استعادت القوات الحكومية اليمنية السيطرة على مديرية نهم التابعة لمحافظة صنعاء بعد معارك استغرقت أسابيع مع المتمردين الحوثيين الشيعة الذين يسيطرون على شمال البلاد والعاصمة، حسب ما أفادت مصادر عسكرية حكومية الجمعة.
وتمكنت القوات الموالية للرئيس عبد ربه منصور هادي من إنهاء السيطرة على مديرية نهم باستعادة مقر اللواء 312 في الجيش حسب المصادر نفسها، وكان الحوثيون مع وحدات من الجيش ظلت موالية للرئيس السابق علي عبد الله صالح سيطرت على هذه المديرية.
وأضافت المصادر نفسها أن استعادة هذه المديرية الواقعة على بعد 40 كلم شمالي صنعاء سمحت للقوات الحكومية بالوصول إلى مشارف مديريتي بني حشيش وأرحب الجبليتين المجاورتين اللتين تطلان على مطار صنعاء الدولي.
وصرح محمد أحد المقاتلين الحكوميين الذين دخلوا نهم رافعين الأسلحة ومطلقين النار في الهواء ابتهاجا لوكالة "فرانس برس" "نتجه الآن إلى صنعاء بعد السيطرة على قاعدة نهم العسكرية". وأضاف "نطلب من إخواننا عناصر الجيش الوطني التحلي بالصبر، النصر آت".
وأسفرت معارك استعادة مقر اللواء 312 والتلال المحيطة عن عدد من القتلى والجرحى في المعسكرين بحسب المصادر التي لم توفر حصيلة دقيقة.
ومن أجل عرقلة تقدم القوات الحكومية نحو صنعاء قام الحوثيون وحلفاؤهم بحفر الخنادق وزرع الألغام في أرحب وبني حشيش ودعوا السكان إلى القتال دفاعا عن العاصمة صنعاء.
وبسقوط
فرضة نهم، تصاعدت حدة الخلافات بين الحوثيين وحليفهم الرئيس المخلوع علي عبد الله
صالح، إذ حمل كل طرف المسؤولية للآخر.
وشن السكرتير الصحفي لعلي عبد الله صالح أحمد الصوفي هجوما عنيفا على الحوثيين، منتقدا احتفالاتهم بـ"ثورة 11 فبراير"، التي أسقط نظام علي عبد الله صالح.
وربط الصوفي، حسب ما نقلت عنه قناة "اليمن اليوم" التابعة لعلي صالح، سقوط المعسكر في يد المقاومة الشعبية والجيش اليمني، باحتفالات الحوثيين، أمس، الخميس بصنعاء .
وقال الصوفي إن الحوثيين دعوا لاحتفاليتهم بإحياء ذكرى 11 فبراير، "للدواعش والإخوان"، لإعادة تحالفاتهم السابقة في العام 2011 من خلال "تسليم فرضة نهم الإستراتيجية".
من جهتهم رد
الحوثيون عن اتهامات صالح لهم، وقال عضو "اللجنة الثورية العليا" التابعة لهم محمد المقالح أن ما ذكره الصوفي "أمر خطير ويحتاج توضيح"، حسب ما نقلت عنه مواقع يمنية.
من جانبه اتهم عضو "اللجنة الثورية" عبد الوهاب قطران، قوات صالح بالانسحاب من مواقع بفرضة نهم.
وكتب في تدوينة على صفحته بموقع "فيسبوك": "شهد لله أن الحرس الجمهوري انسحب فجر اليوم من المواقع التي كان مسيطر عليها في الفرضة وما جاورها وهو ما سهل السيطرة من قبل المرتزقة علي الفرضة... هذا كلام واحد اعرفه من قرية بريان ابلغني بهذا الظهر ...).
وفي محافظة الجوف المجاورة نجحت القوات الموالية للرئيس مدعومة من التحالف العربي بقيادة سعودية في السيطرة الخميس على معسكر الخنجر في بلدة خب الشعف القريبة من الحدود مع المملكة العربية السعودية بعد مواجهات مع الحوثيين.
ووفقا لمصادر عسكرية أخرى فان تقدم هذه القوات في محور معسكر الخنجر يأتي ضمن محاولاتها التوجه نحو محافظة صعدة معقل الحوثيين شمال البلاد، لكنها تقدمت ببطء نتيجة مقاومة المتمردين والطبيعة الجبلية الوعرة حول العاصمة وفي شمال اليمن بالرغم من دعم التحالف العربي الذي بدأ تدخلا عسكريا في آذار/ مارس لمساعدة حكومة هادي.
وأسفر النزاع في اليمن عن مقتل أكثر من 6100 شخص أكثر من نصفهم من المدنيين وإصابة أكثر من 29 ألف شخص بحسب الأمم المتحدة.