صحافة دولية

الغارديان: أطباء سوريون يكشفون استخدام قوات الأسد الكلور

الغارديان: شبكة من الأطباء السوريين ستقدم شهادة أمام الكونغرس بهجمات النظام الكيماوية - أرشيفية
ذكرت صحيفة "الغارديان" أن شبكة من الأطباء السوريين ستقدم شهادة أمام الكونغرس، مشفوعة بملف يحتوي على شهادات من مصابين بهجمات كيماوية قام بها النظام السوري على المناطق المدنية.

وتبين الصحيفة أن ممثلين عن الجمعية الطبية السورية الأمريكية، التي تدير 95 مصحة وعيادة داخل سوريا، سيقومون بالظهور أمام الكونغرس يوم غد الأربعاء، وسيؤكد الأطباء أن نظام بشار الأسد يقوم باستخدام غاز الكلور وبطريقة منظمة، على أنه سلاح لبث الخوف في نفوس المدنيين، في تحد واضح لقرار مجلس الأمن الدولي.
 
وجاء في تقرير أعده كل من أليس روس وشيف مالك، أن الملف المقدم للكونغرس يوثق 31 هجوما بغاز الكلور في الفترة ما بين 16 آذار/ مارس و9 حزيران/ يونيو من العام الجاري، نفذها النظام من خلال إسقاط البراميل المتفجرة من المروحيات على مناطق مدنية، وأدت إلى مقتل عشرة مدنيين وجرح 530 شخصا.

وتقول "الغارديان" إن الملف سيقدم  للمشرعين الأمريكيين بأرقام وصور وأفلام فيديو، التي تقول المنظمة الطبية السورية الأمريكية "سامز"، إنه تم  التقاطها في مرحلة ما بعد الهجمات في مناطق سيطرت عليها المعارضة السورية في الآونة الأخيرة.

وتعلق الصحيفة بالقول إنها لم تستطع التأكد من صحة المواد التي تحتوي على أفلام فيديو وصور لأطفال وكبار، وهم يحاولون التنفس بصعوبة، بعد وضع أقنعة الأوكسجين على وجوههم، وبعضهم يحاول التقيؤ، وآخرين وضعت أنابيب في أنوفهم لاستخراج الغاز الكيماوي.

ويشير التقرير إلى أن "سامز" قدمت قائمة معلومات حول 221 شخصا، وتمت التغطية على هوياتهم، ممن تعرضوا للإصابة بغاز الكلور، وبحسب القائمة، فإن هناك 57 شخصا ممن هم تحت سن الـ 18 عاما.

ويذكر الكاتبان أن منسق "سامز" في منطقة إدلب الدكتور محمد تناري قد سافر إلى واشنطن، ودعته لجنة الشؤون الخارجية في الكونغرس لتقديم شهادة أمامها صباح يوم غد الأربعاء. وسيقول تناري إن غاز الكلور قد لا يسبب بالقتل مثل الأسلحة التقليدية، إلا أنه "خلق نوعا جديدا من التعذيب النفسي" للشعب السوري. ويدعو تناري إلى منطقة حظر جوي لوقف مثل هذه الهجمات.

وتوضح الصحيفة أن المعلومات التي يتضمنها التقرير تبين الهجمات التي أكدت المنظمة وقوعها، وتلك التي حدثت في محافظة إدلب. لكن ناشطين آخرين مثل "الخوذ البيض"، الذين سيدلون بشهادتهم في الجلسة ذاتها يتحدثون عن هجمات أخرى في المناطق القريبة من حماة.

ويفيد التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، بأن تقارير أخرى أشارت إلى أن الجماعات السورية المتشددة، وبينها تنظيم الدولة، تقوم بتطوير قدرات أسلحة كيماوية. ويعتقد أن تنظيم الدولة قام باستخدام غاز الكلور في العراق، إلا أن "سامز" تقول إن الهجمات في تقريرها تمت كلها باستخدام المروحيات، التي لا يملكها سوى نظام الأسد.

ويلفت الكاتبان إلى أن النظام السوري قد نفى بشدة أن يكون قد استخدم غاز الكلور. وفي مقابلة له مع راديو "فرانس-2" في 20 نيسان/ أبريل أكد الأسد أنه لا توجد أدلة تثبت استخدام غاز الكلور في مدينة إدلب. وقال: "هذه رواية كاذبة تروج لها الحكومات الغربية، والقوات النظامية التي نملكها تؤثر أكثر من غاز الكلور، وعليه فنحن لسنا بحاجة له". وأضاف "لم نستخدم غاز الكلور، ولم نكن بحاجة لاستخدامه، ولدينا أسلحتنا التقليدية، ونستطيع من خلالها تحقيق أهدافنا، دون استخدام الكلور".

وتورد الصحيفة أن تناري، الذي أسس أول عيادة تابعة لـ"سامز" في بلدة سرمين قبل أربعة أعوام، سيخبر المشرعين الأمريكيين أن معظم الهجمات تحصل في الليل، وأن  البراميل لا تنفجر، ولكن البخار يتسلل منها بصمت إلى البيوت، ويستقر في الطوابق الأرضية، حيث تتجمع العائلات عادة خوفا من القصف. ومن المتوقع أن يقول للنواب الأمريكيين: "هذا نوع من العقاب الجماعي الذي تمارسه الحكومة ضد المدنيين".

وينوه التقرير إلى أن تناري سيصف المشاهد الفوضوية التي تبعت أول وأكبر هجوم مسجل في الملف، الذي حدث في 16 آذار/ مارس، حيث تمت معالجة أعداد من المدنيين الذين استنشقوا عاز الكلور. ويقول: "تم الإعلان من خلال اللاسلكي ومكبرات المسجد عن سقوط برميل متفجر، وقيل إن البراميل معبأة بغاز سام، وقد كان هجوما كيماويا".

ويكشف الكاتبان عن أن تناري عندما غادر بيته إلى المستشفى شم رائحة الغاز، ويقول: "عندما وصلت إلى المستشفى بدأت موجات من الناس بالتدفق، وكانوا كلهم يعانون من أعراض تنشق الغاز، مثل الاختناق. وتم رش الماء على كل شخص قبل وصوله إلى المستشفى، ونزعت عنه ملابسه. وعانى العشرات من مشكلات في التنفس وحرقة في العينين والحنجرة، وبعضهم بدأ يخرج سوائل من فمه".

ويقول إنه عندما كان يعالج ضحايا الهجوم الأول، قامت مروحيتان بإسقاط برميلين جديدين في سرمين وقميناس، وقد خلفا 120 شخصا بحاجة إلى العلاج. 

وتختم "الغارديان" تقريرها بالإشارة إلى أن منظمة "هيومان رايتس ووتش" وثقت ضحايا الهجوم على قميناس، حيث قالت إن 30 مدنيا و 40 مسلحا قتلوا في هجمات قميناس وحدها.