سياسة عربية

كاتبة لبنانية: خطاب نصر الله كان للسنّة.. ولم يقنعهم.. لماذا؟

نصر الله قال لدول عربية "حلّوا عنا"- يوتيوب
قالت الكاتبة اللبنانية الشيعية بتول الحسيني، إن الخطاب الأخير للأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله، كان في عمومه موجها للسنة في المنطقة، لكنه لم ينجح في تحسين صورته أمامهم بعد كل ما فعله في سوريا ولبنان والمنطقة.

ورأت الكاتبة بمقالها في موقع "جنوبية" الذي يديره شيعة معارضون لحزب الله، أن نصر الله حاول من خلال التطرق لسيرة القيادي علي فياض الملقب بـ"علاء البوسنة" والذي قتل في معارك في سوريا، الإشارة إلى أن حزبه ليس طائفيا أو مذهبيا، من خلال الحديث عن مشاركة الأخير بحرب البوسنة ضد الصرب ومعارك العراق.

وأوضحت أن الخطاب حاول تقديم اعتذارين؛ الأول عن وصفه حكام الخليج بـ"التنابل والكسالى"، والثاني عن اتهام السنة بالعمالة وقد أدرك نصر الله بحسب الكاتبة أن أي "خطوة ناقصة أخرى تجاه العرب لن يكون ارتدادها سهلا عليه وعلى حزبه، وأنّه في مرحلة مصيرية لا بد له من تحديد الخطوط العريضة".

ولفتت إلى أن نصر الله كان يتوجه لسنّة لبنان لا إلى شيعته كما درجت خطاباته الأخيرة، وأن "الدجالين هم من حرفوا خطابه السابق".

وقالت الحسيني إن هجمات نصر الله على المملكة العربية السعودية في هذا الخطاب كانت "أخف وقعا ممّا سبقه، ليشدد على فكرة واحدة: حلّوا عنا.. فكرة أظهرت السيد ضعيفا لأول مرة لأنه لن يستطيع مواجهتهم ولن يستطيع أن يكون ندا لهم".

وأضافت أنه "في الوقت نفسه لا يمتلك شجاعة الاعتذار، ولا يسمح له المحور الإيراني ربما بالاعتذار وإعادة مدّ اليد للجسور العربية التي حاربها كرمى للولي الفقيه".

وتعقيبا على عبارة "حلّوا عنا" التي قالها نصر الله للسعودية والعرب، فقد قالت الحسيني إن حزب الله هو المطالب بأن يحل عنهم ويسحب خلاياه من بلدانهم.. و"إعادة مقاتليك من بلاد العرب إلى بيوتهم أحياء لا قتلى".

وتابعت: "أنت يا سيد حسن نصر الله من حشرت الحزب في كل شؤون العرب. أنت من حوّلت بوصلة القدس إلى كل عواصم العرب، وأنت من تحوّلت من مقاوم إلى مقاتل ضدّ الحريّة".

وأشارت الكاتبة إلى أن مقاربة بسيطة بين اللغة واللهجة وبين حركات الجسد وتعابير الوجه "تنقل للمتابع أيّ هواجس يعايشها نصر الله وحجم الضغوطات التي يحاول تخطيها وتفسيرها والخروج من مأزقها، فالسيد في هذه المرحلة لا ينام".

وختمت مقالها برسالة إلى نصر الله وقالت: "عد لعروبتك يا سيد، لأن الآتي أعظم، وهذا ما لا نقوله نحن وإنّما ما باتت تؤكده إطلالاتك".