ملفات وتقارير

عزوف إخوان مصر عن خلافات قيادتهم.. "نضج" أم "سلبية"؟

الإخوان في مصر يركزون على إسقاط الانقلاب ويعزفون عن مشاكل القيادة - أرشيفية
تشهد جماعة الإخوان المسلمين في مصر أزمة بين فريقين يدعي كل منهما حقه في إدارة مكتب الإرشاد، وسط عزوف من أعضاء الإخوان عن التفاعل مع الأزمة.

ويضم الفريق الأول أعضاء مكتب الإرشاد الذي كان يدير الجماعة قبل الانقلاب، ويتزعمه محمود عزت النائب الأول السابق لمرشد الإخوان ومحمود حسين الأمين العام السابق للجماعة (مقيم في تركيا) ومحمود غزلان المتحدث السابق باسم الجماعة وعبد الرحمن البر، الملقب بمفتي الجماعة.

ويأتي على رأس الفريق الثاني أعضاء مكتب الإرشاد الذي تم انتخابه في شباط/ فبراير 2014، ويتزعمه محمد طه وهدان ومحمد سعد عليوة ومحمد كمال، بالإضافة إلى حسين إبراهيم الأمين العام لحزب الحرية والعدالة وعلي بطيخ عضو مجلس شورى الجماعة.

وفسر قيادي في الجماعة تحدث لـ"عربي21" التعاطي مع الأزمة بهذا الطريقة بأنه "نضج" من أعضاء الإخوان، وعزوف عن مناقشة الأمر في غير مكانه الصحيح، بعيدا عن مواقع التواصل الاجتماعي "التي يكثر فيها التحدث دون علم"، بعيدا عن "الهري"، كما يطلق عليه المصريون.

وأرجع مصدر ثان طلب عدم الكشف عن هويته، هذا العزوف، إلى طبيعة المرحلة الصعبة التي تمر بها جماعة الإخوان، التي تجبر أعضاء الجماعة على التركيز فقط على مقاومة الانقلاب، التي تمثل أولوية قصوى في هذه المرحلة، ولا تترك لهم رفاهية مناقشة هذه الخلافات، مشيرا إلى البيانات الأخيرة التي أصدرتها مكاتب إدارية ومجموعات من شباب الإخوان يطالبون فيها طرفي النزاع بالتوصل سريعا إلى حل ينهي الانقسام ليتفرغ الجميع لمناهضة الانقلاب.

في المقابل، رأى مصدر آخر في الجماعة أن هذا التصرف مؤشر مقلق، وقال إنه يظهر سلبية كبيرة من جانب الإخوان، الذين لم يعودوا يهتمون حتى بمتابعة مثل هذه الأزمة الكبيرة التي تضرب قيادة جماعتهم، وتهدد بانشقاقها، على حد قوله.

وأشار المصدر ذاته، إلى أن هذا التوجه يعكس فقدانا متزايدا للثقة من جانب قواعد الإخوان في قيادة جماعتهم، وأصبحت القيادات القديمة تتساوى في نظرهم مع الجديدة، بحسب تعبيره.

محاولات لرأب الصدع

وفي تطور جديد للأزمة، عقد عدد من قيادات الإخوان في الخارج اجتماعا، السبت، في إسطنبول في محاولة للخروج باقتراح ينهي الخلاف.

وقالت مصادر في الجماعة إن الاجتماع شارك فيه ممثلون عن الفريقين المتنازعين، لكنه لم يتوصل إلى تسوية نهائية للأزمة.

ومن بين المجتمعين، الأمين العام السابق للجماعة محمود حسين، ومسؤول مكتب الإخوان في الخارج أحمد عبدالرحمن، ورئيس البرلمان الموازي جمال حشمت، ووزير الاستثمار الأسبق يحيى حامد، وأمين الشباب في حزب الحرية والعدالة أيمن عبد الغني.
 
ومن بين الأفكار التي طرحت لحل الأزمة، إجراء انتخابات جديدة لاختيار مجلس شورى ومكتب إرشاد جديد للجماعة، وفق لائحة جديدة تم إقرارها خلال أسابيع لتكون مواكبة للتغيرات غير المسبوقة، التي تمر بها الجماعة والساحة المصرية.

"كل شيء كالمعتاد"

وانتظمت المسيرات اليومية التي دعا لها التحالف الوطني لدعم الشرعية تحت شعار "الصمود طريق النصر" في كل المحافظات دون تأثر بتلك الخلافات، وشهد الجمعة الماضي إقامة عشرات المسيرات في إشارة إلى عدم وجود ما يعرقل تنظيم احتجاجات على الأرض.

وعلى سبيل المثال، فقد شهدت محافظة القاهرة 25 فعالية، ومحافظة الدقهلية 21 فعالية، والفيوم 30 والمنوفية 20 والجيزة 23 وبني سويف 17، ونقلت القنوات التلفزيونية والمواقع الإلكترونية معظم هذه الفعاليات على الهواء.

ولم تلاحظ "عربي21" خلال مسيرات الجمعة والسبت أي تأثر بالأزمة الأخيرة، وتركزت الفعاليات جميعها على مهاجمة الانقلاب العسكري ونظام عبد الفتاح السيسي، والتأكيد على مواصلة الاحتجاجات حتى عودة الشرعية، والناشطون ما زالوا يرفعون صور الرئيس محمد مرسي.