ذكرت صحيفة "فايننشال تايمز" أن
إسرائيل تقوم بتطوير وبناء نظام صواريخ تحت الأرض أو قبة حديدية تحت الأرض، خاصة أن القبة الحديدية التي أنشأتها نجحت، بحسب القادة العسكريين الإسرائيليين، بحماية إسرائيل من الهجمات الصاروخية الجوية.
ويشير التقرير إلى أن المؤسسة العسكرية تقوم مع شركات التصنيع العسكري ببناء نظام مماثل للقبة الحديدية ويكون تحت الأرض. وقالت وزارة الدفاع الإسرائيلية إن الولايات المتحدة خصصت 120 مليون دولار لإنفاقها على مدى خمس سنوات، من أجل تطوير نظام صاروخي يقوم بالكشف عن
الأنفاق التي يقوم ببنائها أعداء إسرائيل.
وتورد الصحيفة أن الإسرائيليين يصفون النظام الصاروخي بأنه تحت الأرض ومماثل لنظام القبة الحديدية، وهو النظام الذي مولته الولايات المتحدة، وساعد على تدمير الصواريخ التي أطلقتها حركة
حماس من غزة خلال حربي 2012 و 2014، بالإضافة إلى الكشف عن الأنفاق المعززة بالأسمنت، التي بنتها حركة حماس على حدود غزة مع إسرائيل، وكذلك في المناطق الرملية، وترغب إسرائيل بالكشف عن الأنفاق التي بناها حزب الله في جنوب لبنان.
ويلفت التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، إلى أن الولايات المتحدة ترغب باستخدام
التكنولوجيا للبحث عن الأنفاق التي تستخدمها عصابات التهريب للمخدرات والمهاجرين عبر الحدود من المكسيك.
وتذكر الصحيفة أن شركتي "إليبت" للمنظومات العسكرية، و"رفائيل" للأنظمة الدفاعية المتقدمة، أكدتا أنهما تشاركان في أبحاث تطوير المنظومة الأرضية الجديدة، بالإضافة إلى 50- 100 شركة صغيرة تسهم في الأبحاث التي تركز على تطوير تكنولوجيا قادرة على اكتشاف الأنفاق.
وينقل التقرير عن قائد مديرية عمليات الجيش الإسرائيلي الميجر جنرال نيستان ألون، قوله: "نعمل ما بوسعنا للعثور على حلول تكنولوجية". ورفض تقديم معلومات، حيث قال إنها "تساعد حركة حماس".
وتعلق الصحيفة بأن الجهود التي تقودها الولايات المتحدة وإسرائيل تأتي وسط إشارات عن قيام حركة حماس بتطوير شبكة الأنفاق، التي استهدفتها إسرائيل في حرب عام 2014.
ويفيد التقرير بأن الذراع العسكرية لحركة حماس، كتائب عز الدين القسام، كشفت عن مقتل اثنين من عناصرها يوم الثلاثاء وهما يعملان في نفق قرب مخيم النصيرات وسط غزة، وقتل سبعة آخرون الأسبوع الماضي عندما انهار نفق كانوا يعملون فيه شرق القطاع.
وتورد الصحيفة نقلا عن الجيش الإسرائيلي قوله إنه عثر على 32 نفقا، ودمرها أثناء حرب 2014، واتهم الحركة باستخدام الأنفاق لنصب كمائن للجنود، وإطلاق الصواريخ وقنابل الهاون، والقيام بعمليات داخل إسرائيل، وقتل في الحرب الأخيرة 2100 فلسطيني، و66 جنديا إسرائيليا و6 مدنيين.
وينوه التقرير إلى أن اكتشاف الأنفاق في الأيام الأولى من الحرب أحرج رئيس الوزراء اليميني المتطرف بنيامين نتنياهو، وفي الأيام الأخيرة أحرج عندما قال سكان البلدات الإسرائيلية القريبة من غزة إنهم سمعوا صوت حفر على الجانب الآخر من الحدود.
وتنقل الصحيفة عن نتنياهو تهديده يوم الاثنين قائلا إن حكومته "تعمل بشكل منظم وقوي ضد التهديدات كلها"، بينها حركة حماس، مشيرة إلى أن الجنرال ألون يعتقد أن حركة حماس "ليست جاهزة لحرب جديدة ضد إسرائيل".
ويستدرك التقرير بأنه رغم تفوق إسرائيل التكنولوجي، إلا أن العثور على الأنفاق كان صعبا، حيث تعمل إسرائيل منذ عقود على تطوير تكنولوجيا للكشف عنها.
وبحسب الصحيفة، فإنه رغم عدم تقديم تفاصيل عن التجارب التي تمت على الحدود مع غزة، إلا أن المعلومات التي تجمع من أجهزة الاستشعار المزروعة على طول الحدود يتم تحليلها في مخابر علمية. ويقول خبراء إن اكتشاف الأنفاق وهي في طور الإنشاء أقل صعوبة منها عندما تبنى.
وتختم "نيويورك تايمز" تقريرها بالإشارة إلى قول الباحث والخبير العسكري يفتاح شابير: "المعضلة الكبرى هي اكتشاف النفق بعد بنائه؛ لأنه عبارة عن حفرة في الأرض".