شهد المؤتمر الصحفي الذي عقده الفريق سامي
عنان الرئيس السابق لأركان القوات المسلحة يوم الخميس وأعلن فيه عدم خوضه انتخابات
الرئاسة المقبلة مواقف طريفة وأخرى أثارت سخرية النشطاء والمتابعين للشأن
المصري.
وأعلن عنان خلال المؤتمر تراجعه عن فكرة الترشح للانتخابات، مؤكدا أن قراره جاء "إعلاء للمصلحة العليا للبلاد وإدراكاً منه للمخاطر التي تحيط بها".
ومن أكثر الأشياء التي أثارت تساؤل النشطاء وسخريتهم وجود عدد من الشخصيات المؤيدة لوزير الدفاع عبد الفتاح
السيسي في مؤتمر عنان.
بكري "ورا عنان"
وسخر نشطاء على مواقع التواصل الإجتماعى من تواجد الصحفي المقرب من القوات المسلحة مصطفى بكرى خلف عنان خلال المؤتمر، قائلين إن وقفة بكرى وراء عنان ذكرتهم بوقفة "الراجل اللي ورا عمر سليمان" فى خطاب تنحى الرئيس المخلوع حسنى مبارك.
وبينما رأى البعض أن بكري ربما يكون أحد أسباب تخلي عنان عن موقفه السابق بالترشح، سخر آخرون من ظهور بكري وراء عنان، فقال أحدهم: "هو مصطفى بكري كان واقف ورا عنان في المؤتمر الصحفي ليه؟ مثبته بالمطواة؟
ومن المعروف أن بكري من أشد المؤيدين للسيسي الذي كان قبل هذا المؤتمر منافسا لعنان على منصب رئيس الجمهورية.
بينما سخر أحد النشطاء قائلا: "عنان بيقول إن قرار انسحابه من انتخابات الرئاسة نابع منه وبدون أى ضغوط مع أن مصطفى بكرى واقف وراه"، بينما رد أحدهم: "مصطفى بكرى كأنه حاطط مسدس فى ظهر عنان، وعنان خايف وبيقول مش هترشح ومحدش هددني".
كما تهكم كثيرون على قيام بكري بالنظر بشكل متكرر إلى الورقة التى تحتوي البيان الذي ألقاه عنان، وقال أحدهم "بكرى بيراقب عنان عشان يتأكد أنه مبيقولش حاجة غير المكتوبة له".
وقال دكتور سيف الدين عبدالفتاح أستاذ العلوم السياسية في جامعة القاهرة على حسابه على تويتر "مصطفي بكري ? الراعي الرسمي للمرشح المحتمل المنسحب!!!"
الكهرباء مقطوعة
كما حدث انقطاع التيار الكهربي بشكل مفاجئ قبيل بدء المؤتمر الصحفى للفريق بدقائق، ما دفع الصحفيين ومراسلي القنوات الفضائية للاستعانة بكشافات الهواتف المحمول وبعض المولدات الكهربائية لتشغيل معداتهم.
وحاولت مديرة المكتب الإعلامى لعنان التخفيف عن الصحفيين وداعبتهم قائلة "دى مؤامرة علشان الفريق مايترشحش للانتخابات".
وبعد انقطاع التيار قرر عنان نقل المؤتمر إلى قاعة أخرى في أحد الفنادق بالقاهرة التي اكتظت بمراسلي وسائل الاعلام.
وأعلن المكتب الإعلامي لعنان، رفض الفريق تلقي أي أسئلة من الصحفيين خلال المؤتمر الصحفي وأنه سيلقي البيان المعد مسبقا فقط ويغادر القاعة، الأمر الذى أثار غضب الصحفيين.
وتأخر المؤتمر الصحفي عن موعده بنحو ساعتين، حيث قالت مصادر صحفية إن عنان التقى قبيل المؤتمر باللواء اركان حرب حسن الروينى عضو المجلس العسكري السابق، والصحفيين مصطفي بكري ومحمود مسلم وياسر رزق المقربين من القوات المسلحة الذين نجحوا في إقناعه بالتخلي عن خوض الإنتخابات وكتبوا له البيان الذي ألقاه في المؤتمر.
وكان عنان قد أعلن منذ ثلاثة أيام تعرضه لمحاولة اغتيال، لكن وزارة الداخلية نفت ذلك وقالت إن هذه الإدعاءات من عنان تأتي في إطار الدعاية الإنتخابية.
وشغل عنان رئاسة أركان الجيش خلال حكم الرئيس المخلو ع حسني مبارك، واستمر في منصبه بعد ثورة يناير حتى أطاح به الرئيس المنتخب محمد مرسي من منصبه بعد أقل من شهرين على توليه رئاسة الجمهورية وعينه مستشارا عسكريا له، وهو منصب شرفي دون أي مهام فعلية.
هرج ومرج
وسادت حالة من الفوضى الشديدة مؤتمر سامى عنان، بسبب ضيق قاعة المؤتمر وتكدس المصورين الصحفيين أمام المنصة التى ألقى من فوقها بيانه.
وبذل عنان ومنظمو المؤتمر جهودا مضنية لإعادة الهدوء إلى القاعة ومنع الصحفيين من التحدث وبالرغم من ذلك تعالت الأصوات طوال المؤتمر بشكل كبير.
وحتى أثناء إلقاء عنان بيانه ظلت الأصوات عالية وحاول عنان إسكات الصحفيين دون جدوى، وحدثت مشادات بين الصحفيين بعضهم البعض وكذلك بينهم وبين منظمي المؤتمر، وبالفعل هدد عنان الصحفيين بالانسحاب من المؤتمر بسبب حالة الهرج والمرج.
كما شهد المؤتمر موقفا عجيبا وغير معتاد، حيث صفق الحاضرون عند إعلان عنان عدم خوضه انتخابات الرئاسة في مشهد عجيب حيث من المفترض أن الحاضرون هم إما صحفيون محايدون لا يجب أن يعبروا عن رفضهم أو قبولهم للأمر، والآخرون هم أعضاء حملة عنان والذين يفترض أن يكونوا غير سعداء بهذا القرار.
بينما أعرب كثيرون عن دهشتهم من نبرة صوت الفريق سامي عنان الذي سمعه ملايين المصريين لأول مرة، وأكتشفوا أنه صوت حاد.
وبالرغم من شغل عنان لمناصب كيبرة، ولعبه أدوارا بارزة في الحياة السياسية المصرية إلا أنه لم يجرى أحاديث صحفية أو لقاءات مع وسائل الإعلام ما جعل الكثيرون يتفاجئون بصوته خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده الخميس، ما دفع كثيرين إلى القول إنه أول وآخر مؤتمر صحفي لعنان.