مقابلات

عكرمة صبري: "إسرائيل" تريد عزل الأقصى عن المسلمين

الشيخ عكرمة صبري - أرشيفية
في حوار لـ"عربي 21" مع الشيخ عكرمة صبري قال:

* من يقولون إن القدس الشرقية هي عاصمة فلسطين يعترفون بوجود "إسرائيل" كدولة

* لا يمكن القبول بالتسويات الانهزامية والانبطاحية

* تزايد أعداد المرابطين في رحاب الأقصى يقلص دخول اليهود المتطرفين

* يجب على الجميع أن يهبوا للدفاع عن "الأقصى" ولحمايته من التدنيس والاقتحامات

* لا يجرؤ يهودي منفردا على اقتحام "الأقصى" إلا من خلال الحراسة الإسرائيلية

* "الأقصى" أصبح مُعلّقا نتيجة الحفريات.. والخطورة قائمة

* المسؤولية تقع على جميع العرب والمسلمين لأن القدس مثل مكة والأقصى كالمسجد الحرام

* ما دام "الأقصى" في خطر فالمسلمون في قلق دائم.. وكلما تعرض للخطر ازداد الالتفاف حوله

* هناك مؤامرات على المسجد الأقصى بطرق متعددة ومختلفة

* الحركة الإسلامية لن تتراجع عن دورها في حماية الأقصى

* لا مجال للتفاوض على "الأقصى".. ولا أحد يملك التنازل عن ذرة تراب منه

* انشغال العرب بمشكلهم الداخلية مخطط له حتى تبقى "إسرائيل" في أمن وآمان


هاجم الشيخ عكرمة صبري، رئيس الهيئة الإسلامية العليا وإمام وخطيب المسجد الأقصى المبارك، الحكام العرب الذين يقولون إن القدس الشرقية فقط هي عاصمة فلسطين، قائلا: "هم يعترفون بوجود إسرائيل كدولة، وإن القدس الغربية قد تم احتلالها في عام 1948، وهؤلاء الحكام يعترفون بأنها لليهود ويتنازلون عنها، أي إنهم يتنازلون عن 78% من أرض فلسطين ويبقى لنا 22% فقط، ومع ذلك فالـ 22% يقوم اليهود ببناء المستوطنات فيها".

وأضاف في حوار خاص لـ"عربي21": "نحن في تراجع وتنازل لا يرضى عنه الله ورسوله، فلا يمكن أن تتم هذه التسويات الانهزامية الانبطاحية، وهذا الأمر من ضمن المؤامرات التي تحاك ضد المسجد الأقصى والقضية الفلسطينية".

وأكد أن هناك مؤامرات على المسجد الأقصى بطرق متعددة ومختلفة، وهناك من يريد أن يضع الحركة الإسلامية في موضع حرج لتشويه سمعتها، لكنها حركة نظيفة مخلصة وطنية تدافع عن "الأقصى" ولن تتراجع عنه، مشدّدا على أنه لا أحد يملك أصلا حق التنازل عن "الأقصى" الذي هو مرتبط بقرار إلهي من رب العالمين وليس من هيئة الأمم المتحدة ولا من مجلس الأمن، وليس هناك أي مجال للتفاوض عليه أو التنازل عن ذرة تراب منه.

وأوضح "صبري" أنه من ضمن المؤامرات التي تحاك ضد "الأقصى"، تحديد أعمار المسموح لهم بدخول المسجد حتى يقل عدد المصلين، وزيادة الاقتحامات من اليهود المتطرفين حتى نستسلم ونرى أن هذه الاقتحامات مألوفة ومتعارف عليها ليفرضوا واقعا جديدا يعرف بالتقسيم الزماني والمكاني، كذلك الحفريات وأساليب أخرى تتبعها الشرطة الإسرائيلية مثل "الإبعادات" بما يعني أن أي شاب يعترض اليهود تعتقله الشرطة الإسرائيلية وتحرمه من دخوله الأقصى مدد ستة أشهر أو سنة وهكذا.

وحمّل "صبري" جميع العرب والمسلمين مسؤولية ما آلت إليه الأوضاع في "الأقصي" ومدينة القدس، لأن "القدس" ليست لأهل فلسطين وحدهم، فشأنها شأن مكة المكرمة والمدينة المنورة، و"الأقصى" شأنه شأن المسجد الحرام والمسجد النبوي، حيث تشد الرحال إليه، كما يقول الرسول (عليه الصلاة والسلام): "لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد، المسجد الحرام ومسجدي هذا والمسجد الأقصى"، وبالتالي فالمسؤولية مشتركة، والله سبحانه وتعالى سيحاسب كل من يقصر في حق القدس والأقصى.

وحول مدى نجاح "إسرائيل" في مخططها لتهويد القدس، قال: "هي سلطة محتلة ولديها الإمكانيات والمليارات تصب عليهم من كل حدب وصوب، وبالتالى هم ينفذون مخططهم ولا نستطيع ردهم أو التصدي لهم، لأن القوة بأيديهم وهي قوة ظالمة، وهم يحققون مخططهم بشكل متواتر ومرحلي حتى لا يروا أي اعتراض من العالم على تهويدهم لهذه المدينة، فهم يقومون بمخططهم شيئا فشيئا، ومرحلة فمرحلة، خاصة أن لديهم خطة استراتيجية حتى عام 2020 كمرحلة متقدمة من التهويد.

واستطرد الشيخ بأن "انشغال العرب والمسلمين بمشاكلهم الداخلية هو أمر مخطط له من قبل الدول الكبرى، حتى تبقى إسرائيل فى أمن وأمان، وحتى تستطيع أن تحقق أهدافها في "الأقصى" و"القدس"، وهذا هو الهدف البعيد، وقد سبق لـ"بن غوريون" -الذي هو من زعماء اليهود فى الخمسينيات من القرن الماضي- قال: إذا ضعفت مصر وسوريا والعراق فإسرائيل في أمان، وهو ما حدث، لكن لا نقول هذا حتى نيأس، نحن دائما أملنا بالله سبحانه وتعالى، (لا نيأس.. لا نقنط.. لا نستسلم) إلى أن يأتي صلاح الدين الأيوبي وأمثاله إن شاء الله".


وفيما يأتي نص الحوار:

* كيف تنظر لأوضاع المسجد الأقصي بشكل عام؟

- إن اتجاه الأنظار إلى المسجد الأقصى المبارك ليس غريبا، هذا المسجد هو أولى القبلتين وهو ثاني المسجدين وثالث الحرمين الشريفين، وبالتالي فلا بد ويجب على الجميع في أنحاء المعمورة أن يهبوا للدفاع عنه ولحمايته به ولصد اليهود المتطرفين الذين يحاولون تدنيسه واقتحامه.

* إلى أي حد وصل تهويد القدس والاعتداء على المقدسات الإسلامية هناك؟

- نحن نقاوم الاحتلال فى مجالين، الأول مجال الأقصى ضد الاقتحامات من اليهود ونقول "اقتحام" ولا نقول "زيارة"، لأن الزائر يدخل البيت بإذن، أما الذي يدخل البيت دون إذن فهو مقتحم وهو معتد، أما المجال الآخر فهو في مدينة القدس التي يحاول الاحتلال تهويدها هي الأخرى من خلال زيادة عدد السكان اليهود وجلب يهود من الخارج، وكذلك بفرض الضرائب الباهظة على السكان العرب حتى يُفلسوا، ومصادرة الأراضى وبناء المستوطنات عليها لإعطاء طابع يهودي وطمس المعالم الأثرية الإسلامية.

* ما مدى نجاح المخطط الإسرائيلي في تهويد القدس؟

- هي سلطة محتلة ولديها الإمكانيات والمليارات تصب عليهم من كل حدب وصوب، وبالتالي فهم ينفذون ولا يستطيع المواطنون ردهم، لأن القوة بأيديهم وهي قوة ظالمة، فمدى نجاحهم أو تحقيق أهدافهم، هم يحققون في شكل متواتر ومرحلي حتى لا يروا أي اعتراض من العالم على تهويدهم لهذه المدينة، فهم يقومون بالتهويد شيئاً فشيئاً ومرحلة فمرحلة.

* في تقديركم ووفقا للمعلومات التي لديكم، ما هو المستهدف الزمني لهذا المخطط الإسرائيلي؟ وهل أمامهم مرحلة طويلة أم قصيرة حتى يستطيعوا تهويد القدس؟

- هم بحاجة إلى مراحل. لا نستطيع أن نحكم متى سينجحون أو متى سيكملون مخطط تهويد القدس، لكن هم يخططون حتى عام 2020، وقاموا بوضع خطة استراتيجية حتى هذا التاريخ كمرحلة متقدمة من التهويد.

* هل تتوقع أن تخضع إدارة المسجد الأقصى للإدارة الإسرائيلية يوما ما؟

- كل شيء محتمل ووارد، ولكن أحب أن أقول كلما وُجد التواجد الإسلامي في باحات الأقصى وكلما زاد عدد المسلمين المرابطين في رحاب الأقصى، كلما تراجعت الشرطة الإسرائيلية عن إدخال اليهود المتطرفين، فعلينا نحن مسؤولية نقوم بها وفق إمكانياتنا المتاحة، ونسأل الله سبحانه وتعالى السلامة للأقصى.

* ما هي أوضاع المسجد الأقصى حالياً؟

- الموضوع هو مد وجزر، ففي مناسبات أعيادهم يكثفون في الاقتحامات والدخول، فكيف تميز بين اليهودي المتطرف وبين الزائر الأجنبي للأقصى؟، فالزائر الأجنبي يدخل بدون حراسة، لأنه يدخل ضمن الآداب الإسلامية يزور ليستمتع بالمكان ويخرج بأدب واحترام، أما اليهودي فلا يدخل إلا بحراسة وهذا دليل على أنه مقتحم وجبان وسارق.

وبالتالي، فإنه لا يجرؤ يهودي منفرداً على أن يدخل ويقتحم الأقصى إلا من خلال الحراسة الإسرائيلية، فإن المرابطين والمرابطات يراقبون أي يهودي يقتحم الأقصى.. لماذا؟ّ حتى لا يتمكنوا من أداء صلواتهم اليهودية في رحاب الأقصى، وأي يهودي يحاول الصلاة يُطرد من قبل المرابطين والمرابطات، من هنا تأتي الاحتكاكات ما بين المسلمين وبين الشرطة الإسرائيلية التي تحمي اليهود المتطرفين زورا وبهتانا.

* في ظل اعتداءات جيش الاحتلال وحفرياته أسفل المسجد الأقصى وفي محيطه.. ما هي أبرز المخاطر التي تهدد المسجد الأقصى؟

- ما يقوم به جيش الاحتلال من حفريات، أنهم كشفوا الأثاثات الرئيسية أسفل البنيان الأمامى للأقصى، وهو ما يعرف بالمبنى القبلي للأقصى، وأفرغوا الأتربة، وأصبح الأقصى مُعلقاً، ونتيجة هذه الحفريات تشقق الجدار الجنوبي للمسجد الأقصى، فهم يخططون لهدمه من خلال توقعاتهم لحدوث زلزال، فإذا ما وقع زلزال بقوة 5 رختر فأكثر فإن هذا الزلزال كفيل بهدم بنيان الأقصى، ليقول اليهود إن هذا البنيان هُدم من خلال زلزال وليس من خلالهم.

وهذه خطة مكشوفة لدينا وحذرنا منها مرارا وتكرارا، فالحفريات تصل شبكتين، شبكة من الجهة الجنوبية من طرف سلوان وشبكة من الجهة الغربية من البلدة القديمة لمدينة القدس. هاتان الشبكتان تتوجهان أسفل الأقصى، فالخطورة قائمة ونسأل الله السلامة.

 * ماذا لو - لا قدر الله- حدث هدم جزئي أو كلي للمسجد الأقصى بشكل ما أو بآخر؟

- هذا السؤال يوجه للمسلمين وللحكام الذين يجلسون على كراسي الحكم في العالم العربي والإسلامي، والذين هم منشغلون بمشاكلهم الداخلية وتركوا ونسوا القدس والأقصى، لكني أتذكر حينما حاولت حركة طالبان في أفغانستان - منذ فترة- هدم تمثال بوذا قامت الدنيا ولم تقعد، ومنهم  العرب والمسلمون، وصرخوا ونددوا حتى يمنعوا جماعة طالبان من هدم تمثال بوذا.

لكن "الأقصى" يتهدد والأخطار تحيط به، ولا أحد يتكلم، صار الهجوم الوحشي على غزة، ولا أحد يتكلم، يعني هي مؤامرة وتخاذل واضح، وهذا الوضع الذي نحن فيه يشبه وضع المسلمين أيام حروب الفرنجة الصليبية إلى أن جاء صلاح الدين الأيوبي القائد البطل وأزال هذه الدول الضعيفة العميلة ووحدها، واستطاع توحيد البلاد وتحرير العباد.

* من الذي تحمله مسؤولية ما آلت إليه الأوضاع في القدس والمسجد الأقصي وفلسطين بشكل عام؟

- المسؤولية تقع على جميع العرب والمسلمين، لأن القدس ليست لأهل فلسطين وحدهم القدس شأنها شأن مكة المكرمة والمدينة المنورة، و"الأقصى" شأنه شأن المسجد الحرام والمسجد النبوي، حيث تشد الرحال إليه، فكما يقول الرسول (عليه الصلاة والسلام) : "لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد المسجد الحرام ومسجدي هذا والمسجد الأقصى"، وفي رواية: "المسجد الحرام والمسجد الأقصى ومسجدى هذا"، فالمسؤولية مشتركة، وأن الله سبحانه وتعالى سيحاسب كل من يقصر في حق القدس والأقصى.

* كيف ترى أعداد المرابطين والمرابطات في المسجد الأقصى ودروهم؟

- الأعداد تقل وتكثر على ضوء الإجراءات الإسرائيلية الظالمة ضد المسجد الأقصى، لكن الذى يُمنع من دخول المسجد لا يذهب إلى بيته، بل يظل مرابطاً على الباب الخارجي ليقارع الاحتلال، فهناك من يقاوم الاحتلال داخل المسجد، وهناك من يقاوم الاحتلال خارج الأقصى، وهم الذين يُمنعون من الدخول، فمهمة المرابطين والمرابطات هي حماية الأقصى والدفاع عنه ومنع اليهود من الصلاة في رحابه.

* لماذا تركز "إسرائيل" على انتهاك حرمة الأقصى في موسم الأعياد اليهودية وتكثر الاقتحامات؟

- هناك سببان: السبب الأول؛ أن الحكومة الإسرائيلية هي حكومة يمينية متطرفة تريد أن تحقق رغبات ومآرب الجماعات المتدينة اليهودية وتحاول أن تفسح لهم المجال ليأتوا إلى الأقصى ويقتحموه. والسبب الآخر؛ انشغال العالم العربي بمشاكله، وهو ما يجرئ اليهود على أن يقتحموا "الأقصى" الذي هو رمز لجمع ملياري مسلم إلى فلسطين، وهو ما يعني تعلقهم ببلدنا.

والصهاينة يرون أن عزل الأقصى عن المسلمين يعني قطع علاقة المسلمين بفلسطين - هكذا يتوهمون- ولكن كلما تعرض الأقصى للخطر كلما أزداد الناس حباً للأقصى ودفاعاً عنه والتفافاً حوله؛ لأنه ما مادام "الأقصى" في خطر فالمسلمون في قلق دائم، ونسأل الله الحماية.

* الشيخ رائد صلاح قال- في حوار خاص لـ"عربي21"- إن هناك جهات فلسطينية وعربية وأمريكية تسعى لتقديم بعض العروض والإغراءات للحركة الإسلامية مقابل تقديم بعض التنازلات في مدينة القدس والمسجد الأقصى.. فما هي أبعاد هذا الأمر؟

 - هناك مؤامرات تحاك ضد المسجد الأقصى بطرق متعددة ومختلفة، فيريدون أن يضعوا الحركة الإسلامية فى موضع حرج لتشويه سمعتها، ولكن الحركة الإسلامية هي حركة نظيفة مخلصة وطنية تدافع عن الأقصى ولن تتراجع عنه، ثم لا أحد يملك أصلاً حق التنازل عن الأقصى، لأن هذا المسجد مرتبط بقرار إلهي من رب العالمين، ليس من هيئة الأمم المتحدة ولا من مجلس الأمن، فوجود الأقصى من الله قرار رباني لا مجال لأي تفاوض عليه ولا مجال لأي تنازل عن ذرة تراب من المسجد الأقصى المبارك.

* ما هي طبيعة المؤامرات التي تحاك ضد المسجد الأقصى؟

- المؤامرات متعددة؛ منها تحديد أعمار المسموح لهم بالدخول إلى المسجد الأقصى حتى يقل عدد المصلين، ومنها زيادة الاقتحامات من اليهود حتى نستسلم ونرى أن هذه الاقتحامات مألوفة ومتعارف عليها، وليفرضوا واقعا جديدا يعرف بالتقسيم الزماني والمكاني، وهذه مخططات في أحلام اليهود.
 كذلك موضوع الحفريات، هناك أساليب أخرى تتبعها الشرطة الإسرائيلية منها موضوع الإبعادات بما يعني أن أي شاب يعترض اليهود تعتقله الشرطة الإسرائيلية وتحرمه دخوله الأقصى مدد ستة أشهر أو سنة وهكذا، فموضوع الإبعادات أيضا من ضمن اللعبة ضد "الأقصى".

* كيف تنظر لقول بعض الرؤساء والحكام العرب بأن القدس الشرقية هي فقط عاصمة فلسطين.. وفكرة تقسيم القدس؟

- الحكام العرب الذين يقولون إن القدس الشرقية فقط هي عاصمة فلسطين هم يعترفون بوجود "إسرائيل" كدولة، وأن القدس الغربية قد تم احتلالها في عام 1948، فكل ما حصل في عام 1948 هؤلاء الحكام يعترفون بأنها لليهود ويتنازلون عنها، أي يتنازلون عن 78% من أرض فلسطين ويبقى لنا 22% فقط، ومع ذلك فالـ 22% يقوم اليهود ببناء المستوطنات فيها.

ونحن في تراجع وتنازل لا يرضى عنه الله ورسوله، فلا يمكن أن تتم هذه التسويات الانهزامية والانبطاحية، وهذا الأمر أيضًا من ضمن المؤامرات التي تحاك ضد المسجد الأقصى والقضية الفلسطينية.

 * كيف ترى مواقف الأنظمة العربية من دعم القضية الفلسطينية؟

- ساخرًا: هل مواقفهم مشرفة؟، وأي تشريف هذا؟!، فمواقفهم هي مواقف تراجع ونسيان، ومدينة القدس اليتيمة مهملة منسية، كما قلت لك يهتمون بمشاكلهم الداخلية ولا يكترثون بما يحدث في هذه المدينة، وهذا أمر واضح للجميع.

* على مستوى الشعوب العربية والإسلامية، هل حدث تراجع واضح من الاهتمام بقضية المسجد الأقصى في ظل انشغال الشعوب بقضاياهم الداخلية؟

- المشكلة أن هذا الانشغال مخطط له من قبل الدول الكبرى حتى تبقى "إسرائيل" في أمن وأمان، وحتى تستطيع "إسرائيل" أن تحقق أهدافها في "الأقصى" و"القدس"، وهذا هو الهدف البعيد، وقد سبق لـ "بن غوريون" - الذي هو من زعماء اليهود في الخمسينيات من القرن الماضي- قال: إذا ضعفت مصر وسوريا والعراق فـ"إسرائيل" في أمان، وهذا الذى حصل فـ"إسرائيل" الآن في أمان من قبل العرب، لكن لا نقول هذا حتى نيأس لا، نحن دائماً أملنا بالله سبحانه وتعالى (لا نيأس لا نقنط لا نستسلم) إلى أن يأتي صلاح الدين الأيوبي وأمثاله إن شاء الله.

* هل تتوقع صحوة ضمير لدعم القدس سواء على مستوى الشعوب العربية والإسلامية أو حتى على مستوى الأنظمة الحاكمة؟

- علينا نحن أن نطلق نداءات وتحذيرات ونوصل صوتنا إلى العالم العربي والإسلامي، ونحن نشكر وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية التي تصف واقع مدينة القدس وما يحدث في حق "الأقصى" إلى العالم العربي والإسلامي لعله يصحو، ونحن علينا أن نبلغ كما يقول الله للرسول عليه الصلاة والسلام وما عليك إلا البلاغ، علينا أن نوصل والإثم على من يقصر.