قضايا وآراء

ما بتعرف شو تحكي مع زوجها!

1300x600
تقول لي صديقتي: تمر بنا أوقات أنا وزوجي، نجلس سويا.. نشاهد التلفاز ولا نتكلم بأي شيء. وقد يستمر هذا الحال شهرا. فلا موضوع يفتح، ولا أمر يطرح.. أنا سئمت، وأشعر أن الحياة مملة جدا.

بالنسبة لموضوع السكوت بعد فترة من الزواج، أو الخرس الزوجي متل ما يطلقون عليه في علم النفس، سبق وبحثت في هذا الموضوع وسألت نفسي..

لماذا لا يمل الأهل من بعضهم، علما بأنهم يجلسون سويا كل يوم، ولفترات لا بأس بها، ويتكلمون في مواضيع شتّى، والحياة تستمر، ولا أحد يستغني عن أهله؟ أما الأزواج فيشتكون ويملّون ويضجرون من بعضهم؟ وتأتي عليهم أوقات لا يجدون ما يتحدثون فيه!

الفكرة أن هناك نقاط تقاطع بين الأهل، ونقاشات بمواضيع تمسّ جميع الأطراف، أو طرف واحد، الحب الموجود في قلوبهم يجعلهم يتكلمون، يسألون ويتابعون أمورهم، ويدفع كل منهم الآخر. بالتأكيد سيأتي أحدهم يوما ما ليقول: سئمت، مللت، دعونا نفعل شيئا، أو نذهب لأي مكان، عندها يبدأ الجميع بالبحث عن أفكار لنزهة، لزيارة أحد الأقارب، أو فعل شيء مختلف في المنزل..

نعود ونسأل، لماذا يحدث هذا الشيء عند الأهل؟ لوجود التناغم بينهم، والانسجام والألفة. لأنهم متفاهمون، والكل يبحث عن الراحة والسعادة.. لهذا يحاولون التجديد والتغيير، وتكون حياتهم مختلفة لأنهم يشكلون جسدا واحدا..

نأتي لموضوع الأزواج، لو فهم الطرفان أنهما مسئولان عن بعضهما، وأن سعادة أحدهما تعني سعادة الآخر تلقائيا، وراحة أحدهما تعني راحة الآخر، وأن فكرة التجديد مطلوبة من الطرفين، ليس على المرأة فقط..

كما هو الحال في العلاقات الزوجية الحالية، ففيها أن المرأة هي من عليها التفكير بخلق جو جديد، وكيف تغيّر من الوضع الراهن للعائلة، وعندما يأتي الوقت الذي تكون فيه بحاجة لمن يغيّر أو يجدد لها أو يخرجها من حالة اكتئاب مثلا، فلا تجد! فعليا لا أحد يكون مهتما، لأن صورتها لديهم أنها هي من تُعطي، وهي من تقترح وهي من تحاول خلق الجديد.

عندها يصبح هناك خلل، يظهر بأن هناك شيء غير صحيح، فيجب العودة لقضية الفهم من كلا الطرفين بأن هناك ما يُسمى بالمراعاة، وهناك المشاركة والتفاعل في كل شيء.

نقطة أخرى، الآن الأهل يعرفون عن بعضهم ما نسبته 80% تقريبا -ويتراوح من شخص لآخر، أُعطِ نسبة تقريبية-، وهناك ما يبقى في القلب، ولا يُحكى إلا لصديق، لشخص مقرب، لأحد غير الأهل كنوع من الخصوصية، أو لأسباب أخرى..

وفي حالة الأزواج يختلف الأمر، لأن الزوجين إن كانوا على قدر كاف من الانسجام والتوافق من المستحيل أن يخفي أحدهم شيئا على الآخر، عندها يصبح هناك تفاعل في عدة أمور، أولها التفكير، وثانيها المشاعر، ومن بعدها المشاريع، والأمور الحياتية، ولا يفتح مجال لأوقات الصمت التي يشتكى منها.

حاليا ما يحدث هو أن الزوجة مثلا تقول وتشكي لأمها قبل زوجها، ويكبر الموضوع وتبدأ الأم بنصائحها، اعملي كذا.. وقولي كذا.. ومن الممكن أن تحمل الزوجة على زوجها في قلبها من كثرة الكلام وتضخيم الأمور! لكن لو هي حسبت الأمور بشكل صحيح، وذهبت وتكلمت مع زوجها، لاختصرت على نفسها وقتا وجهدا وتعبا ونكدا. لكنها اعتادت أن تقول لأمها، لصديقتها، لجارتها... إلخ. ولا يعلم كل الأشخاص ما لديها تماما متل زوجها، بينما ليس بيدهم سوى تعقيد الأمور، في الوقت الذي يكون فيه الزوج مُغيّبا عن كل ما يحدث.

لكل علاقة خصوصية وحدود، وطريقة للتعامل معها، وتفاهم حسب أمور معينة، لو أن الأزواج الموجودين حاليا، كان بينهم نوع من التفاهم، لما وصلوا لهذه المراحل من المشاكل والأمور التي تعكر عليهم حياتهم..

ولا ننسى أن أغلب حالات الزواج عندنا تقليدية، ومهما عرف الزوجان بعضهما، لا يزال هناك الكثير من الجديد الذي يمكن أن يكتشفه كل منهما عن شخصية الآخر.