هاجمت الصحافة الإسبانية الزيارة التي يقوم عبد الفتاح السيسي؛ حيث وصفته برئيس
المجلس العسكري، مرجعة الفضل في بقائه لنظام المخلوع حسني مبارك، في وقت وصفت فيه الصحافة المصرية الزيارة بالناجحة.
ولم تتردد كبرى الصحف الإسبانية في وصف السيسي، برئيس المجلس العسكري الذي انقلب على رئيسه محمد مرسي ونحاه في 03 تموز/يوليو 2013.
وأرجعت الفضل في بقائه لنظام مبارك بتقديم الدعم المالي والسياسي له، وعرفته على أنه رئيس منقلب، وتسبب في أزمة اقتصادية خانقة، ومع ذلك يجوز الاستثمار في بلاده استغلالا للأوضاع الاقتصادية المتردية في مصر".
وأجمعت الصحف الإسبانية في مجملها على أن الضيف، اعتلى الحكم على إثر انقلاب، ومع هذا؛ فإن الحكومة الإسبانية ستدرس معه سبل التعاون في المجال الاقتصادي بين البلدين، ودراسة المناخ السياسي المتوتر بمنطقة البحر المتوسط.
وقد تناولت أول جريدة إلكترونية في إسبانيا "إيستريا ديجيتال" الثلاثاء حسب ما جاء في مقال للكاتبة التونسية -المقيمة في إسبانيا- عبير الفقيه خبر الزيارة، ولم تغفل عن التذكير بموضوع الانقلاب، بل ونقلته بأدق تفاصيله، ومضت تسرد منذ العنوان، أن نجاح الانقلاب، وثبات السيسي إلى حد الآن على كرسي الحكم كان بجهود حسني مبارك.
كما ذكرت بإتصال مبارك هاتفيا على التلفزيون المصري للتأكيد على "أهمية وجود السيسي رئيسا لمصر، وتثمينه لقيمته السياسية، وأنه رجل المرحلة، مؤكدا على أن معضلة الإرهاب لا يواجهها إلّا رجل بتكوين عسكري".
وقالت صحيفة "
ألباييس" الإسبانية الشهيرة أن "السيسي سيقوم بزيارته الأولى رسميا إلى إسبانيا، وهو الذي انقلب على أول رئيس منتخب ديمقراطيا، الإسلامي محمد مرسي؛ حيث علق البدلة العسكريّة ليترشح لانتخابات رئاسية انتصر فيها بنسبة 93%، ونزع على إثرها الشرعية عن الإخوان المسلمين، وعزلهم بقتل مئات وتسليط عقوبات الإعدام على آخرين ".
وزادت " إن هذا التضييق، والأحكام الجائرة التي أطلقها السيسي على الإسلاميين و غيرهم، فاتت في نسقها سياسات مبارك، على حد وصف الصحيفة، وما الصورة التي تنشرها حكومته عن الإرهاب إلا شماعة لما يدور في السجون".
حيث عرفت "الباريوديكو" السيسي بأنه "رئيس المجلس العسكري الذي انقلب على رئيسه محمد مرسي ونحاه في 03 تموز/يوليو 2013 وأن المحاكم تحت حكمه اعتقلت المئات من الإخوان المسلمين، باعتبار تصنيفهم على أساس أنهم منظمة إرهابية، وأصدرت في حقهم أحكاما شديدة وصلت حتى الإعدام، الأمر الذي أثار انتقادات كبيرة من طرف حكومات خارجية و مؤسسات المجتمع المدني إلى حد اعتبارها خرقا للقوانين الدولية".
وجاء ذلك بخلاف ما تناولته الصحافة المقربة من الانقلاب التي ادعت أن الزيارة الجارية لإسبانيا ناجحة على جميع المستويات، كما أنها ستساهم في زيادة التفهم الأوروبي لخطورة الإرهاب الدولي، والعودة إلى الساحة الدولية كطرف فاعل وقوي.
وزعمت رئيسة الحزب الاجتماعي الحر عصمت الميرغني في ندوة صحفية سابقة أن "دعوة إسبانيا للسيسي تعني اكتساب مصر حليفا جديدا ضد الإرهاب"، وأن "مصر ستكسب جبهة جديدة تحارب الإرهاب، وستساهم في زيادة التفهم الأوروبي لخطورة الإرهاب الدولي"، إلا أن كل ذلك نفاه المتحدث الرسمي باسم السيسي، السفير علاء يوسف؛ حيث صرح بأنه "تم تأجيل التوقيع على الاتفاقية الأمنية إلى وقت لاحق".
وقد ثم التوقيع في هذه الزيارة على أربع مذكرات تفاهم في مجالات اقتصادية كبرى، وهي الطاقة، والسياحة، ومكافحة سرقة الآثار والنقل، في حين تم إلغاء اتفاقية التعاون الأمني مما يرجح استغلال الجانب الإسباني للظرفية الحرجة التي يعيشها السيسي، وهرولته لإكتساب داعمين جدد لانقلابه.