قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الخميس، إن أمر رحيل
الأسد يعود إلى الشعب السوري من خلال انتخابات تتسم بالشفافية بهذا البلد، مشيرا إلى أن الهدف الوحيد من العملية العسكرية التي تقودها موسكو في
سوريا هو إحلال السلام هناك.
وقال بوتين خلال اجتماع نادي فالداي الدولي في سوتشي إن على القيادة السورية أن تجري اتصالات مع قوى
المعارضة المستعدة للحوار مضيفا أن الرئيس بشار الأسد مستعد لهذا
الحوار، مشيرا إلى أن المشاكل السياسية الداخلية هي أيضا جزء من أسباب الأزمة السورية، وليس المعارضة فحسب.
وأضاف بوتين أن من وصفهم بـ"الإرهابيين"، "كانوا سيكتسبون صفة رسمية في حال لو سقطت دمشق أو بغداد مؤكدا أن العملية الروسية تأتي من أجل إحلال السلام. بعد طلبت السلطات الرسمية السورية تقديم الدعم اتخذنا القرار حول بدء عملية عسكرية روسية في هذا البلد. وأريد إعادة التأكيد على أن العملية تعد شرعية بالكامل ويتمثل هدفها الوحيد في تشجيع إحلال إقامة السلام".
وأعرب بوتين عن قناعته بأن ممارسات العسكريين الروس ستؤثر إيجابيا على الأوضاع في سوريا وستساعد على إقامة ظروف للتسوية السياسية فيها، مشيرا إلى أنه على السوريين أن يقرروا مصيرهم ليس تحت ضغوط، وإنما بتأييد المجتمع الدولي، لافتا إلى ضرورة ترسيخ المؤسسات الحكومية في مناطق النزاعات.
وفي سياق متصل، اعتبر الرئيس الروسي أن محاولات إعادة تشكيل الشرق الأوسط بشكل صارم أصبحت قنبلة أدت إلى حدوث انفجار.
وقال بوتين: "نرى ما تشهده منطقة الشرق الأوسط اليوم، حيث تراكمت خلافات عرقية ودينية وسياسية وكذلك قضايا اجتماعية حادة طوال عقود بل وربما قرون... وأصبحت محاولات إعادة تشكيل المنطقة من الخارج عبر فرض الإرادة بشكل صارم قنبلة أدت إلى حصول انفجار حقيقي وتدمير هيكلية دولة وزيادة الخطر الإرهابي، وفي نهاية المطاف إلى تنامي التحديات على العالم برمته".
وفي هذا الصدد، نوه الرئيس الروسي بوتين بأن تقسيم "الإرهابيين" إلى "المعتدلين" و"غير المعتدلين" أمر غير صحيح لأن جميعهم أعداء الحضارة البشرية، في إشارة إلى المعارضة السورية المسلحة التي تقتل النظام.
وقال بوتين: "أود أن أفهم ما هو الفرق؟ لعله يتمثل، بحسب بعض الخبراء، في أن المجرمين"المعتدلين" يقومون بقطع رؤوس ضحاياهم بأعداد معتدلة أو بطريقة رقيقة؟"
وشدد بوتين على ضرورة أن يفهم المجتمع الدولي أنه يعامل هنا "عدو الحضارة والبشرية والثقافة العالمية"، مضيفا أن "الولايات المتحدة تخدع
روسيا والعالم بأسره بحديثها عن التهديد النووي الإيراني".
وحسب رأي بوتين، فإن الأمر لا يكمن في تهديد نووي خيالي لم يوجد أبدا وإنما في محاولة تدمير التوازن الإستراتيجي وتغيير توازن القوى لصالح واشنطن من أجل "ليس التغلب فحسب وإنما الحصول على الإمكانية لإملاء إرادتها على الجميع، سواء كانوا منافسيها الجيوسياسيين أو حلفائها".