ملفات وتقارير

مقتل 28 في اشتباكات بين قبليين وحوثيين وسط اليمن

جماعة الحوثي تتمدد جنوبا - أ ف ب
قتل 28 شخصا في اشتباكات بين مسلحي القبائل وآخرين حوثيين في محافظة البيضاء، وسط اليمن، بحسب مسؤول محلي.

وقال المسؤول المحلي الذي طلب عدم نشر اسمه،  إن "أكثر من 25 مسلحا حوثيا قتلوا، بالإضافة إلى ثلاثة من مسلحي القبائل في اشتباكات بين الطرفين، اندلعت مساء أمس الأربعاء، واستمرت حتى صباح اليوم الخميس، في منطقة الزوب التابعة لقيفة رداع بمحافظة البيضاء، وسط اليمن".

وأشار إلى أن الاشتباكات توقفت صباح الخميس، غير أنه رجح عودتها لاستمرار توتر الوضع في المنطقة.

ويخوض مسلحو القبائل ومسلحو جماعة الحوثي معارك مستمرة منذ أيام في عدة مناطق تابعة لرداع بمحافظة البيضاء خلفت قتلى وجرحى من الطرفين.


طلائع الحوثيين تصل إلى محافظة حضرموت الغنية بالنفط


وتتجه أنظار جماعة الحوثي المسلحة حاليا بعد سيطرتها على محافظة إب وتوسعها في البيضاء، إلى ناحية محافظة حضرموت الغنية بالنفط.
 
وأفادت مصادر محلية بحضرموت لشبكة "إرم" الإخبارية، بأن مسلحين مجهولين من المرجح أن يكونوا تابعين للحوثيين دخلوا الأيام الماضية مدينة المكلا عاصمة المحافظة.
 
وتشرف المحافظة على ميناء بحري ربما يكون هدفا للحوثيين وشركات نفطية على الهضبة التي تقع في وادي حضرموت تحدث عنها زعيم الجماعة المسلحة في أحد خطاباته، كما أن المحافظة تمثل عمقا استراتيجيا لأي قوة تريد السيطرة عليها، إذ تمتلك شريطا ساحليا طويلا وحدودا شاسعة مع المملكة العربية السعودية والطريق الدولي لدولة عُمان.
 
ويقلل المتابعون من إمكانية نجاح مليشيات الحوثي المسلحة  في التمدد إلى حضرموت، نظرا لغياب الحاضنة الشعبية لهم، خصوصا وأن المحافظة يهيمن عليها المذهب السني الشافعي. لكنهم لا ينفون وجود رغبة قوية لدى الجماعة في تأمين المحافظة لصالحهم كونها تعد مصدرا للدخل القومي بنسبة كبيرة، نظرا لكثرة الشركات العاملة على أراضيها فضلا عن الثروة السمكية ووجود ميناء حيوي على شريطها الساحلي، علاوة على محاولتهم التقليل من فرص الانفصال للجنوب وتشكيل عائق له انطلاقا من حضرموت.
 
ونقلت "يمن برس" عن رئيس مركز "ساس" لدراسة السياسات المحلل السياسي عدنان هاشم، قوله إنه "يفتقد الحوثي للحاضنة الشعبية في حضرموت، وكباقي المحافظات الوسطى والجنوبية، فالذين يتحركون هم عناصر النظام السابق، كحالة تحالف مؤقتة هادفة إلى إسقاط ما تبقى من الدولة ذاتها".
 
من جهته يرى الصحفي الحضرمي "عبد الرحمن بن عطية" أنه لا تستطيع أي قوة أو طائفة خارجية أن تحقق أي هدف لها أو تتمدد خارج نطاقها الجغرافي، إلا عبر أجندة داخلية من نفس المجتمع الذي تنوي تلك القوى غزوه.
 
ويقول بن عطية إن "البعد المناطقي لحضرموت عن مركز قوة الحوثيين يصعب عليهم تزويد حملاتهم با?مدادات العسكرية والتموينية اللازمة" .
 
ومنذ 21 أيلول/ سبتمبر الماضي، تسيطر جماعة الحوثي المحسوبة على المذهب الشيعي بقوة السلاح على المؤسسات الرئيسية في صنعاء، ويتهم مسؤولون يمنيون وعواصم عربية وغربية إيران، بدعم الحوثيين بالمال والسلاح، ضمن صراع على النفوذ في عدة دول بالمنطقة بين إيران والسعودية، جارة اليمن، وهو ما تنفيه طهران.

ورغم توقيع الحوثيين اتفاق "السلم والشراكة" مع الرئيس اليمني، عبد ربه منصور هادي، وتوقيعها على الملحق الأمني الخاص بالاتفاق، والذي يقضي في أهم بنوده بسحب مسلحيها من صنعاء، يواصل الحوثيون تحركاتهم الميدانية نحو عدد من المحافظات والمدن اليمنية خلاف العاصمة.


خلافات حول تسمية الحقائب الوزارية وجماعة الحوثي تعرقل المساعي

وفي الوقت الذي تستمر فيه المشاورات في اليمن من أجل تشكيل حكومة جديدة برئاسة المهندس خالد محفوظ بحاح، مندوب اليمن في الأمم المتحدة، تشير معلومات ومصادر سياسية إلى خلافات عميقة بين الأطراف السياسية حول هوية هذه الحكومة وتوزيع الوزارات.

وقالت مصادر في حكومة الوفاق الوطني الخاصة بتسيير الأعمال، إن "المشاورات الجارية فشلت في التوصل إلى تسوية نهائية، غير أنها توصلت إلى الاتفاق على تشكيل حكومة كفاءات بعد تدخلات بعض الأطراف في الساحة اليمنية كوساطة، رغم استمرار الخلافات بشأن نسبة توزيع الحقائب الوزارية".
 
وأكدت بعض الأطراف السياسية اليمنية، أن المشاورات "لم تكتمل بعد بشأن التشكيل الحكومي"، وأن "هناك عراقيل وعقبات يضعها الحوثيون، بدرجة رئيسة من أجل كسب الوقت للاستيلاء على المحافظات والمدن والبلدات، قبل إعلان أي تشكيل حكومي من أجل المساومة في القريب العاجل بشأن وضعهم وتمثيلهم في الحكومة اليمنية".
 
ويفاوض من يسمون "أنصار الله"، وهم الجناح السياسي للحوثيين، على صعيد، بينما يقوم الجناح العسكري بتنفيذ مداهماته واحتلاله للمقار العسكرية والأمنية بصورة مكثفة، في حين كثفت البعثات الدبلوماسية من إجراءاتها الأمنية حول مقارها بعد هذه المداهمات وبعد احتلال صنعاء.