صحافة دولية

الغارديان: تعاون أمريكي- سعودي بحملة "جنيف حوران"

أفراد من الجيش الحر - (أرشيفية)
قالت صحيفة "الغارديان" البريطانية إن خطة جديدة تظهر لإجبار الرئيس السوري بشار الأسد على التنحي عن السلطة، بالإشارة إلى عدة تقارير من الأردن وإسرائيل ودول الخليج والولايات تفضي عن جهود سرية لفتح "الجبهة الجنوبية" ضد نظام الأسد.

وقال معد التقرير سايمون تسيدال إن هذه الجهود تأتي بعد أشهر من حالة الجمود التي اعترت جبهة القتال. 

وأضاف أن "من أهم ملامح هذه الجهود هي تسليح وتدريب الجماعات السورية المقاتلة التابعة للجيش السوري الحر، والتي تعاني من تفكك وانشقاقات دائمة". 

وقال إن المبادرة التي يتم تداولها في المنطقة جاءت نتاجا للمحادثات السرية التي جرت بين مستشارة الأمن القومي الأمريكية سوزان رايس، والأمير محمد بن نايف وزير الداخلية السعودي المسؤول عن الملف السوري والبرنامج السري لدعم المعارضة السورية المسلحة. 

وأشار الكاتب إلى المعلق المقرب من الأوساط السياسية الأمريكية ديفيد إغناطيوس، والذي كتب في صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية عن اجتماع لمسؤولي الاستخبارات في المنطقة من الأردن وقطر وتركيا وغيرها من دول المنطقة وتشاوروا في التركيز "على جهود قوية" لدعم المعارضة.
 
ويقول تسيدال إن اللقاء تم ربطه بحملة الجبهة الجنوبية التي أعلن عنها المقاتلون السوريون هذا الشهر، وبدأت الحملة بعد أيام من تلقي الجيش الحر أموالا أمريكية لشراء الأسلحة قد تصل إلى 31.4 مليون دولار أمريكي، بحسب قادة في المعارضة.

فبعد تردد لتقديم الدعم خشية وقوع الأسلحة في أيدي جماعات معادية للولايات المتحدة، يقول التقرير أن الكونغرس الأمريكي أعطى موافقته على الدعم في جلسة مغلقة في كانون الثاني/ يناير، حيث وافق على إرسال الدعم المالي للجماعات المعتدلة في المعارضة السورية.

وسيعزز الدعم الأمريكي الجهود الخليجية لتمويل المقاتلين وعملياتهم في جنوب سوريا والتي تهدف للدفع باتجاه دمشق. 

وتم إنفاق أكثر من مليار دولار أمريكي منذ الصيف الماضي ومعظمها ذهب لشراء أسلحة.

وبحسب الصحيفة، يتم نقل الأسلحة لجنوب سوريا عبر الأردن، وتضم كما قيل أسلحة خفيفة ومتقدمة مثل صواريخ مضادة للدبابات، وبسبب التحفظات الأمريكية لا تضم هذه الشحنات صواريخ مضادة للطائرات المعروفة بـ"مناباد"، والتي يمكن أن تسقط مقاتلة عسكرية.

 وتتابع أن السعودية لديها ترسانة كبيرة من هذه الصواريخ، وترغب بتزويدها للمعارضة لكن الولايات المتحدة لا توافق على هذا.

وبحسب التقارير القائمة على تصريحات المسؤولين الرسمية وغير الرسمية فالهدف من الحملة الجديدة هو إخراج قوات الحكومة من درعا والقنيطرة والسويداء ما سيفتح الطريق أمام الزحف نحو دمشق. ويطلق على هذه الحملة اسم "جنيف حوران".

ويقول الكاتب إن التركيز على المنطقة الجنوبية  في سوريا جاء بعد سيطرة الجهاديين على شمال سوريا ومظاهر القلق الدولي من حضور الجماعات المرتبطة بالقاعدة في هذه المناطق.

وتتحدث التقارير الصحافية عن خطط عمليات وفتح خطوط إمداد وأساليب قتالية للحملة الجديدة التي تشرف عليها "غرفة العمليات المركزية" في عمان، والتي يعمل فيها ضباط يمثلون 14 دولة تشمل الولايات المتحدة، بريطانيا وإسرائيل ودول عربية معارضة لنظام الأسد. 

ولم تعترف أي من الدول العربية التي لديها مخابرات وعسكريين يعملون في مركز قيادة العمليات بشكل علني بوجود المركز، ولكن المركز أصبح سرا معلنا ويعرف الجميع بوجوده، بحسب الصحيفة الإماراتية.

وتختتم الصحيفة "وبغض النظر عن مدى دقة التقارير، فهي صورة عن التعاون الأمريكي- السعودي الجديد في وقت تحضر فيه الرياض لاستقبال الرئيس باراك أوباما في وقت لاحق من هذا الشهر، في زيارة يتوقع منها تصحيح مسار العلاقات بين البلدين التي تأثرت بسبب إيران وتردد الولايات المتحدة بضرب النظام السوري بعد الهجمات الكيماوية على الغوطة الشرقية في آب/ أغسطس العام الماضي"، على حد قول الصحيفة.