مقالات مختارة

خليفة حفتر ... "سيسي" ليبيا

1300x600
كتبت رانيا حفني: قال اللواء المتقاعد خليفة حفتر القائد السابق للقوات البرية في الجيش الليبي إنه كان يخطط منذ أكثر من عامين لعملية "الكرامة" التي تشنها قوات عسكرية موالية له، منذ يوم الجمعة الماضي، ضد مواقع الجماعات الإسلامية المسلحة في مدينة بنغازي بشرق ليبيا، بهدف تطهير ليبيا من المتطرفين الظلاميين والتكفيريين وجماعة الإخوان المسلمين، نتيجة لارتكابهم جرائم ضد الشعب الليبي خلال فترة توليهم السلطة.

كما أكد أن الهدف من العملية هو استعادة الأمن والطمأنينة الي الليبيين وليس الاستيلاء على السلطة. ولمن لا يعرفه...خليفة حفتر كان جزءا من الكوادر الشابة لضباط الجيش الذين استولوا على السلطة من الملك إدريس، ملك ليبيا، عام 1969، كما ظل حليفا وثيقا للقذافي, ليصبح قائدا لأركان القوات المسلحة الليبية، وقد حارب.

يملك اللواء خليفة حفتر، الذي يقود العمليات العسكرية، بعيدا عن إدارة الجيش الليبي، ضد الإسلاميين المسلحين في بنغازي، تاريخا عسكريا حافلا، فقد حصل على العديد من الدورات العسكرية، منها "قيادة الفرق" في روسيا بامتياز، وقاد ما كان يسمى الجيش الوطني الليبي في الحرب ضد تشاد. كما  شارك حفتر في عبور قناة السويس مع القوات المصرية يوم 7 أكتوبر 1973 في مواجهة إسرائيل، وحاز نجمة عسكرية.

وقد حارب حفتر في البداية من أجل معمر القذافي ثم انقلب عليه,وحارب مع جماعات المعارضة الإسلامية خلال الانتفاضة التي أطاحت بالقذافي عام 2011 قبل أن يصبح عدوا لهم اليوم. ومن السهل معرفة أسباب مقارنة البعض بين حفتر السيسي، فكلاهما تعهد بتخليص بلاده من جماعة الإخوان المسلمين، وكلاهما أعلن أنه لن يتجنب استخدام القوة المفرطة لتحقيق هدفه. ولكن في الوقت الذي اعتمد فيه المشير السيسي علي التأييد مطلق من الجيش، نجد ان حفتر يعتمد على تحالف فضفاض بين مليشيات محلية وضباط سابقين في الجيش الليبي توحدوا مؤقتا ضد الحكومة الحالية.

الرعب الآن هو سيد الموقف، هكذا يمكن وصف حال جماعة إخوان الوطن العربي، في بلاد الخريف العربي. واليوم تونس أيضا وبدأت قوى المعارضة تظهر وتعلن عن لتوحش السلطة الإخوانية، وأصبحت دماء الزعيم السياسي شكرى بلعيد، الحافز لخروج حركة تمرد التونسية على غرار التجربة المصرية، وتصبح الحجر الذي يحرك المياه الراكدة.

إن الشوط أمامنا لا يزال طويلا، لأن الواقع العربي لا يزال مهتزا، ومشاكله بلا حدود من فساد، وفقر، وأمية، ونزعات تسلط، وعنف، ولأن هناك دولا للقاعدة فيها مواقع قوية، ومنها اليمن والعراق، وثمة مخاوف جدية من تهريب السلاح الليبي لقاعدة المغرب الإسلامي. ولا ننسى أيضا نظام الفقيه، بفيالقه وكتائبه الإرهابية في المنطقة، وفي العراق ولبنان خاصة. ولذا فأن المهمة تستدعي، العمل الجاد، المثابر، والواعي لاجتثاث جذور الفكر الجهادي، وتجفيف منابع التطرف الذي يفرّخ الإرهاب. وندعو من القلب بالنصر لكل من ليبيا وتونس والسودان والعراق واليمن وبالتأكيد سوريا.


(الأهرام المصرية)