قالت صحيفة "الغارديان" البريطانية إن مدير
مسجد فينزبري بارك الواقع في شمال لندن، محمد كزبر دعا إلى شطب اسم المسجد من قائمة سرية، أدت إلى إغلاق حساباته المصرفية في
بنك "هونغ كونغ وشنغهاي" (أتش أس بي سي).
وينقل التقرير عن كزبر قوله إنه شعر بـ"الصدمة والدهشة"؛ لاكتشافه وصف المسجد في بيانات سرية، تستخدمها المصارف الدولية الكبيرة لمراقبة عملائها، بأنه يمثل خطرا إرهابيا.
وتبين الصحيفة أن اكتشافه جاء بعد بث القناة الرابعة في "بي بي سي" برنامجا وثائقيا، أعده الصحافي بيتر أوبورن، حيث حاول فيه الكشف عن سبب إلغاء البنك حسابات عدد من المنظمات الإسلامية والأفراد المعروفين العام الماضي، ودون إبداء أي أسباب.
ويشير التقرير إلى أن البرنامج الوثائقي توصل إلى أن مسجد فينزبري ومؤسسة
قرطبة تم تصنيفهما على أنهما منظمتان "إرهابيتان" في قاعدة بيانات يستخدمها 49 مصرفا عالميا، وهي "وورلد تشيك"، التي تعدها شركة "تومبسون رويترز".
وتذكر الصحيفة أن المسجد، الذي سيطر عليه المتشددون في التسعينيات من القرن الماضي بقيادة أبي حمزة المصري، الذي يقضي حكما بالسجن مدى الحياة في سجن أمريكي، تحول خلال العقد الماضي إلى مؤسسة للجميع، بعد أن تم تطهيره من العناصر المتشددة، وفتح باب التعاون مع أطراف المجتمع المحيط به.
ويورد التقرير أن كزبر، الذي عمل على تحويل المسجد إلى صورته الحالية، يقول إنه شعر بالسخط عندما علم أن المسجد اعتبر خطرا إرهابيا، ولم يسمح للقائمين عليه بالرد.
ويضيف كزبر للصحيفة أن التصنيف يضعف من دعوات رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون بداية الشهر الجاري، التي دعا فيها المجتمع المسلم إلى الاندماج أكثر في المجتمع البريطاني الواسع؛ لأن المسجد تم استهدافه وبصورة غير عادلة من المصارف الكبيرة. وقال: "يتحدث رئيس الوزراء عن دمج وإشراك المسلمين في المجتمع العام، وهو ما كنا بالضبط نقوم به، وأنظر ماذا حدث، فقد وجدنا أنفسنا مجبرين على التعامل مع البنك الإسلامي فقط".
ويتابع كزبر: "نحن جزء من المجتمع، ونريد أن نتعامل مع البنوك الرئيسة، ولكن حساباتنا أغلقت، وحتى يتم عمل شيء بهذا الشأن، فسيظل المجتمع المسلم يشعر بالتهميش، وأنه قد تمت شيطنته".
ويفيد التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، بأن المرشح لرئاسة حزب العمال جيرمي كوربين، وهو النائب عن منطقة إزلينغتون نورث، وصف المسجد بأنه "رصيد رائع للمجتمع"، وذلك في رسالة له بعد قرار "أتش أس بي سي" إغلاق حساباته العام الماضي.
وتكشف الصحيفة عن أن كزبر، الذي يتولي منصب نائب رئيس الرابطة الإسلامية في
بريطانيا، قال إن محامي المسجد سيكتبون إلى "تومبسون رويترز"، ويطالبون بشطب اسم المسجد من قاعدة بيانات "وورلد تشيك".
ويلفت التقرير إلى أن المحطة الإذاعية الرابعة "راديو 4" قد بثت تحقيقا بعنوان "أتش أس بي سي،
المسلمون وأنا" الثلاثاء الماضي، وقد كشف عن أن البنك أغلق حسابات مؤسسة قرطبة ومديرها أنس التكريتي وزوجته وأبنائه. وقد اعتبرت مؤسسة قرطبة مثل مسجد فينزبري خطرا إرهابيا، ولكن في حالة مؤسسة قرطبة فقد جاءت مصادر معلومات "وورلد تشيك" من الإمارات، بحسب التقرير. فقد اعتبرت الحكومة الإماراتية معارضيها السياسيين من مثل الإخوان المسلمين إرهابيين.
وتنوه الصحيفة إلى نفي التكريتي أن تكون مؤسسته مرتبطة بالإرهاب. وقال إن تأثير الإمارات على مفاهيم المعارضة في الغرب مثير للقلق، وأضاف: "عندما يتم تصنيف منظمة أو ربطها بالإرهاب، مثل العنف، وهو اتهام خطير من نظام فاسد وديكتاتوري وغير ديمقراطي، وينتهك حقوق الإنسان، ويتم التعامل مع اتهاماته بجدية، فهذا يعني وجود مشكلة خطيرة".
وينقل التقرير عن متحدث باسم "أتش أس بي سي" قوله إن المصرف جمع معلوماته من أكثر من مصدر عندما راجع وضع عملائه. ويضيف: "بالنسبة للعملاء، فإن هذا قد يشتمل على عوامل تتعلق بطبيعة العمل الذي يقومون به، والصلاحيات التي يعملون من خلالها، ومنتجات وخدمات البنك. ومع أننا لا نقدم توضيحات للعملاء حول سبب إغلاق حساباتهم، ولكن هذه القرارات لا تتخذ بطريقة سهلة، ولا تتعلق بدين أو عرق العميل".
وتختم "الغارديان" تقريرها بالإشارة إلى رفض "تومبسون رويترز" التعليق على حالات بعينها؛ بسبب قانون حماية المعلومات. وقال متحدث باسم الشركة إن "(وورلد تشيك) أنشئت في بريطانيا تحديدا نتيجة للسياق القانوني الذي يمنحه قانون حماية المعلومات البريطاني وتنظيمات استخدام المعلومات في الاتحاد الأوروبي".