ترفض الحكومة التركية إلى حد الآن التدخل عسكريا أو السماح لغيرها بالتدخل بريا لدعم المقاتلين الأكراد في مدينة عين العرب ضد مقاتلي
داعش الذين يقتربون من السيطرة على المدينة، وذلك رغم الضغوط الداخلية والخارجية التي تواجهها من قبل مواطنيها المنتمين للعرق الكردي ومن كل أحزاب المعارضة ومن الأمم المتحدة ومن الحلف الأمريكي الجديد.
خلاف الحكومة والمعارضة:
فقد هاجم رئيس الوزراء التركي "أحمد داوود أوغلو" رئيس حزب الشعب الجمهوري المعارض "كيلتشار أوغلو" بسبب تصريحاته التي قال فيها إن الحكومة التركية تدعم تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش"، حيث قال داوود أوغلو للصحفيين الأتراك: "إذا كان كيلتشار أوغلو يمتلك أي وثيقة وكان رجل دولة يتحلى بالمسؤولية فليخرج ويقول هذا الموظف في الجمهورية التركية قدم هذا النوع من الدعم لداعش، وإذا لم تكن لديه القدرة ليثبت ذلك فليصمت".
وبعد أن صوت حزب الشعب الجمهوري ضد التفويض الذي طلبته الحكومة حتى تتمكن من القيام بأعمال عسكرية خارج
تركيا، قال رئيس الحزب، كيلتشار أوغلو، مساء أمس إن حزبه مستعد للتصويت لصالح تفويض جديد يكون محدودا ويسمح للحكومة بالتدخل في مدينة عين العرب (
كوباني كما يسميها الأكراد) فقط ولمحاربة تنظيم داعش فقط، وهو ما علق عليه داوود أوغلو بالقول: "كل ما يريده هؤلاء هو حماية بشار الأسد.. حقيقة لا يمكن أن نفهم كيلتشار أوغلو.. يرفض تفويضا للتدخل في سوريا ثم يطلب تفويضا خاصا بعين العرب، وماذا نفعل لو هاجمت داعش حلب أو الحسكة؟ هل نطلب تفويضات مستقلة لكل مدينة؟".
وتتهم الحكومة التركية حزب الشعب الجمهوري (أتاتوركي معارض) وحزب الشعوب الديمقراطية (كردي معارض) برفض التفويض الذي طلبته الحكومة وصادق عليه البرلمان بالإيجاب؛ لأجل حماية الأسد ومنع الحكومة من المضي في خطتها التي تهدف إلى حماية المناطق المحررة شمال سوريا من هجمات نظام الأسد وكذلك من مقاتلي تنظيم داعش.
الأمم المتحدة تضغط على تركيا:
بينما يؤكد النشطاء الأكراد في تركيا أن تركيا تمنع المقاتلين الأكراد من العبور إلى مدينة عين العرب للدفاع عنها، وأنها تمنع القوى الدولية من تسليح المقاتلين الأكراد المنتمين للاتحاد الديمقراطي التابع لحزب العمال الكردستاني المصنف كتنظيم إرهابيا في تركيا؛ قال الموفد الخاص للأمم المتحدة إلى سوريا "ستافان دي ميستورا": "بما أن عين العرب ستسقط على الأرجح إذا لم تتم مساعدتها اسمحوا للذين يريدون الذهاب إليها بالالتحاق بالدفاع الذاتي مع تجهيزات كافية، والتجهيزات يمكن أن تفعل كثيرا من الأشياء".
وأضاف دي ميستورا إن "قرارات الأمم المتحدة ليست هي ما سيوقف تنظيم الدولة.. نداؤنا إلى تركيا يهدف إلى أن تتخذ إجراءات إضافية لوقف تقدم "تنظيم الدولة" وإلا سنندم نحن جميعا، بما في ذلك تركيا"
وترفض تركيا هذا المقترح وخاصة فكرة تزويد هؤلاء المتطوعين بالسلاح لسببين رئيسيين؛ الأول هو أن هؤلاء المتطوعين سيقاتلون في صفوف حزب العمال الكردستاني المعادي لتركيا والذي حارب الجيش التركي طيلة العقود الثلاث الماضية، والثاني هو أن القيادة الكردية التي تخوض المعركة في مدينة عين العرب موالية لنظام بشار الأسد الذي تحمله الحكومة التركية مسؤولية قتل أكثر من 200 ألف مواطن سوري ومسؤولية تغذية التنظيمات الإرهابية في المنطقة وعلى رأسها تنظيم داعش.
تركيا تحقق شرطها الثالث:
وبالتزامن مع رفضها للانخراط في الاستراتيجية الأمريكية للحرب على تنظيم داعش، وضعت تركيا منذ أسابيع ثلاثة شروط قالت إنها تمثل رؤيتها للحل الذي تحتاجه مشاكل المنطقة، أولى هذه الشروط هو أن تفرض منطقة حظر جوي لمنع طيران الأسد من قصف المناطق المتاخمة للحدود التركية، ثم قيام قوات عسكرية برية بتأمين منطقة الحظر الجوي على الأرض وكذلك بصد مقاتلي تنظيم داعش، وأخيرا تقديم الدعم والتدريب للقوات العسكرية التي ستقوم بتأمين هذه المنطقة العازلة.
وأمس الجمعة، اجتمعت ليزا موناكو، أحد كبار مساعدي الأمن القومي للرئيس الأمريكي باراك أوباما، مع رئيس جهاز الاستخبارات التركي "هاكان فيدان"، وكان الهدف المعلن من اللقاء هو الوصول إلى صيغة من التفاهم بين تركيا وأمريكا حول خطة مشتركة للحرب على التنظيمات الإرهابية في سوريا والعراق وعلى رأسها تنظيم داعش.
وفي مؤتمر صحفي عقدته مساعدة وزير الخارجية الأمريكي، أعلنت الولايات المتحدة أن موناكو وفيدان اتفقا على أن يقوم جهاز الاستخبارت التركيي باختيار 2000 مقاتل من المعارضة السورية حتى يتم تدريبهم في تركيا، وتوفير معسكر خاص وآمن داخل تركيا لتدريب هؤلاء المقاتلين، على ان يشرف على تدريب المقاتلين فريق مشترك من العسكريين الأتراك والأمريكيين، وتتكفل أمريكا بتوفير كل الأسلحة والتجهيزات التي يحتاجها هؤلاء المقاتلون.
وخلال ردها على أسئلة الصحفيين، قالت ماري هارف إن المحادثات بين المسؤولين الأمريكيين والأتراك مستمرة بخصوص الشرطين الأولين لتركيا والمتمثلين في تأمين بري وجوي لمناطق آمنة داخل سوريا.