كتاب عربي 21

المغرب العربي.. "البعيد عن العين"!

1300x600
قالوا في الأمثال: "البعيد عن العين، بعيد عن القلب". وقد كان "المغرب العربي" خلال العقود الماضية بعيداً عن عيون المصريين، لكنه دنا منا، واقتربنا منه في الثورة، والثورة المضادة!

(1)

بطبيعة الحال، فإننا نستبعد "ليبيا" عندما نذكر المغرب العربي، ولا نعرف ما إذا كان لا يزال اسمها إلى الآن "الجماهيرية العربية الليبية"، أم أن "الجماهيرية" سقطت بسقوط القذافي بعد ثورتها المجيدة. فقد كانت "ليبيا" طوال الوقت، تشغلنا ونشغلها، في قرب العقيد القذافي وبعده، فقد أوصاه عبد الناصر الذي قال له إنه يرى فيه شبابه، بالأمة خيراً، باعتباره الوريث الشرعي له. وظل الرجل طوال حياته يحلم بزعامة مصر، إذ يرى مصر شعباً بلا زعيم، بينما هو زعيم بلا شعب، على حد وصفه في واحدة من خطبه المملة!

ولم تنته أحلام القذافي في أن يكون له حضور في مصر، في بعده أيام السادات، وفي قربه أيام مبارك الذي عمل على استئناسه، ولهذا بدد أموال الشعب الليبي على صحفيين وساسة، كانوا يزورنه فيغدق عليهم من "خيرات الله"، ويقولون فيه شعراً، ولم يكن يعلم المسكين، أنهم مزدوجو الولاء وإن كانوا ينتمون للمعارضة. وكان تمرير التمويل إلى مصر، لا يتم إلا بموافقة أمنية، لا تكون إلا بكتابة تقارير لأجهزة الأمن عن الرحلة. وفي وقت الحصار، فإنه لم يكن يُنتظر حتى يصلوا إلى بيوتهم، فقد كان يتم إيقاف الحافلات على الحدود، والشروع في الكتابة، لإثبات الولاء لـ "الوطن الأم"!

وعندما شعر القذافي بأن تمويل السياسيين، لم ينتج طبقة موالية له، وإن كان سبباً في نقل هؤلاء من طبقة إلى طبقة، ومن سكان "السطوح" إلى سكان الأحياء الراقية، انصب اهتمامه بتمويل "القبائل العربية" في بعض المحافظات المصرية، والتي لها أصول ليبية، وقال مرة إنه أوصى هذه القبائل بمبارك خيراً، إذ كان يتصرف على أنهم من رعايا دولته، ولم يكن لدى السلطة الحاكمة في مصر أزمة في هذا، رغم أنه من حيث الشكل يمثل إضراراً بالأمن القومي المصري، لكن مبارك كان متسامحاً، فيما هو نهايته تمويل مالي!

ذات خطاب أعرب القذافي في حضور "مناضلين" مصريين، أن أنصاره في مصر ضحكوا عليه، ففي كل مرة يريدون أموالاً من أجل إسقاط نظام السادات الخائن العميل.. "خدوا مصاري"..  وفي النهاية فإن الذين أسقطوا السادات لم يكونوا من الذين أخذوا منه تمويلاً. وقد وقفت مناضلة مصرية تقاطعه وهي تهتف "سيادة الأخ القائد"، لكنه ابتسم لها ابتسامة دلالة وطلبها بالاسم أن تقعد، فقعدت!

"ليبيا" كذلك من دول الجوار المباشر، فضلاً عن أنها استوعبت الآلاف من المصريين الذين عملوا فيها طيلة العقود الماضية، فمثل هذا قيمة مضافة لها بالنسبة للمصريين، الذين كان وجدانهم متصلاً بدول المشرق العربي، لكن المغرب كان دائماً بعيدا عن العين، لكنه لم يكن بعيداً عن القلب كثيراً. صحيح أن هناك بعثات من المصريين سافرت للجزائر للعمل كمدرسين ودعاة، وصحيح أن القادة الجزائريين كانوا مع مصر على "الحلوة والمرة" في مرحلة حكم جمال عبد الناصر، على العكس مثلاً من حكام السعودية، لكن هذا لم يغير من القاعدة!

(2)

كل ما يعرفه السواد الأعظم من المصريين عن الجزائر أنها بلد المليون شهيد، وبمرور الوقت صارت بالإضافة لهذا بلد "الأخضر بلومي"، وهو الذي كان يثير كثيرا من الشغب في الملاعب عندما يلاعب الفريق المصري، وكان المشاهدون يغضبهم تسامح السلطات المصرية مع شغبه. يقولون في إحدى المرات جرى تهريبه على الرغم من قيامه بإصابة أحد المصريين في عينه في الفندق الذي يقيم فيه بالقاهرة، لحمايته من التحقيق القضائي، قبل أن تصغر مصر وتبحث عن شرعية لحكمها بين أقدام لاعبي كرة القدم، فيجري افتعال الأزمات مع الفريق الجزائري في مصر، وفي السودان، واستدعاء قيم عظيمة مثل "الكرامة الوطنية"، و"الاعتبار المصري"، للملاعب!

وقد كانت الأزمة التي حدثت بين مصر والجزائر على أثر هذا بمثابة سحابة صيف، انتهت بالثورة، ووجد المصريون أنفسهم يقدمون الاعتذار لشعب الجزائر، ولم يكن الشعب الجزائري بحاجة لذلك فقد اعتبر أن مصر الحقيقية قد ردت لهم الاعتبار بإسقاط مصر المزيفة المنتحلة للصفة، ونسي الجزائريون الكلمات السافلة التي وجهها لهم إعلام الانحطاط عندما انبرى أشقاها، ووصف الجزائر الشقيق بأنه بلد "المليون لقيط".. فهذا الإعلام المنحط الذي نشاهده الآن هو في الواقع إعلام حسني مبارك، وأحد مخلفات حكمه!

(3)

"تونس" كانت بعيدة دوماً، في خياراتها وتوجهاتها، منذ أن قرر لها الحبيب بورقيبة، أن تسير عكس تيار المقاومة الذي يمثله عبد الناصر، ولم تكن تونس تستقبل العمالة المصرية، أو السائحين المصريين، رغم إمكانياتها السياحية الهائلة، ولم تكن مصر على خريطة السائحين التونسيين. وقبل سنوات كان وزير السياحة التونسي في ندوة بمؤسسة "الأهرام" الصحفية، وقال إن مصر كبلد سياحي بالنسبة للتونسيين مرتبطة بشهر العسل، على النحو الذي يُشاهد في الأفلام المصرية القديمة. وذلك لتبرير ضعف السياحة بين البلدين!

لكن لا ينكر أحد أن هذه الأفلام المصرية، جعلت مصر دولة ولهجة محببة للتونسيين، ولا يعرف المصريون بسبب التمحور حول الذات، عن تونس سوى أنها "خضراء"، وأن نساءها فاتنات وإن كان من زارها فوجئ بأن "الحال من بعضه"!

المملكة المغربية ظلت هي الأبعد، وحتى فيما يختص بقضية حيوية لها مثل القضية الصحراوية، فلم تكن مشغولة بطرحها على الرأي العام المصري، في الوقت الذي كانت فيه سفارة الجزائر في القاهرة نشطة في هذا الجانب، وفي جوانب أخرى، فهي تقوم بدعوة صحفيين لزيارة "الدولة الصحراوية" والكتابة عنها من وجهة نظر جزائرية خالصة، دون عرض وجهة النظر المغربية، أو طرحها، وظلت سفارة "المغرب" بعيدة تماماً، فلا تهتم حتى بالرد، وغيابها يشعرك أنه لا وجود للسفارة المغربية في مصر، في أي فترة من الفترات!

قبل عدة سنوات اتخذ ملك المغرب قراراً بتشكيل مجلس للعدالة والانصاف لبحث ملف المعتقلين السياسيين، تمهيداً للإفراج عنهم وكتبت مقالاً احتفالياً بهذه الخطوة حمل عنوان "صباح الخير أيها الملك"، نشرته لي جريدة "الراية القطرية"، وقد تذكرت الآن بعد مرور كل هذه السنوات، أن السفير المغربي في القاهرة أو الدوحة، لم يتصل بي ليشكرني أو ليوضح لي بعض النقاط، فهل في القاهرة والدوحة سفراء للمغرب؟!

(4)

ما علينا،  فالمغرب العربي "البعيد عن العين" صار قريباً منا بسبب الربيع العربي، بدرجة أو بأخري، فقد أثرت فينا الثورة التونسية وأثرنا فيها. فالتونسيون أثبتوا لنا أنه بإمكان الحشود الجماهيرية السلمية، أن تسقط حاكماً مستبداً مدججا بترسانة من الأسلحة كنظام مبارك. وفي اليوم الأول للثورة، وعلى الرغم من أن لدينا من هم خبراء في ارتجال الهتافات، فإن الهتاف الحاضر كان هو "الشعب.. يريد.. إسقاط النظام"، وهو هتاف الثورة التونسية، وكتبت حينئذ أقول إنه هتاف ركيك  من حيث الصياغة، لكنه مع ذلك فرض نفسه في مصر.. الآن ومن تكراره خلق موسيقاه!

وعندما وقع الانقلاب العسكري في 30 يونيو، فإن الجزائر هي التي كانت حاضرة وعند كل الأطراف، فالقوى الموالية للشرعية، كان ما جرى في الجزائر من انقلاب العسكر على المسار الديمقراطي في بداية التسعينيات حاضراً، وعلمت أن رسالة وصلت لقادة الجماعة من الشيخ "عباس مدني" يحذرهم فيها من الدخول في دوامة العنف، فالعنف ولو كان فردياً سوف يستغله العسكر، ليرتكبوا هم مجازرهم ليبرروا الحكم المستبد الذي لا يعرفون طوال تاريخهم غيره. ولم يكن لدى قادة الإخوان استعداد لممارسة العنف ولو في الحد الأدنى، حتى لا يعطوا العسكر المبرر لتصفيتهم، ومع ذلك فقد حاسب الإخوان "على المشاريب"، ودفعوا ثمن ارتكاب العنف، دون أن يرتكبوه!

وقد حضرت الجزائر في أذهان جماعة الانقلاب في مصر، فهناك حكم عسكري برأس مدني هو الرئيس بوتفليقه، وفي مصر حكم عسكري برأس عدلي منصور، رئيس المحكمة الدستورية العليا، وإذا كانت تونس الثورة، رفضت الاعتراف بالانقلاب العسكري، فقد رأى العسكر أن الحكم الجزائري يمثل امتدادهم الاستراتيجي!

وقد حضرت الحالة المصرية، في وجدان الثورة التونسية، وسمعنا عن محاولات لأحزاب الأقلية لتقليد ما جرى في مصر، من خلال تشكيل جبهة الإنقاذ، وحركة تمرد.. وفي المقابل كان حضور مصر سبباً في تقديم حركة "النهضة" لتنازلات جمة، فقبلت بتشكيل حكومة تكنوقراط فاشلة، تحملت "النهضة" نتيجة فشلها، ما كان سبباً في الخصم من رصيدها في الشارع على النحو الذي أبرزته نتائج الانتخابات البرلمانية الأخيرة. ورفضت حركة "النهضة" خوض الانتخابات الرئاسية، بل وتزيدت ورفضت أن تسمي مرشحاً لها، حتى بعد أن انحصرت المنافسة بين مرشح الثورة المنصف المرزوقي، والباجي السبسي الذي ينتمي لمرحلة ما قبل التاريخ، إذ اعتبرت الحركة أن حرص الإخوان على المنافسة على الرئاسة في مصر كان سبباً فيما جرى لهم وفي الانقلاب على المسار الديمقراطي من قبل الجيش.

(5)

وفي الحالتين، حالة الثورة، وحالة الثورة المضادة، فإن المملكة "المغربية" استمرت بعيداً، لدرجة أنها لم تغضب القوى الموالية للشرعية لاعترافها المبكر بالانقلاب العسكري.. لكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن!

فسلطة الانقلاب في مصر رأت في الجزائر حليفاً استراتيجياً، لا سيما وأن كليهما معني بالشأن الليبي بدرجة أو بأخرى، وفي أحد الوجوه فكلاهما معاد، بدرجة أكبر في مصر، وأقل في الجزائر، للربيع العربي.. أتحدث هنا عن النظام وليس عن الشعب الجزائري. فضلاً عن أن السيسي منحاز لعسكري مثله هو خليفة حفتر، المعادي للثوار الليبيين، وقد اجتمعت إرادتهما على ضرورة الإطاحة بالثورة الليبية، كما أطاح الجيش في مصر بالثورة!

لقد كانت أولى زيارات السيسي الخارجية للجزائر، وهناك بنى حلفاً مع النظام الجزائري على قاعدة التحالف ضد الثورة الليبية، لكن الجزائر لديه مشكلة الصحراء، ولا بد من ان تكون مصر (السلطة) معه في هذا الملف، فكان الاستدعاء للمغرب "الغائب"، ليكون هدفاً للانقلاب، وهدفاً لإعلامه الذي يمثل الانحطاط أداة له!

ولهذا فعندما تطاولت مذيعة موتورة، بفضائية نجيب ساويرس "أون تي في" على المغرب، كتبت أن التطاول يدفع إليه التقارب بين السيسي والحكم في الجزائر، والذي هو على حساب المغرب.

المذيعة المنفلتة، وصفت الشعب المغربي بالدعارة، وقالت إن اقتصاده قائم عليها. ولم تكن المغرب قد "داست للانقلاب على طرف"، أو قد جهرت له بالقول، كجهر الدول المعادية بعضها لبعض!

في الاعتداءات الاسرائيلية الأخيرة على غزة، كان طبيعياً أن ينحاز الانقلاب في مصر للموقف الإسرائيلي ضد المقاومة الفلسطينية، ولم يكد يخاطب أحد قادة المقاومة شعب المغرب وحكومته، عاطفياً، بالحديث عن "باب المغاربة" في المسجد الأقصى، حتى "ردحت المذيعة" للمغرب القائم اقتصاده على "الدعارة"!

لقد وجد رجل الأعمال المالك لفضائية "أون تي في" مصالحه في المملكة المغربية معرضة للخطر بسبب هذا الأداء الأرعن، فاعتذر وأقال المذيعة، والتي كان أداؤها ليس بعيداً عن السياق العام، ولكنه كاشف عن تنازع الولاء، فالإعلام الموالي للانقلاب، متعدد الولاءات، والسيسي مثلاً لا يملك جميع الإعلاميين إلا عندما تكون المعركة بين الانقلاب وخصومه، لكن بعيداً عن هذا فهناك تيار ضاحي خلفان، وهناك جماعة ساويرس، ولا أظن أن هذا الانفلات في التعامل مع "المغرب" كان بعيداً عن التوجيه، ممن يملك حق التوجيه في سلطة الانقلاب، لكنه توجه بالرسالة للمذيعة الخطأ هنا فكان قرار إقالتها من قناة "أون تي في".

(6)

ما قالته المذيعة إياها لم يكن بعيدا عن السياق، فهناك وفد صحفي سافر للصحراء المغربية، وبدعوة من سفارة الجزائر في القاهرة، فكان طبيعياً أن يتبنى وجهة نظر الجزائر، ويقدم المملكة المغربية على أنها قوات احتلال. والوفد الصحفي التقى بالانفصاليين وحدهم. وقد أشادت التقارير المنشورة بالموقف الجزائري والدعم اللامحدود الذي تقدمه الجزائر للذين يعيشون في وطنهم الثاني "الجزائر" إلى حين تحرير أرضهم من المحتل المغربي!

وكان التوجيه واضحاً، فلم نقرأ سوى لدعاة الانفصال، ولم نطالع وجهة نظر الجانب الذي يمثل "الاحتلال الغاشم". وطالعنا كلام يؤكد التوجه الجديد للسلطة الحاكمة في مصر، فكما جاء في أحد التقارير أن "زيارة السيسي للجزائر رفعت معنويات الصحراويين، فتنامي العلاقات المصرية الجزائرية سيصب بلا شك في مصلحة الشعب الصحراوي".. ونقل على لسان من تم تقديمه على أنه الرئيس الصحراوي: "إننا متفائلون بالرئيس عبد الفتاح السيسي"!

لغير المتابعين، فالقضية الصحراوية، تمثل قضية أمن قومي للمغرب، وتكمن المشكلة في أن هذا البلد الشقيق لم يجر احتلاله كما هو شأن بلدان كثيرة وقعت تحت الاحتلال، فقد تم تقطيعه لأجزاء، ألحق بعضها المستعمر الفرنسي للجزائر، وقام المستعمر الإسباني، باحتلال بعض المناطق الجنوبية ومن بينها الصحراء المغربية، وبعد استقلاله دخل المغرب مفاوضات مع الإسبان للجلاء فكان استقلال الصحراء في سنة 1975، لكن الجزائر حاربت طول الوقت، ضد وحدة الاراضي المغربية، ودوافعها معروفة!

فالجزائر من مصلحته أن يتعامل مع الحدود التي رسمها الاستعمار، ومن بينها التعامل مع "الصحراء" على أنها كيان منفصل، لأن الحدود المغربية – الجزائرية لم ترسم وفق قاعدة ما للمغرب للمغرب وما للجزائر للجزائر، ولهذا فإن دولة الجزائر المنحازة لتقرير المصير في الصحراء، كانت ضد فكرة انفصال جنوب السودان، لأن في هذا إخلال بقاعدة الحفاظ على الحدود كما قررها الاستعمار!

وقد تنازل المغرب كثيراً في سبيل الحفاظ علي وحدة أراضيه فقدم للأمم المتحدة ولمجلس الأمن اقتراحاً تم الاشادة به دولياً، وإن كان لم ينجز أثراً لصالحه على الأرض بسبب الموقف الجزائري المنحاز لقضية الانفصال، وهذا التنازل يتمثل في اقرار الحكم الذاتي للصحراويين، وذلك منذ سنة 2007.

لقد عادى الانقلاب العسكري في مصر المغرب، بسبب تحالفه مع الجزائر، ولم تكن سقطة المذيعة إياها سوى تعبير عن التوجه الجديد، واللافت أنه بعد إقالتها، حدث أن استضاف أحد البرامج في فضائيات الانقلاب الفنان يوسف شعبان، ليجري دفعه للحديث في مجال بعيد عن اهتمامه، تماشياً مع حشد الانقلاب الجميع في معركته ضد الثورة، ومن ينتمي إليها، فقال إن مؤسس جماعة الإخوان "حسن البنا" أصوله مغربية، وفي المغرب – والكلام له – يوجد من بين كل أربعة أشخاص ثلاثة من اليهود. بشكل يؤكد أن حركة الإخوان المسلمين هي حركة يهودية بالأساس، لكون أصول مؤسسها مغربية!

وقد وصلت معلومات لدى السلطة في المغرب أن الانقلاب بصدد الاعتراف بدولة الصحراويين، وفتح سفارة لها في القاهرة، "عربون محبة للجزائر"، وبطبيعة الحال فإن هذا لن يؤثر عليه داخليا، لأن المغرب العربي بعيد عن العين لعقود، وبالتالي لا يعرف المصريون ماهية القضية الصحراوية، وربما نظروا عليها على أنها دولة مثل بقية الدول "البعيدة عن العين"!

وفي مواجهة هذه الحملة المنظمة، قامت القناة الأولى في "المغرب" بتقديم تقرير بمناسبة السنة الجديدة، وصفت فيه الحاصل في مصر بالانقلاب، وأكد أن الرئيس مرسي هو الرئيس الشرعي المنتخب. وبثت القناة الثانية تقريراً عن الانهيار الاقتصادي في مصر بسبب الحكم العسكري!

ولأن المملكة المغربية "بعيدة عن العين"، فقد عبر كثيرون عن دهشتهم لهذا التحول، ولم يعلموا أنه مجرد رد فعل، على ممارسات حاكم منقلب، يعبث في الشؤون الداخلية للدول الشقيقة، وهو ينظر تحت قدميه، لا يتجاوز بصره أبعد من ذلك قيد أنملة!

لهذا وجب التنويه بحقيقة تحول الموقف المغربي من حكم عبد الفتاح السيسي، الذي قد يدفعه غشمه، إلى إلغاء صلاة "المغرب"، فأربع فروض في اليوم تكفي، وقد يجد من بين شيوخ الأزهر من يشيد باجتهاده الرصين، كما أنها تمت الإشادة بكل خروج سافر له على تعاليم الإسلام من قبل!