالغش داخل اللجان وتسريب الامتحانات، وطالبوا بإلغاء نظام القبول في الجامعات.

كما طالب الطلاب بإقالة وزير التعليم، الهلالي الشربيني، واتهموه بالفساد وتنظيم لجان امتحانات خاصة لأبناء كبار المسؤولين، مؤكدين عدم عدالة نظام تنسيق القبول بالجامعات.

ومن بين الهتافات التي رددها المتظاهرون "مش عارفين يدوروها جابوا أحلامنا ودمروها"، و"هي وزارة غش في غش شوفنا الذل بمليون وش"، و"مستقبلنا راح ببلاش وابن الباشا طلع غشاش"، و"إحنا الطلبة ودي كلمتنا الغوا التنسيق نرجع بيتنا".

وشدد الطلاب وأولياء الأمور المتضامنون معهم على ضرورة إلغاء التنسيق بالجامعات واعتماد نظام القدرات، ومحاسبة المسؤولين عن تسريب الامتحانات، ووضع نظام جديد لتقييم الطلاب بعيدا عن نظام الثانوية العامة الذي يضيع مجهود الطلاب طوال السنوات السابقة له.

وشهدت المنطقة تكثيفا أمنيا من الشرطة، إلا أن الطلاب المتظاهرين رفضوا فض وقفتهم الاحتجاجية، وأكدوا أنهم حصلوا على ترخيص بالتظاهر من وزارة الداخلية.
 
الانفلات مستمر

وسيطرت ظاهرة الغش الجماعي على لجان امتحانات الثانوية العامة بالمحافظات يوم الأحد حتى أن بعض الطلاب التقطوا صور "سيلفي" ونشروها على مواقع التواصل الاجتماعي كدليل على انفلات اللجان.

كذلك واصلت صفحات تسريب الامتحانات على "فيسبوك" في نشر إجابة امتحانات مادة الفيزياء للشعبة العلمية بعد 15 دقيقة فقط من بدء الامتحان، لكن وزارة التعليم رفضت إلغاء الامتحان مؤكدة أن ما حدث هو "غش إلكتروني" وليس تسريبا للامتحان قبل بدئه!

وشهدت اللجان محاولات انتحار وحالات إغماء بين الطالبات بسبب صعوبة الفيزياء، بينما أكد طلاب مادة علم النفس والاجتماع للشعبة الأدبية أن الامتحان كان في المستوى المتوسط.

وأعلنت وزارة الصحة ارتفاع عدد الحالات المرضية في لجان امتحانات الثانوية العامة على مستوى محافظات الجمهورية إلى 100 حالة إصابة وحالة وفاة واحدة، وتراوحت الإصابات ما بين صرع وإغماء وصدمة عصبية وارتفاع في ضغط الدم وتشنجات.
 
تسريب الامتحانات ليس جرما

وفاجأ وزير الشؤون القانونية ومجلس النواب المستشار مجدي العجاتي الجميع بتصريحات صادمة حينما أعلن أن تسريب الامتحانات لا يعد جريمة يعاقب عليها القانون!

وأكد العجاتي، خلال اجتماع لجنتي التعليم والدفاع والأمن القومي بمجلس النواب، أنه لا يوجد في قانون العقوبات المصري نص يجرم تسريب امتحانات الثانوية العامة.

وأوضح أن الطلاب والأشخاص المقبوض عليهم بتهمة تسريب الامتحانات سيتم محاكمتهم بتهمة إفشاء أسرار من شأنها الإضرار بأمن المجتمع والوطن، دون أن يحدد عقوبة هذه التهمة.

من جهتها، أصرت وزارة التعليم على عدم وجود أدلة مادية تؤكد وجود حالات غش جماعي في المواد التي تم الامتحان بها حتى الآن.

وأعلن وزير التعليم الهلالي الشربيني أن المصححين لم يكتشفوا حالات تطابق في إجابات الطلاب في مادة أو أكثر كدليل على وجود غش جماعي، مشددا على أنه في حالة التأكد من هذا سيتم إلغاء امتحان الطلاب الغشاشين.

وطالب الوزير وسائل الإعلام بتحري الدقة فيما تنشره عن سير الامتحانات حرصا على مصلحة الطلاب واستقرار الأمن القومي للبلاد.
 
 نظام جديد للتعليم

من جانبه، انتقد مستشار عبد الفتاح السيسي لشؤون التعليم والبحث العلمي، طارق شوقي، دخول الطلاب اللجان بالتليفون المحمول وتصوير الامتحانات وتسريبه، قائلا إن ما يحدث عبث ولابد من تشديد الرقابة على الامتحانات وضمان تكافؤ الفرص أمام الجميع.

وأكد أن مجلس التعليم والبحث العلمي التابع لرئاسة الجمهورية اقترح على السيسي البدء في نظام جديد للتعليم قبل الجامعي لحل أزمة الثانوية العامة في مصر، يتم البدء فيه بجانب النظام الحالي حتى يتم إلغاؤه تدريجيا، مشيرا إلى أن النظام الجديد سيتضمن تدريب المعلمين وتنمية قدراتهم والرقي بمستواهم المادي والمهني، وتعديل المناهج وطريقة التقييم والامتحانات.

وأوضح شوقي، في تصريحات صحفية، أن النظام الجديد سيستغرق 12 عاما حتى الانتهاء من تطبيقه على جميع الطلاب، حيث سيبدأ تطبيقه على طلاب الصف الأول الابتدائي أولا ويستمر معهم حتى إنهاء المرحلة الثانوية.

وأضاف أن النظام الجديد سيحل مشكلة الغش لأنه سيلغي امتحانات الثانوية العامة من الأساس الذي يعتمد على وضع امتحان موحد للحكم على مستقبل جميع الطلاب، الأمر الذي جعل الثانوية العامة عنق زجاجة للطلاب، وسبب اهتمام مبالغ فيه بالامتحانات من قبل الأهالي.