سياسة عربية

موجة غضب تجتاح مواقع التواصل الاجتماعي بعد حرق طفل فلسطيني

أطلقوا هشتاغ (أحرقوا الطفل) في مواقع التواصل الاجتماعي- عربي21
حالة من الغليان تجتاح مواقع التواصل الاجتماعي، عقب إقدام مستوطنين حرق منزلين صباح الجمعة، في قرية دوما جنوب نابلس، وإعدام الطفل علي دوابشة (عام ونصف) حرقا وإصابة عدد آخر من عائلته وصفت حالتهم بـ"الخطيرة".

وأطلق ناشطون هاشتاغ تحت عنوان (#احرقوا_الرضيع)، حيث تفاعل العديد من المواطنين الفلسطينيين والعرب عبر نشر تغريدات عبرت عن استنكارهم لهذه الجريمة، وأملًا في الانتصار للشهيد الرضيع، ومن سبقوه في الشهادة على يد المستوطنين وجنود الاحتلال في الأراضي الفلسطينية، وما هي إلا ساعات قليلة من بدء التغريد حتى احتل هاشتاغ (#احرقوا_الرضيع) المركز الرابع على الترند العالمي.

وتباينت التغريدات، بين التساؤل المنطقي "إلى متى ستستمر الجرائم؟"، وبين تحميل المسؤولية للاحتلال وأعوانه ممن رضوا باتفاقياته والتوعد برد يوازي في قوته حجم الجريمة المرتكبة.

وقال الداعية المعروف طارق السويدان في تغريدة مُختصرة، على موقع (تويتر): "عندما يحرق الطغاة شعوبهم، تحرق إسرائيل أطفالنا"، في إشارة منه إلى حالة الاستبداد الموحدة التي يعاني منها الشعوب بفعل حكامهم وإسرائيل معا، حيث أن الأخيرة تستمد قوتها في البطش من الأولى.



ورأى الشيخ العلّامة يوسف القرضاوي، أن الصهاينة ينفذوا فتاوى التلمود بإعمال القتل للفلسطينيين أطفالا كانوا أم شيوخا، وقال عبر تدوينته: "يقرأ الصهاينة في التلمود "ينبغي عليك أن تقتل أفضل الأغيار"، مؤكدًا أن المسألة لا تتوقف عند كونها عنصرية قبيحة بل تصبح تحريضًا على الإبادة".



ويتفق معه الكاتب الفلسطيني صالح النعامي، أن جريمة المستوطنين بإحراق عائلة دوابشة فجر الجمعة  تنفيذ عملي للفتاوى الواردة في كتاب "شريعة الملك" للحاخام إسحاق شابيرا، الذي أجاز قتل الرضع العرب، واستهجن عبر صفحته على (فيسبوك) عدم قيام السلطة الفلسطينية بالرد الفوري على الجريمة، باعتقال الحاخام شابيرا، والذي لا يبعد بيته عن مدينة نابلس سوى كيلومتر واحد قائلًا :"عباس لم يرسل له مجموعة أمنية لاعتقاله، بل أرسل فجر اليوم قوة لمداهمة منزل الشهيد يحيى عياش".

وتابع "النعامي" هجومه على السلطة وحالة الترهل في تعاملها مع الواقع الإجرامي للاحتلال ضد الفلسطينيين مستذكرًا الخطبة "العصماء" التي ألقاها محمود عباس في قمة الدول العربية عندما اختطف المستوطنين الثلاثة في حزيران 2014، مؤكدًا أنه وقتها "خرج عن طوره في إبراز مظاهر "الجريمة" في عملية الخطف، وتهجمه على المنفذين" فيها اليوم – وفق قوله :"يصمت على جريمة إحراق عائلة دوابشه صمت من في القبور، بينما نتنياهو يشيد بردة فعل سلطته على عملية الحرق"، وعقب "بالطبع نتنياهو مطمئن على تواصل التعاون الأمني".

وفي سياق الحث على الرد، أكد القيادي في "حماس" عزت الرشق، عبر صفحته على (فيسبوك) أن الرد على جريمة حرق الرضيع دوابشة، لا يُمكن أن يكون بانتظار المحاكمات الهزلية، وقال: "هذا الاحتلال لا يفهم إلا لغة واحدة هي لغة القوة والمقاومة وفي مقدمتها المقاومة المسلحة".



وتساءل أسامة العيسوي، الذي شغل منصب وزير الثقافة في الحكومة الفلسطينية بغزة سابقا، عن حالة الصمت القاتل التي تواجه بها السلطة الفلسطينية جرائم الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني دونما رد فعلي سريع، ووجه سؤاله لـ شرفاء حركة "فتح" في الضفة، قائلًا:" أما آن لكم أن تفيقوا من سباتكم العميق؟".

وتساءل الصحفي في قناة الجزيرة تامر المسحال، عن الرد الرسمي والفصائلي والشعبي على جريمة إعدام الطفل دوابشة حرقًا، وقال في تدوينته :"براءتك وطفولتك حرقت قلوبنا كما حرقوك حيًا ... المهم ليس في الجريمة، فهي ليست جديدة على مستوطنين مجرمين، بل الأهم ماذا نحن فاعلون بعدها ؟!!!".



بينما تساءل وائل أبو عمر، من غزة :"ماذا لو أن الطفل الرضيع الذي حرق فجر اليوم في نابلس مستوطن إسرائيلي؟، مُعلقًا أن من أمن العقاب أساء الأدب" في إشارة منه إلى تخاذل الموقف الرسمي والتزامه باتفاقيات التنسيق الأمني، التي تجعل الاحتلال يستبيح الأراضي الفلسطينية على مرأى ومسمع الأجهزة الأمنية الفلسطينية بالضفة المحتلة.

ومن جانبه دعا القيادي في "حماس" موسى أبو مرزوق، عبر صفحته (فيسبوك)، إلى إعلان حالة الغضب العام على جريمة المستوطنين بخطوات عملية تبدأ بتصحيح المسار وجمع الصف ومواجهة الاحتلال قائلًا:" فتبا لمن لا يغضب ويثأر ويصحح المسار" وتابع "آن الأوان لترك مسيرة التسوية الفاشلة".



أما أدهم أبو سلمية من غزة، فأشار في تدوينة على صفحته (فيسبوك) أن رد المقاومة  على جريمة الحرق البشعة يكون بـ"مواصلة حفر الأنفاق، وتطوير الصواريخ، وبناء جيل طلائع التحرير، وإعداد الخطط ليوم الانتصار" وفق قوله.

ومن جانبه، شدد الكاتب ياسر الزعاترة، على ضرورة أن تُغذي حادثة حرق الرضيع دوابشة انتفاضة الغضب التي أُعلنت لأجل الأقصى، إلا أنه يخشى عليها من "مدمني التعاون الأمني مع العدو" لافتًا إلى أنهم "لن يتوقفوا عن مسارهم الساقط".



وطالب الأكاديمي مُحسن الإفرنجي المقاومة الفلسطينية بالرد العاجل دون انتظار الإذن، لردع الاحتلال عن جرائمه، وقال في تدوينة نشرها على صفحته (فيسبوك): "بالأمس أحرقوا الطفل محمد أبو خضير، واليوم جاء دور الرضيع علي دوابشة، وغدًا الأطفال أنس وأحمد ودعاء وإبراهيم و..."، مؤكدًا أن عدم تلقي المجرمين الجزاء سيعينهم على الاستمرار فيها بوحشية أكبر.