سياسة عربية

براميل النظام تقتل 72 سوريا و"الائتلاف" في موسكو

جانب من الدمار الذي خلفته براميل النظام المتفجرة في حلب - ا ف ب
تلبية لدعوة رسمية روسية يستعد وفد يمثل الائتلاف الوطني السوري لقوى الثورة والمعارضة، للسفر صباح الاثنين إلى العاصمة الروسية موسكو.

وسيلتقي الوفد الذي يرأسه رئيس الائتلاف أحمد الجربا، برئيس الوزراء الروسي سيرغي لافروف يوم الثلاثاء.

وتأتي الزيارة، بحسب ما أفادت به مصادر في الائتلاف لـ"عربي 21"، استجابة لدعوة وجهها وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إلى الجربا نهاية السنة الماضية، واستكمالاً لما جرى في مؤتمر "جنيف2" الذي انتهى يوم الجمعة الماضي، دون أي نتيجة تُذكر بحسب مهندسه الموفد الدولي الأخضر الإبراهيمي.

ورغم أن الروس أبدوا بعض الليونة في "جنيف 2"، وكرروا مواقفهم السابقة بعدم تمسكهم ببشار الأسد، إلا أن البعض ما يزال يرفض حتى مجرد الجلوس معهم، بحسب المصادر نفسها.

وكتب عضو وفد الائتلاف إلى "جنيف 2"، برهان غليون على صفحته الشخصية في "فيس بوك": "لا أعتقد أننا سننجح في إقناع الروس، لكن واجبنا أن نحاول. مطالب الروس غير معلنة لكنها كبيرة.
هم بالتأكيد على استعداد للتخلي عن حكم الأسد، وهم لا يخفون ذلك، لكن فقط عندما يضمنون الحصول على حكم عسكري يتعاون بشكل رئيس معهم".

وختم غليون تعليقه بقوله: "الحوار معهم لن يكون سهلا بأي شكل".

ميدانيًّا..

ارتفع عدد القتلى جراء إلقاء طائرات النظام السوري براميل متفجرة على مدينة حلب، شمال سوريا، إلى 72 شخصا.

وأشارت المنظمة السورية لحقوق الإنسان، أن 72 شخصا بينهم 9 أطفال و13 سيدة، قتلوا في مناطق طريق الباب، وباب النيرب، وحي السكري وميسرة، بمدينة حلب، نتيجة إلقاء مروحيات تابعة لنظام بشار الأسد، المتواصل للبراميل المتفجرة، طوال يوم الأحد.

وكان قد لقي 53 شخصاً مصرعهم، جراء انفجار برميل متفجر، ألقت به إحدى مروحيات النظام السوري، على مدينة حلب شمال سوريا، في وقت سابق الأحد.

وأوضح عدد من الناشطين في مدينة حلب، أن القصف أدى إلى دمار واسع في المناطق المذكورة، وأن الأهالي سارعوا إلى إنقاذ المصابين، وانتشال العالقين تحت الأنقاض بالوسائل المتاحة.

وأضاف الناشطون، أن سكان مدينة حلب، يحاولون مغادرة المدينة، وأن مروحيات النظام، تلقي يومياً مابين 20 و30 برميلاً متفجراً، على الأحياء المدنية التي تسيطر عليها المعارضة.

من جهته، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان ومقره بريطانيا، إن أكثر من مئة حالة إنسانية أخرجت الجمعة، من مخيم اليرموك في دمشق عن طريق الهلال الأحمر الفلسطيني والكوادر الإسعافية، ونقلوا إلى مستشفى يافا التابع للهلال الأحمر وعدة مراكز صحية حكومية أخرى.

وقال المرصد إن اشتباكات عنيفة يشهدها حي جوبر في العاصمة، وغارات جوية بالبراميل المتفجرة استهدفت مناطق في ريف دمشق وحلب، وإن قصفا استهدف أيضا مناطق عدة في ريف حماة وريف اللاذقية.

وأفاد المرصد بأن 46 شخصا قتلوا إثر غارة بالبراميل المتفجرة، شنتها مروحيات تابعة للجيش السوري في مدينة حلب.

من ناحية أخرى، ذكر اتحاد التنسيقيات المحلية للثورة السوريّة، أن مروحيات النظام تمطر منطقة "داريا" في مدينة دمشق، بوابل من البراميل المتفجرة، وأن عدد البراميل التي ألقيت اليوم، وصل إلى 12 برميلاً متفجراً.

وأضاف اتحاد التنسيقيات، أن الهجمات التي شنتها قوات النظام على المنطقة، أدت إلى دمار واسع في المنازل والأحياء السكنية، وأن المنطقة التي تتعرض لحصار مطبق من قبل قوات النظام، تتعرض لكارثة إنسانية رهيبة.

بان كي مون يحث طرفي النزاع في سوريا على التفاوض بصدق وجدية

حث الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون طرفي الصراع في سوريا على بدء الجولة الجديدة من المحادثات المقررة بينهما في العاشر من الشهر الجاري بنوع من الصدق والجدية والاستعجال على حد وصفه.

وحذر الأمين العام من أن أيا من الطرفين لا ينبغي أن يستخدم المفاوضات كتكتيك لإطالة أمد القتال.

شهر من المعارك الدامية

وأفاد رامي عبد الرحمن رئيس المرصد السوري، بأن عدد ضحايا الحرب الأهلية في سوريا تخطى الـ136 ألف قتيل حيث كان شهر كانون الثاني/ يناير، أحد أكثر الشهور دموية منذ بدء الصراع.

وأضاف أن من بين القتلى 48 ألف مدني بينهم نحو 7300 طفل.

وأشار إلى أن أعداد القتلى قد يفوق هذا الرقم، بسبب السرية التي تفرضها الجماعات "المتشددة" والحكومة على أرقام الضحايا.

وبلغ عدد القتلى في كانون الأول/ ديسمبر نحو 130 ألفا و433 قتيلاً، لكن ارتفاع وتيرة العنف منذ ذلك الوقت أودى بحياة قرابة ستة آلاف شخص.

وكانت فاليري أموس مسؤولة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، قالت إنها تشعر بالإحباط لأن الحكومة والمعارضة السوريتيين فشلتا في التوصل إلى اتفاق خلال مؤتمر "جنيف2" لوقف الأعمال العدائية، بهدف إتاحة الفرصة لوصول المساعدات إلى السكان المحتاجين في المناطق المنكوبة.

وأضافت أموس، أن أكثر من ثلاثة ملايين شخص لا يزالون عالقين في المناطق التي تشهد قتالا عنيفا بين الطرفين، أو تلك التي تخضع للحصار، بما في ذلك المدينة القديمة من حمص.

وقال ناشطون إن نحو ألفي شخص قتلوا منذ بدء المؤتمر.

وتبادلت المعارضة والحكومة الاتهامات حول الفشل في تحقيق أي تقدم خلال المؤتمر الدولي، حيث سعت المعارضة إلى تناول قضية انتقال السلطة وتنحي الأسد بينما أصر النظام على أن الخطوة الأولى يجب أن تتمثل في مناقشة الإرهاب.