سياسة عربية

أبوالفتوح: التنظيم الدولي للإخوان وهم صنعه الإعلام

رئيس حزب مصر القوية، عبد المنعم أبو الفتوح - أرشيفية
قال رئيس حزب "مصر القوية"، عبد المنعم أبو الفتوح، إن ما يطلق عليه التنظيم الدولي للإخوان "وهم صنعه الإعلام"، واتهم الإعلام المصري بأنه "يحاول أن يصنع أخطبوطا اسمه تنظيم دولي للإخوان"، مستدركا بالقول إن "هذا لا ينفي أن هناك إخوانا في الأردن، وفي دول أخرى، مثلها مثل الاشتراكية الدولية، التي تنتشر في أكثر من مكان مثلا"، على حد قوله.
 
وشدد في مقابلة مع صحيفة "المصري اليوم"، الأحد، على أنه "لا يعقل أن تتحول جماعة الإخوان بعد 80 عاما من العطاء للوطن إلى شيطان رجيم، لمجرد الخلاف معهم سياسيا".
      
ورغم ما أبداه في الحوار من اعتزاز حتى هذه اللحظة بالمشاركة في 30 يونيو؛ إلا أنه رأى أن ما حدث بعد ذلك ليس له علاقة بالثورة. 

وقال: "خرجنا في 30 يونيو ضد نظام رأينا أنه يدير بطريقة بها سوء أداء وضعف وخلل وانفصال عن الواقع، فأردنا أن نضغط لإجراء انتخابات مبكرة".
 
تجن على جماعة الإخوان
 
ووصف رئيس حزب "مصر القوية" الاتهامات التي توجه للجماعة بأن لديها مخططات لتدمير البلد، وإشاعة الفوضى، وهي "تجن على جماعة الإخوان".

وقال: "أرى أن الأداء الإعلامي بشكل عام جزء من هذا التجني من خلال رسائله المليئة بمزيج من الكراهية للإخوان، فلا يمكن للإخوان بعد أكثر من 80 عاما من العطاء والعمل داخل مصر، بين عشية وضحاها، وعلى أساس صراع سياسي، أن تنقلب إلى شيطان رجيم، أما الجماعة كتنظيم فبالطبع لها أخطاء، والكثير من القصور".
 
وتابع: "محاولة إلصاق كل مصيبة تحدث في مصر بالإخوان لا تصح، والتصرفات المنافية التي يرفضها المصريون سواء قام بها الإخوان أو اليساريون أو الشيوعيون أو غيرهم يجب أن نقوم بمحاسبتهم عليها، أما أن نسارع بإلصاق اتهام لأي فصيل من غير دليل أو حكم قضائي نهائي، فأتصور أن هذا نتيجته خطر على الوطن نفسه، من حيث أنه يبرز الكراهية، والاستقطاب في المجتمع، ويعطي مبررا لأجهزة الأمن أن تكون أجهزة كسولة، ولا تعمل على أساس أن المتهم معروف بينما دورها ليس إلصاق الجريمة، وإنما البحث عن الحقيقة".

وحول لقائه مع الدكتور محمد علي بشر منذ شهرين، قال: "ألتقي مع جميع الفصائل والاتجاهات، وحديثنا سياسي بالدرجة الأولى، ولقاءاتنا تأتي في سياق التقارب، وحل الأزمة الحالية، وهناك مبادرات وأحاديث يجب أن أستأذن أطرافها قبل الحديث عنها، وأرى أن الإعلام حوّل الإخوان إلى إخطبوط، في حين أن مصر أكبر بكثير من الإخوان المسلمين بأعضائها، وتنظيمها".
 
انتقادات حادة لنظام السيسي
 
ووجه أبو الفتوح انتقادات حادة إلى نظام حكم السيسي، فقال: "أرى أن الوضع في مصر الآن أنه يتم استبدال الدعوي والسياسي بالوطني، فمن معي فهو وطني، ومن ضدي خونة، وهذا البكش والفهلوة لا تدار به الأوطان، فالأوطان تدار بشخصيات جادة واضحة وصادقة وأمينة في أدائها، والأديان يجب ألا تكون طريقة لتحقيق أهداف خاصة، وكذلك الوطنية لا يجوز أن تكون وسيلة أو أداة لتحقيق أغراض، والزج بها في الصراع السياسي، ومحاولة إقصاء فصائل وشخصيات وطنية محترمة، ومن يقول إن المصريين لا ينفع معهم الديمقراطية، لأن المصريين ليسوا كذلك، ولو كانوا كذلك ما قاموا بثورة 25 يناير ولا كان خرج الشعب فى إحدى الموجات الثورية فى 30 يونيو، وبالتالي محاولة احتقار المصريين التي تقوم بها سلطات تحكم مصر الآن، وقبل الآن، وعلى مدار عشرات السنين "عيب"، ولا نقبله"، على حد قوله.
 
وحول مطالب البعض بضرورة إحكام القبضة الأمنية من أجل الاستقرار، قال: "لا يجوز أن تحكم الدولة بالحديد والنار، فهذا الحديث كان يقال في عهود الغابات ولإدارة حيوانات، وليس شعب له كرامة، فالشعب المصري ليس مجموعة من الحيوانات، وقد دفع الثمن غاليا، ويجب أن تحافظ السلطة على كرامته وحقوقه، والمصري كرامته أغلى عنده من "بطنه"، وهذا لا يعنى أن الاقتصاد وأكل العيش ليس له قيمة، فإن قيمته لا تتقدم على الكرامة، ومن يخطئ يحاسب، ولا يليق أن يصل قمع النظام إلى حد اعتقال السيدات، وهو ما لم يفعله أي نظام سابق مهما بلغ قمعه، وأراه جريمة، ووصمة عار في جبين هذا النظام".
 
أجهزة أمن سياسي
 
وعن المظاهرات، قال في حواره مع "المصري اليوم": "المظاهرات موجودة منذ أكثر من عام، ومن حقهم الاحتجاج والتظاهر، بشرط أن تكون سلمية، وأن يتم التفريق بين العداء للنظام ورفضك له أو حتى إسقاطه، وبين العداء للدولة التي هي ملك الجميع، ودور أجهزة الأمن لابد أن يتغير فإنها تحولت لأجهزة أمن سياسي لردع المواطنين، ودفعنا كمصريين في غير المسار الديمقراطي، وهو خطر على الوطن، كما أنه لا يجوز لدولة مثل مصر أن يكون توجه جهازها الأمني في الدرجة الأولى للأمن السياسي".
 
رفض ما حدث بعد 30 يونيو
 
وردا على سؤال بأن الشعب المصري خرج في 30 يونيو لإسقاط النظام، قال أبو الفتوح: "نعم.. لكن أن يكون إسقاط النظام من خلال انتخابات رئاسية مبكرة يترشح فيها أكثر من شخص والشعب من يختار".
 
ونفى أي شعور بالندم من المشاركة في 30 يونيو، وقال: "نحن فخورون حتى هذه اللحظة أننا خرجنا في 30 يونيو، لكن ما حدث بعد ذلك لا علاقة له بـ30 يونيو، فأردنا أن نضغط عليه من أجل أن يجرى انتخابات مبكرة، وكنا نتعامل معه كنظام احتراما للإرادة الشعبية التي أتت به للحكم".
 
وتابع: "الإجراء الصحيح أننا كنا نظل في الصراع السياسي إلى آخر مدى، وإلا لو خرجنا بمظاهرات ضد نظام السيسي الموجود بسبب الغلاء والكهرباء وارتفاع الأسعار، إذن على وزير الدفاع أن يخرج بقواته، ويقيله، ونظل هكذا في مصر".
 
واستدرك بالقول: "بالمناسبة فإننا ثرنا على مرسي لعدم انفصاله عن الإخوان، فهل انفصل السيسي عن المؤسسة العسكرية، فإن التنظيمات الدينية أو العسكرية يجب ألا تتقدم إلى الحكم لأن كليهما كارثة على الوطن".
 
وأضاف: "مصر لن تستقر إلا بحالة من التصالح الوطني بين كل القوى، والأزمة ليست في الإخوان والسلطة، وإنما نحتاج لحالة تصالح عام".
 
وردا على سؤال: "هل تعتبر النظام الحاكم عسكريا"، قال: "لست مشغولا بتوصيف هذا الحكم بالعسكري أو غيره، وما يشغلني أداؤه، فالأداء الموجود قمعي، بل إن السلطة الحالية أشد قمعا من سلطة مبارك التي قام ضدها الشعب، وبالتالي يجب أن تتراجع عن أسلوبها القمعي، فإن قانون التظاهر غير دستوري، وفتح الحبس الاحتياطي، وكذلك عملية منع المواطن من أن يحافظ على ثروته بسبب القانون المشبوه الذي أصدره عدلي منصور، رئيس الجمهورية السابق، وأنه إذا باع شركة من القطاع العام لا يجوز لي أن أعترض، فأنا لا دخل لي بمسمى من يحكم مصر، وما يهمني كيفية الحكم، وهل بديمقراطية، ونظام ديمقراطي يحترم حقوق المواطن أم لا؟
 
 "مصر القوية" والمشروعات القومية والعدوان على غزة
 
وعن أداء حزبه قال: "لدينا كوادر داخل مؤسسة الحزب يمكنها تقديم حلول، ونقوم بدراستها، وإرسالها إلى مؤسسة الرئاسة، ومجلس الوزراء، فقد أرسلنا مذكرة خاصة بقانون الانتخابات، وكذلك عرضنا تصورا لحل مشكلة أزمة سد النهضة، وكذلك أزمة الكهرباء نعمل عليها الآن، والأزمة الحالية هي أننا محاصرون في الإعلام، وهو ما يشعر المواطن أننا غير موجودين، ولا يعطينا فرصة للتعبير عن آرائنا".
 
وحول المشروعات القومية "التي تقوم بها الدولة حاليا" بحسب "المصري اليوم"، قال: "لا أحد ضد إقامة مشاريع كبرى لمصر، فهي شيء جيد، ومشاريع تنموية عظيمة جدا، لكنها تحتاج إلى دراسة، وتحديد أولويات، وليس "الشو" الإعلامي، ومأخذي عليها أنه لا يوجد تأن في الدراسة، فلا يجوز فى دولة شعبها بهذه الظروف، أن يتم فتح بطن 7 مشاريع قومية، وهى تحويلة قناة السويس، ومشروع تنمية قناة السويس، ومشروع الساحل الشمالي الغربي، و4 ملايين فدان، ومليون شقة وغيرها، من أين نوفر لها الأموال المطلوبة، ويجب أن يخرج أحد المتخصصين يقول لنا: من أين الأموال؟ وإنها لن تؤثر على ارتفاع الأسعار أو موارد الدولة".
 
وأصر أبو الفتوح على وصف قناة السويس الجديدة بأنها "مجرد تحويلة"، قائلا: "لأنها فعلا تحويلة طولها 34 كيلومترا، فإن طول القناة بالكامل أكثر من 200 كيلو، وهى تحويلة مهمة لكنني أحب أن أسمى الأشياء كما هي، والمهم عندي هو دراسة الجدوى منها".
 
وبالنسبة لتقويمه دور مصر في العدوان الإسرائيلي الأخير على غزة، قال: "النظام الحالي فى الحرب الأخيرة على غزة، موقفه كان سيئا، وأنا من المصريين الذين يعلمون أن القضية الفلسطينية هي قضية أمن قومي لمصر، ولا فصال في هذا"، على حد قوله.