قال مسؤولون عن مهمة "روزيتا" الفضائية، إن
الروبوت "
فايلاي" الذي هبط على
مذنب الأربعاء الماضي ارتد عن سطحه مسافة كيلومتر واحد بعدما لامسه أول مرة، ثم ارتد مرة ثانية لمسافة أقل، قبل أن يستقر نهائيا على السطح.
وبعد ساعات فقط على عملية الهبوط الفريدة من نوعها في تاريخ استكشاف
الفضاء، أرسل الروبوت "فايلاي" إلى مراكز التحكم على كوكب الأرض أولى الصور الملتقطة من سطح هذا المذنب الذي يطلق عليه اسم "67 بي/تشوريوموف-غيراسيمنكو".
وتكتسب هذه الصور أهمية علمية كبيرة، لكونها الأولى التي يحصل عليها العلماء من نواة مذنب.
ونواة المذنب هي الجزء الصلب منه، بخلاف ذنبه المكون من انبعاثات الغبار والغازات الناجمة عن ارتفاع حرارته جراء اقترابه من الشمس.
وحول ارتدادات الهبوط على السطح، قال ستفيان أولاميك وهو أحد المسؤولين عن المهمة في مؤتمر صحافي إن الروبوت لمس سطح المذنب أول مرة ثم ارتد في الفضاء لمدة ساعتين تقريبا.
وأضاف: "نحن نفهم أكثر فأكثر كيف تمت عملية الهبوط، لكننا لم نستطع بعد تحديد المكان الدقيق للهبوط".
ولا يستبعد العلماء أن يكون الروبوت حط على مقربة من المكان الذي كان محددا لذلك.
وبحسب المسؤول عن عملية الهبوط، جان بيار بيبرينغ، فإن "فايلاي" ليس مثبتا في سطح المذنب كما كان العلماء يأملون، وذلك بسبب عطل طرأ على نظام مصمم لتثبيت قوائمه بالسطح، إذ إن الجاذبية الضعيفة للمذنب لا تكفي لشده بقوة إلى السطح، ومنعه من الارتداد، وقد يحول ذلك دون القدرة على تنفيذ عمليات الحفر التي كانت مقررة.
وقال بيبرينغ: "علينا أن نكون حذرين جدا في تشغيل أي نظام ميكانيكي، نحن مترددون حول تشغيل نظام الحفر" لجمع عينات.
ومن الأمور التي تقلق العلماء أيضا، أن الروبوت حط في مكان لا تصله أشعة الشمس كثيرا، وهو ما يعني أن "فايلاي" لن يعمل بكامل طاقته كما كان العلماء يأملون.
لكن جان بيار بيبرينغ يبدو متفائلا من إمكانية توجيه الألواح الشمسية بشكل مناسب للتزود بالطاقة بشكل كاف.
ومن الحلول المطروحة أيضا أن يقفز الروبوت من مكانه ليمتوضع بشكل أفضل.
وكان "فايلاي" انفصل ظهر الأربعاء الماضي عن المركبة الأوروبية "روزيتا"، متجها إلى المذنب، ثم هبط على سطحه.
وجرت هذه العملية الشديدة التعقيد على بعد أكثر من 500 مليون كيلومتر عن سطح كوكب الأرض.
وأمضت مركبة "روزيتا" عشر سنوات في الفضاء، قطعت خلالها 6.5 مليارات الكيلومترات، وهي تتعقب المذنب، إلى أن وصلت إلى جواره في الثالث عشر من آب/ أغسطس الماضي.