سياسة عربية

"علماء المسلمين" يطالب بقانون أممي يجرّم ازدراء الأديان

رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين يوسف القرضاوي - أرشيفية
دعا الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين إلى إصدار قانون أممي يجرّم ازدراء الأديان، مطالبًا في الوقت ذاته الغرب لحماية الجاليات المسلمة من الاعتداءات، سواء كانوا مواطنين أو مقيمين أو زائرين.

جاء هذا في بيان أصدره الاتحاد مساء الثلاثاء، مذيل بتوقيع رئيسه يوسف القرضاوي وأمينه العام علي القرة داغي، ودعا فيه لإصدار قانون أممي يجرم الازدراء بالأديان والأنبياء والمقدسات جميعا، واقترح إصدار ميثاق شرف للتعايش السلمي بين الأمم.

وقال الاتحاد في بيانه إنه "تلقى بأسف بالغ، إصرار البعض على إعادة نشر رسومات أو أفلام تسيء إلى نبي الرحمة، متجاهلين بذلك مشاعر أمة كبيرة أتت إلى الدنيا بقيم وأخلاق وعلم وحضارة أضاءت العالم أجمع".

وبيّن أنه "إزاء استمرار الإساءة الممنهجة لنبينا الكريم"، فإن الاتحاد "يطالب الأمة الإسلامية بالاستمرار في التظاهر الرافض للإساءة إلى نبينا العظيم، المطالب باحترام الأديان والأنبياء كافة".

ودعا المتظاهرين إلى البعد الكامل عن أي عنف، وعدم المساس بدور العبادة مثل الكنائس وغيرها.

وأكد الاتحاد أن "الدين الإسلامي لا يحرّم فقط الازدراء بالنبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، وإنما يحرّم ازدراء جميع الأديان والأنبياء والمقدسات".

ودعا الاتحاد الدول الإسلامية إلى "تقديم مشروع قانون أممي يجرّم ازدراء الأديان والأنبياء والمقدسات كافة، من خلال مؤتمر عالمي يناقش بنوده بحرية كاملة".

كما دعا الاتحاد الدول الغربية إلى "توفير كامل الحماية للمسلمين الذين يعيشون في بلادهم سواء كانوا مواطنين أو مقيمين أو زائرين، وبخاصة بعد سلسلة من الاعتداءات الممنهجة، تعرّضوا لها من بعد أحداث صحيفة شارلي إيبدو الفرنسية وحتى الآن".

وأكد الاتحاد على أهمية "إصدار ميثاق شرف للتعايش السلمي الدولي بين الأمم يعكف على صياغته العلماء من كل العالم ثم يتم تعميمه أمميا ليحفظ الوسائل التي تضمن تحقيق هذا التعايش السلمي المنشود".

وحذّر الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين من "أن التعايش بين الأمم والحضارات في خطر كبير، وأن السلم الدولي والاجتماعي اهتز، ولذلك يدعو الأمم المتحدة وبقية المنظمات الدولية إلى تدارك هذا الخطر المحدق من خلال مؤتمر عالمي يشترك فيه ممثلو الدول، ومؤسسات المجتمع، لمنع الممارسات التي تؤدي إلى الإخلال بالسلم والتعايش، لأنه إذا لم تضبط فلا يمكن ضبط الإرهاب والقضاء عليه".

وقبل يومين، أفاد رئيس مرصد مكافحة الإسلاموفوبيا في فرنسا، عبد الله زكري، بأنَّ الاعتداءات ضد المسلمين في فرنسا ازدادت في الآونة الأخيرة بشكل كبير وملحوظ، لافتا إلى تعرّض المسلمين لـ 116 اعتداء في الأسبوعين الأخيرين.

وأشار زكري في بيانه إلى أنَّ الاعتداءات استهدفت 28 مكانَ عبادة للمسلمين، بالإضافة إلى 88 عملية تهديد وتخويف، قائلا إنَّ "الاعتداءات ضد المسلمين وصل إلى درجة لا يمكن قبولها، ولا نريد من المسؤولين الفرنسيين الكلام فقط، بل تدابير فعالة لحماية المسلمين". 

يذكر أنَّ فرنسا تضم أكبر عدد للمسلمين في دول الاتحاد الأوربي، حيث تشير تقديرات إلى أنَّ عددهم يتجاوز أربعة ملايين نسمة.

ونشرت مجلة "شارل إيبدو" الأربعاء، في أول عدد لها بعد هجوم دام تعرضت له، رسما كاريكاتوريا للنبي محمد عليه الصلاة والسلام، حاملا لافتة مكتوب عليها "أنا شارلي"، وعبارة ساخرة هي "الكل مغفور له".

وجاء نشر الرسوم، بعد مقتل 12 شخصا، بينهم رجلا شرطة، وثمانية صحفيين، وإصابة 11 آخرين، الأسبوع قبل الماضي، في هجوم استهدف مقر المجلة، أعقبته بيومين هجمات أخرى أودت بحياة خمسة أشخاص، فضلا عن مصرع ثلاثة مشتبه بهم في تنفيذ تلك الهجمات.