قالت الولايات المتحدة إنها تنظر إلى تدخل حكام طهران في العراق وغيره من دول المنطقة بأنه "يسهم في زعزعة استقرارها والصراع الطائفي فيها".
وأضافت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية جنيفر
بساكي، الاثنين، في معرض الموجز الصحفي للوزارة من واشنطن عن ذلك بقولها "لقد أعربنا عن قلقنا، وقلقنا كما تعلمون هو من نشاطات إيران في العراق".
وتابعت بساكي "نحن نعتقد أن قادة إيران يملكون خيار استمرارهم في المساهمة في زعزعة الاستقرار الحالي في العراق عن طريق دعمهم للميليشيات اللانظامية في العراق وغيرها في المنطقة"، مشددة على أن هذه التدخلات هي "ما أسهمت بشكل كبير في الصراع الطائفي".
ومضت بالقول "كما أننا نعلم بوجود بعض الموظفين الإيرانيين داخل العراق للتدريب والمشورة"، إلا أنها أكدت على أن بلادها لا تشجع هذا.
يأتي ذلك في الوقت الذي كشفت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية في تقرير نشرته قبل أيام، أن الرئيس الأميركي باراك أوباما وجّه، في منتصف الشهر الماضي، رسالة سرية الى مرشد الجمهورية الإيرانية لبحث تعاون محتمل في المعركة ضد تنظيم الدولة إذا تم التوصل الى اتفاق حول البرنامج النووي الإيراني.
وأضافت "وول ستريت جورنال"، نقلاً عن "أشخاص اطلعوا على النص"، أن الرسالة يعتقد أنها الرابعة التي يوجهها أوباما الى خامنئي منذ تولي الرئيس الأميركي السلطة في 2009.
ونقل التقرير عن دبلوماسيين أميركيين القول إنهم بعثوا برسائل إلى طهران عبر حكومة حيدر العبادي في العراق وعبر مكتب المرجع الديني السيد علي السيسيتاني، وأن فحواها كمن في التأكيد إلى الإيرانيين أن العمليات العسكرية الأميركية في العراق وسوريا لا تهدف إلى إضعاف طهران أو حلفائها ولا حتى إلى إعادة احتلال العراق.
الأسد يغذي داعش
وفي الشأن السوري، قالت بساكي إن "نظام
الأسد يتحمل مسؤولية جمة في هذه الكارثة الإنسانية والمعاناة اليومية للشعب السوري، ويجب علينا برغم استغلال
داعش لهذا الفراغ، ألا نغفل جرائم الأسد المستمرة ضد الشعب السوري والتي غذت نمو داعش في
سوريا".
وأضافت "نحن بكل تأكيد ندعم وقف إطلاق النار الذي يقدم إغاثة حقيقية للمدنيين السوريين ولكونه يتسق مع المبادئ الإنسانية".
واستدركت بقولها "لكننا، على أي حال، شاهدنا في بعض المدن مثل حمص، وللأسف فإن العديد من الهدنات المحلية التي تم تحقيقها حتى الآن شكلت بطريقة هي أقرب إلى ترتيبات استسلام في مقابل ترتيبات وقف إطلاق نار حقيقية ودائمة تتفق مع أفضل الممارسات الإنسانية".
وكان المبعوث الخاص لأمين عام الأمم المتحدة إلى سوريا ستيفان دي مستورا قد تقدم يوم الأحد الماضي بمبادرة جديدة لتجميد القتال في مناطق عدة بدءًا بمدينة حلب وتطبيق قراري مجلس الأمن الدولي 2170 و 2178 المتعلقين بمحاربة الإرهاب ووقف تدفق المقاتلين الأجانب إلى المنطقة.
بساكي أكدت على دعم بلادها لجهود دي مستورا بقولها "نحن ندعم أي جهد لإنقاذ حياة الإنسان والتي من شأنها أن تمثل تحولاً في نهج نظام (بشار) الأسد، ولكننا نعرف تاريخ نظام الأسد في وقف إطلاق النار".
وأوضحت أن الولايات المتحدة ودي مستورا متفقان على أن الحل الوحيد للأزمة السورية "سياسي"، ومبينة أن "الوقت الراهن لا يؤهل إلى عودة الأطراف إلى طاولة المفاوضات".