مقالات مختارة

كذبة أغنية الصلاة على أردوغان

1300x600
فوجئتُ بالأخبار التي انتشرت في بعض الصحف، والتي تقول بأن أحد النواب أصدر أغنية يصلي فيها على أردوغان ! وظننت أن من فعل هذا هو شخص جاهل لا يعلم ما يفعل.

ولكن بعد ذلك علمت أن هذا النائب شخص معروف، وليس من المحتمل أن يقترف فعلا كهذا حتى وإن كان جديدا على الساحة السياسية.

فقرّرت الاستماع لهذه الأغنية التي تحدّثوا عنها، والتي نُشرت في موقع داعمة لحزب العدالة والتنمية.
فإذا بهم يصلون في الأغنية على النبي محمد وليس على أردوغان !

كان السيد "ياسين أقطاي" نائب حزب العدالة ومساعد مديره العام، يقول جملا باللغة الكردية في أحد البرامج وكانت بعض النساء تصلي على النبي بعده.

الصلاة باللغة تعني الدعاء، وبالاصطلاح تعني الاسم الخاص الذي يُطلق على الدعاء للرسول ولأهل البيت بالخير وذكرهم.

وتقال بأشكال مختلفة مثل "الصلاة والسلام عليك يا رسول الله" و "اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد" والعديد من الأشكال المختلفة.

الصلاة على النبي هي دعاء لا يفارق ألسنة سكان الأناضول، وكما أنهم يصلّون على النبي إن نسوا شيئا ما، فإنهم في شجاراتهم يوصون بالصلاة على النبي كي تسكن نفوسهم.

ويصلّي المصارعون على النبي قبل دخول حلبة المصارعة، وحتى في الأعراس يصلون على النبي بين الحين والآخر.

فالصلاة على النبي جزء لا يتجزأ من ثقافتنا اليومية، نصلي عليه في أفراحنا وأحزاننا ودعائنا وحين يموت أحد نقرأ الصلاة على النبي.

وهكذا كانت النساء في البرنامج تلفظ بالصلاة على النبي باللغة العربية قائلات "صل على محمد".

فقد كان "ياسين أقطاي" يُلقي خطابا حماسيا لأجل الانتخابات، وبعد كل جملة حماسية كانت النساء تتحمّس وتهتف "صل على محمد".

وفي مقاله الذي كتبه أقطاي قال إن أهم أغنية غنّيت في برنامج الأمس هي "صل على محمد".

إن قيام الإعلام المعارض بنشر خبر يقول إنه تم إصدار أغنية للصلاة على أردوغان، ليس سوى كذبة كبيرة.

لو أنهم قالوا "صل على أردوغان" لكانوا على حق، ولكنهم كانوا يقولون "صل على محمد". فادّعاؤهم بأنهم يصلون على أردوغان فقط لأن اسمه موجود بين كلمات الأغنية، إن لم يكن جهلا فهو عن قصد.
وبرأيي أنه جهل وقصد.

فحين تنقل وسائل إعلام المعارضة التي ليس لها أي صلة بالدين والتدين خبرا يقول إنهم يصلّون على أردوغان، فهذا جهل وتعمّد.

أما نقل هذا الخبر من إعلام الجماعة الدينية، فهو مقصود بحد ذاته.

ليس هناك أغنية تسمى الصلاة على أردوغان، هناك حماقة تسمى الادّعاء بوجود أغنية تسمى الصلاة على أردوغان فقط.

وهذه الحماقة هي ذروة معرفة المعارضة، الذين أعمى الحقد والكره أعينهم.

لقد استمعت إلى هذه الأغنية المدعوة وأعجبتني، ولكن لو كنت مكان أقطاي لمنعت النساء من الصلاة على النبي، قائلا بسخرية "حذاركم من الصلاة على النبي فإنهم سيستثمرونها"؛ لأن المعارضة السياسية في هذا البلد لم تبلغ سن الرشد بعد !

فهم لا يفعلون هذا حبا بالدين بل يفعلونه كرها بأردوغان، وأظن أن شعبا أصبح يعلم أن هذه السياسة المبنية على الحقد، لن تنفع لا البلد ولا أصحابها.

وسيكون 7 حزيران هو اليوم الذي سيرد فيه الشعب على سياسة الحقد هذه بإذن الله.

عن صحيفة ستار التركية/ ترجمة وتحرير تركيا بوست خصيصا لـ"عربي21"