سياسة عربية

الإفتاء الأردنية ترفض سحب الوصاية الأردنية عن الأقصى

المسجد الأقصى (أرشيفية) - الأناضول
رفض مجلس الإفتاء والبحوث والدراسات الإسلامية في دائرة الإفتاء العام الأردنية، الاثنين، تقسيم المسجد الأقصى المبارك وتهويده، والتهديد بسحب الوصاية الأردنية عنه معتبرا أن ما تقوم به إسرائيل عمل "استفزازي لمشاعر المسلمين وذلك من خلال أعمالها التصعيدية".

وأكد المجلس في بيان له وصل "عربي 21" نسخة منه، أن الوصاية على المسجد الأقصى هي حق للمسلمين ممثلة بالأردن، "التي استمدت وصايتها على المقدسات بحكم إرثها التاريخي واتفاقية الوصاية الموقعة مع السلطة الفلسطينية، وليس مع سلطات الاحتلال التي لا نقر أي تصرف لها في هذا الموضوع، ولا يجوز التفريط بهذه الولاية على المقدسات أو التنازل عنها".

ومن جهته، اعتبر الخبير  في شؤون القدس جمال عمرو أن بحث إسرائيل إصدار تشريع ينهي الوصاية الأردنية على المسجد الأقصى، يأتي بمثابة محاولة إنهاء ارتباط العرب والمسلمين بالقدس، ومقدمة لاعتداءات جديدة من بينها تقسيم المسجد الأقصى زمانيا ومكانيا.

وأضاف عمرو أن "بحث البرلمان الإسرائيلي لمشروع قرار بتحويل المسجد الأقصى للسيادة الإسرائيلية، وسحب الوصاية الأردنية عنه مؤشر خطير على حجم الاعتداءات التي يخطط لها الاحتلال ورسالة للعرب والمسلمين، أن السيطرة والسيادة اليوم لإسرائيل على المسجد الأقصى من خلال سياسة فرض الأمر الواقع في القدس".

وأكد عمرو أنه وفي حال إقرار الاحتلال لهذا القانون فسيتم تقسيم الأقصى بشكل رسمي وعلى طريقة مشابهة لما جرى في المسجد الإبراهيمي بالخليل، وستقام صلوات جماعية لليهود في أماكن محددة داخل المسجد الأقصى، وفي أوقات معينة وسيمنع المسلمون من التواجد في المسجد الأقصى هذه الأوقات، وفي الأماكن التي يخطط الاحتلال للسيطرة عليها ضمن خطوات تدريجية يتبعا الاحتلال في عملية تهويدية مدروسة للقدس والمسجد الأقصى.

ولفت إلى أن إنهاء الوصاية الأردنية على المسجد الأقصى "يعني إنهاء الارتباط العربي والإسلامي  له، وإلغاء أي إمكانية لتوجه الأردن لمحاكم دولية أو محلية لمعاقبة إسرائيل على انتهاكاتها بحق الأقصى وتحييدها عن دورها الذي حددته اتفاقية السلام".

وحول موقف مجلس النواب الأردني من بحث مشروع القانون الذي دعا إلى إلغاء اتفاقية التسوية بين الأردن وإسرائيل، والمعروفة باسم "وادي عربة " وسحب السفير الأردني، اعتبر عمرو أن هذا يدلل على أن "حالة السلام القائمة باهته ورسمية، ولا يمكن للشعب الأردني وقواه الحية أن تمرر هذه قرارات". 
 
وشدد الخبير المقدسي على أن الاحتلال استبق مشروع القرار قبل بحثه بخطوات تصعيدية منذ عام 2009 باقتحامات متكررة، وأصبحت الآن بشكل شبه روتيني ويومي، ويعلن عنه في الصفحات والمواقع الإسرائيلية وإجراءات تمهيدية لخطوات خطيرة قد يتخذها الاحتلال ضد أي تواجد بالمسجد الأقصى.

وكان نواب في الكنيست الاسرائيلي حاولوا، الأحد، استصدار تشريع ينهي الوصاية الدينية الأردنية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس الشريف والمسجد الأقصى.

وجاء في نص اتفاقية السلام بين إسرائيل والأردن المعروفة باسم "وادي عربية" المادة (9) أن "إسرائيل تحترم الدور الحالي الخاص للمملكة الأردنية الهاشمية في الأماكن الإسلامية المقدسة في القدس".

وفيما يلي نص البيان:

قرار مجلس الإفتاء والبحوث والدراسات الإسلامية رقم (4 /2014)
في استنكار محاولات الاحتلال إلغاء الوصاية الأردنية على المسجد الأقصى المبارك
 
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:
فإن مجلس الإفتاء والبحوث والدراسات الإسلامية في جلسته الثالثة المنعقدة يوم الاثنين (17/ربيع الثاني/1435هـ)، الموافق (17/2/2014م) نظر في قضية المسجد الأقصى، وما يتعرض له من أخطار، فأصدر البيان الآتي:

جعل الله تعالى للمسجد الأقصى مكانة مميزة في قلوب المسلمين تنبع من صميم عقيدتهم، فهو أولى القبلتين وثاني المسجدين الشريفين وثالث الحرمين، ومسرى رسول الله صلى الله عليه وسلم، إليه تشد الرحال وتهوي الأفئدة، وتضاعف الأجور، قال صلى الله عليه وسلم: «لاَ تُشَدُّ الرِّحَالُ إِلاَّ إِلَى ثَلاَثَةِ مَسَاجِدَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ، وَمَسْجِدِ الرَّسُولِ صلى الله عليه وسلم، وَمَسْجِدِ الأَقْصَى» متفق عليه.

وإننا بمجلس الإفتاء في هذا البلد المسلم العربي، الذي يتمتع بقيادة هاشمية، دأبت على عمارة الأقصى والدفاع عنه، انطلاقا من عقيدة الإسلام التي ربطت المسلمين جميعاً بالمسجد الأقصى ربطاً عقائدياً، لا يتغير بتغير الأشخاص والأزمنة - لنؤكد رفض ما يقوم به العدو الصهيوني الغاشم من استفزاز مشاعر المسلمين بأعماله التصعيدية الرامية إلى تقسيم المسجد الأقصى المبارك وتهويده، والتهديد بسحب الوصاية الهاشمية عليه، قال تعالى: (وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا أُولَئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَنْ يَدْخُلُوهَا إِلَّا خَائِفِينَ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ) البقرة/114.

إننا نحيي صمود إخواننا المرابطين في الأراضي المقدسة، ونعتز باستبسالهم ودفاعهم عن القدس والمقدسات، وندعـو الله بصدق أن ينصرهـم ويثبت أقدامهم.

والواجب الشرعي على المسلمين في هذا العصر، شعوبا وقيادات وحكومات وأصحاب فكر ورأي أن يدافعوا عن المسجد الأقصى مما يحيط به من أخطار وما يتعرض له من انتهاكات. وإننا نؤكد أن الوصاية على المسجد الأقصى هي حق للمسلمين ممثلين بالقيادة الهاشمية التي استمدت وصايتها على المقدسات بحكم إرثها التاريخي واتفاقية الوصاية الموقعة مع السلطة الفلسطينية وليس مع سلطات الاحتلال التي لا نقر أي تصرف لها في هذا الموضوع، ولا يجوز التفريط بهذه الولاية على المقدسات أو التنازل عنها.

نسأل الله العظيم أن يقيل عثرتنا ويحقق آمالنا، ويرزقنا النصر والعزة والظفر على أعدائنا، وأن يرد مقدساتنا، وما ذلك على الله بعزيز. والحمد لله رب العالمين.