بعد إعلان قوات
النظام السوري عبر التلفزيون الرسمي الأحد، سيطرتها على مدينة تدمر الأثرية الواقعة 130 كلم شمال العاصمة دمشق، ذكر محلل إسرائيلي عدة دلالات لهذا الإنجاز.
ويسخر الكاتب الإسرائيلي آفي يسسخاروف في مقالة له في صحيفة "تايمز أوف إسرائيل"، من مقولة "الجيش السوري هو القوة الوحيدة القادرة على هزيمة تنظيم
داعش في البلاد، وأن هذه بداية انهيار التنظيم الإرهابي".
ويضيف: "ولكن يبدو أن هذه الادعاءات بعيدة عن الحقيقة. بالتأكيد، هناك أهمية للانتصار في تدمر، ولكنها رمزية فقط".
وتابع: "سيطر تنظيم داعش"على تدمر قبل 10 أشهر في هجوم ضخم، وسقط جنود الرئيس بشار الأسد أمام الهجوم. ومنذ ذلك الحين، كانت تدمر الحد الغربي لمواقع التنظيم. وتم طرد مقاتلي التنظيم الآن بسرعة اجتياحه ذاتها. ولم تكن المعركة طويلة أو صعبة. سيطر جيش النظام على مناطق واسعة من المدينة في أثناء فرار مقاتلي التنظيم باتجاه الشرق، تجاه معاقله في دير الزور والرقة".
وأشار إلى أنه "بسبب أهمية تدمر الأثرية، أثارت سيطرة تنظيم داعش عليها ضجيجا إعلاميا ضخما".
وأكد أن
تنظيم الدولة لم يستخدم المدينة "كمركز قوة عسكري أو أمني. إنها مدينة صحراوية، تمت السيطرة عليها بسهولة في العام الماضي بسبب ضعف الجيش السوري. اليوم، بمواجهة قوات منظمة أكثر ومدعومة بغطاء جوي روسي، أدرك التنظيم أنه من الأفضل التركيز على مواقع مهمة أكثر، بدلا من مناطق صحراوية مع أهمية استراتيجية محدودة".
وأوضح أن "هذا أول انتصار كبير للجيش السوري ضد تنظيم داعش منذ تدخل سلاح الجو الروسي في الحرب. ولهذا ركزت قوات الأسد على شمال غرب
سوريا، في مناطق حلب وإدلب حيث تعمل عدة قوات معارضة غير تنظيم داعش. ويبدو أنه في معركة تدمر، قرر الروس والأسد مواجهة التنظيم بشكل مباشر".
واعتبر أن استعادة السيطرة على تدمر تظهر أنه بالرغم من التقارير عن سحب القوات الروسية من سوريا، ما زال الرئيس بوتين لديه عدد كاف من الطائرات لتمكين الأسد من استعادة مناطق متعددة.
والهزيمة في تدمر تضاف إلى خسائر التنظيم في جبهات مختلفة. وشهدت الأيام الأخيرة مقتل القائد الثاني للتنظيم في غارة امريكية في سوريا، وابتداء عملية عراقية ضده في الموصل. ويبدو أن الحلقة بدأت تضيق على التنظيم من الغرب والشرق.
وأكد أنه "بالرغم من أن هزيمة التنظيم ما زالت بعيدة، إلا أنه هناك تقدم ملحوظ ضده على الأرض".
وختم مقاله قائلا: "تظهر تجربة الماضي أن الانتصارات العسكرية للجيوش السورية والعراقية ضد التنظيم قد تحثه على تنفيذ هجمات إضافية في أوروبا. وهذا بهدف إثبات أن التنظيم ما زال صامدا، وقويا وناجحا في حربه ضد الغرب".