مقابلات

منسق "6 إبريل": نظام السيسي فشل وسيسقط

عمرو علي: مظاهرات 30 يونيو فشلت في تحقيق أهدافها ونقلت مصر إلى الأسوأ - أرشيفية
نخطط للمرحلة الثانية من حملة "وأخرتها" وقد نلجأ للتصعيد مستقبلا

الحراك الاحتجاجي السلمي يحتاج إلى جهد ووقت كي يكون مؤثرا

كثير من نشطاء الثورة متوحدون بالفعل في أهدافهم وتحركاتهم

نظام السيسي مضاد لفكرة الدولة المدنية ونسعى لتغييره في أسرع وقت

لو تحركت القوى الثورية الآن في الشارع فستتم تصفيتها على الفور

لم يحدث تواصل بين 6 إبريل وجماعة الإخوان.. ولسنا في عداء معها

مظاهرات 30 يونيو فشلت في تحقيق أهدافها ونقلت مصر إلى الأسوأ


قال عمرو علي، المنسق العام لحركة شباب 6 إبريل، إن نظام الجنرال عبدالفتاح السيسي سيسقط في الوقت الذي يقرر فيه الشارع ذلك، وبعدما يدرك المصريون حقيقة فشله واستبداده، مضيفا أنه في حال تحركت القوى الثورية والسياسية الآن؛ فإنه ستتم تصفيتها.

وأرجع علي في حوار لـ"عربي21" السبب الرئيس في عدم التحرك الجماهيري في الوقت الراهن؛ إلى الخوف الكبير من ما وصفه بالممارسات الإجرامية للسلطة، التي قال إن حركته تراها مضادة لفكرة الدولة المدنية، ولذلك ترفضها وتسعى إلى تغييرها في أسرع وقت.

وأكد أن مظاهرات 30 يونيو فشلت، ولم تحقق أهدافها بأي شكل من الأشكال، وخاصة أنها نقلت مصر إلى حال اسوأ مما كانت عليه في السابق، رافضا إبداء ندمه على المشاركة في تلك التظاهرات بقوله: "نحن لا نندم على أي قرار سياسي اتخذناه في ظروف بعينها، تماما مثلما أننا لم نندم على دعم محمد مرسي في انتخابات الرئاسة السابقة".

وفي الوقت الذي قال فيه إنه لا يوجد أي اتصال بين حركته وبين جماعة الإخوان المسلمين؛ أكد أن حركته ليست في عداء مع الجماعة، معللا ذلك بأن المعركة الرئيسة هي مع النظام الحالي.

وإلى نص الحوار..

* أين حركة شباب 6 أبريل من المشهد الحالي في مصر؟

- الحركة موجودة في المشهد ولم تنقطع عنه، وقد كانت آخر فعالياتنا الدعوة لإضراب 11 يونيو، والذي كان ضمن فعاليات حملة "وأخرتها"، ردا على رفع الدعم من موازنة الدولة، ونحن الآن بصدد التخطيط للمرحلة الثانية من الحملة، والتي تهدف إلى توعية الشعب المصري بخطورة الموازنة الجديدة، وللضغط على النظام للتراجع عن قراراته، وقد نتخذ بعض الخطوات التصعيدية خلال الفترة المقبلة.

* هناك من يقول إنكم غير مؤمنين بجدوى أي حراك احتجاجي في الشارع حاليا..

- الحراك الاحتجاجي عمل تراكمي، يحتاج لبعض الوقت كي تظهر آثاره بشكل واضح ومؤثر، لكن ليس هناك بديل عن الحراك الاحتجاجي بأشكاله المختلفة، والسلطة الحالية لا يزال لديها رصيد في الشارع، نتيجة الدعاية الإعلامية الشديدة لها، ونظرا لاختفاء كل أصوات المعارضة عن الإعلام، بسبب غلق جميع أبواب القنوات الإعلامية في وجهها.

لكن؛ في النهاية التغيير يحتاج لجهد كبير، ويستغرق بعض وقت، ونعتقد أن كل حراك احتجاجي مدروس، ومبني على أساس السلمية؛ سيكون له تأثير فعلي وحقيقي، وقد رأينا التفاعل السريع مع دعوتنا لإضراب 11 يونيو، ولذلك قابله النظام بهجوم شرس علينا.

* هل من خطوات جديدة في سبيل توحيد الثوار؟

- التوحد الذي نهدف إليه هو توحد أفكار وتوجهات، وأعتقد أن كثيرا من نشطاء الثورة متوحدون بالفعل في كثير من أهدافهم وتحركاتهم، ومن حق كل فصيل أن تكون له رؤيته الخاصة والمستقلة تجاه النظام، وخاصة أن الشارع متذبذب بين من هو مؤيد للنظام وبقائه، وآخر ينادي بإصلاحه من الداخل، وثالث يطالب بضرورة رحيله فورا ويراه فاشيا.

وكل هذه الرؤى مقدرة وتُحترم، لكن في النهاية الشارع هو من سيحدد ويحسم هذا الأمر، والقوى الثورية لن تتوحد من أجل التوحد ذاته، بل حول الفكرة والرؤية المعبرة عن الشارع.

* لكن ماذا عنكم في حركة شباب 6 أبريل.. هل تكتفون بمعارضة النظام، أم تطالبون بإسقاطه بشكل كامل؟

- تحديد أولويتانا وخياراتنا وتحركاتنا تكون فقط من خلال الشارع الذي نسير مع بوصلته، وهو الذي سيقول كلمته بشأن إذا ما كان السيسي سيكمل فترته الرئاسية، أم أنه سيسقط قبل ذلك.. تماما مثلما قال الشارع كلمته سابقا وأسقط "مبارك" و"مرسي".

ونحن نرى أن هذا النظام مضاد لفكرة الدولة المدنية التي نسعى لتحقيقها، وبالتالي فنحن نرفضه على الدوام، ونسعى لتغييره في أسرع وقت، وهذا هو ما سيحدده الشارع، ويُظهر مدى قابليته لهذا الأمر من عدمه.

* هل حدث تواصل مباشر، أو غير مباشر، بينكم وبين جماعة الإخوان المسلمين؟

- لم يحدث تواصل بين حركة شباب 6 أبريل وجماعة الإخوان.

* هل لا تزال الحركة ترفع شعار "يسقط كل من خان.. عسكر - فلول - إخوان"؟

- من الطبيعي أن كل مرحلة سياسية لها شعاراتها الخاصة، والتي تزول بزوال أسبابها، واليوم جماعة الإخوان ليست في الحكم، وبالتالي ليس هناك مبرر منطقي للحديث عن إسقاطها، فهي الآن خارج إطار الدولة، وليس لها علاقة بشعاراتنا السياسية التي نرفعها، وخاصة أن شغلنا الشاغل هو بحث كيفية مواجهة النظام الدكتاتوري العسكري، فنحن لسنا في عداء مع جماعة الإخوان، التي نعتبرها مثل أي كيان أو حزب سياسي موجود على الساحة، بغض النظر عن مواقفها التي قد نتفق أو نختلف معها.

* كنتم من بين الداعين للمشاركة في مظاهرات 30 يونيو.. كيف تراها بعد مرور أكثر من عامين عليها؟

- كان هدفنا الرئيس وقتها هو إجراء انتخابات رئاسية مبكرة، لكن لم يحدث هذا الأمر، وسيطرت المؤسسة العسكرية على السلطة، وبالتالي فهذا يعني أن 30 يونيو فشلت، ولم تحقق أهدافها بأي شكل من الأشكال، وخاصة أنها نقلت مصر لحال أسوأ من الوضع الذي كان قبل 30 يوينو.

* وبناء على ما سبق؛ هل أنتم نادمون؟

- نحن لا نندم على أي قرار سياسي اتخذناه في ظروف بعينها، ورغم أن رؤيتنا الخاصة بـ30 يونيو أخفقت؛ إلا أنه ليس معنى ذلك الندم، تماما مثلما لم نندم على دعم "مرسي" في انتخابات الرئاسة السابقة.

* برأيك؛ ما هي أبرز أخطاء حركة شباب 6 أبريل؟

- الخطأ الأكبر الذي وقعنا فيه بعد 25 يناير 2011؛ هو استدارجنا لبعض المعارك الاستقطابية، لكننا نعد الشعب المصري بأن لا نُستدرج مرة أخرى لمثل هذه المعارك التي تساهم في انقسام الشارع، وقد تحدثنا عن ذلك في بيان رسمي للحركة صدر في 25 يناير 2014. أما القضايا الخاصة بتقديراتنا السياسية، فهذا أمر له علاقة بمواقفنا الخاصة، التي نترك الحكم عليها للشارع والمحللين المراقبين لحركتنا، وبالطبع قد نصيب وقد نخطئ في تلك التقديرات.

* ما تقييمك لفترة حكم عبدالفتاح السيسى؟

- هناك مشكلة في التقييم، فالسيسي لم يكن لديه أي برنامج انتخابي، إلا أنه فشل فشلا ذريعا على كل المستويات، سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وأمنيا.

* هل حدث أي اتصال بينكم مع نظام السيسي؟ وهل تعرضتم لأية ضغوط بشكل أو بآخر لتأييده؟

- لا يوجد لنا أي اتصال مع النظام، حتى منذ قبل 30 حزيران/ يونيو 2013، فقد كانت هناك تحذيرات وتعليمات مشدّدة برفض انضمام 6 إبريل لتيار 30 يوينو، لتأكدهم من رفضنا لفكرة تدخل المؤسسة العسكرية في أي عمل سياسي.

وهناك ضغوط علينا طول الوقت، بعضها يتمثل في القبض على أعضاء الحركة وملاحقاتهم أمنيا، أو فصل بعضهم من العمل، وشن حملات تخوين وتشهير ضدنا، وتم حظر نشاط الحركة بحكم قضائي مسيس.

* هل سيسقط نظام السيسي؟ ومتى؟

- سيسقط حينما يقرر الشارع ذلك، وبعدما يدرك المصريون حقيقة فشل النظام واستبداده، فلو تحركت القوى الثورية والسياسية الآن ستتم تصفيتهم، وسيفشل أي حراك احتجاجي حاليا، والسبب الرئيس في عدم التحرك الجماهيري؛ هو الخوف الكبير من الممارسات الإجرامية للسلطة، ورغم أن نظام السيسي يبدو أنه أقوى وأذكى من نظامي "مبارك" و"مرسي"؛ إلا أنه ساقط سياسيا، لكن لا نعلم متى سيرحل تحديدا.