صحافة عربية

استنفار بذكرى 25 يناير.. ودعوة لتفكيك آلة القمع

الصحافة المصرية - الصحافة المصرية الثلاثاء
 هيمنت الاستعدادات لإحياء الذكرى الثالثة لثورة 25 يناير على المشهد الصحفي بمصر الثلاثاء 21 كانون الثاني/يناير 2014.

وتصدرت معظم الصحف الأنباء والتصريحات والتقارير التي تتناول هذه المناسبة.. في وقت كشفت فيه صحيفة "الشعب" المعارضة عن أن خطة الثوار في 25 يناير تستهدف تفكيك آلة القمع، وأن الكر والفر هو قانون الثورة حتى سقوط الانقلاب.
 
وسلطت إحدى الصحف الضوء على لقاءات جمعت في خلال الفترة الماضية بين الكاتب الصحفي محمد حسنين هيكل، وقائد الانقلاب وزير الدفاع عبدالفتاح السيسي.. فيما روجت صحف لمؤامرات كاذبة نسبتها إلى جماعة "الإخوان المسلمين"، وحركة " حماس"، ودول عربية (قطر وليبيا) لارتكاب أعمال إرهابية في ذلك اليوم.. ربما بهدف تبرير أي عنف قد تلجأ إليه سلطات الانقلاب في مواجهة الزخم الشعبي المتوقع في كانون الثاني/ 25 يناير الجاري.
 
هذا في وقت حاولت فيه الحكومة المؤقتة استغلال المناسبة للدعاية لما تعتبره "إنجازات" حققتها في خلال الأشهر الستة الماضية.
 
استنفار قبل 25 يناير
 
البداية من جريدة "الشروق" التي جاء مانشيتها: "مصر تدخل حالة استنفار قصوى قبل 25 يناير..الحكومة تستعد للاحتفال في التحرير.. والإخوان تتوعد باحتلال الميادين والأحزاب تنقسم.. وزير الداخلية: خطة لتأمين الأقسام والسجون بالأسلحة الثقيلة".
 
وفي التفاصيل: كشفت "الشروق" عن أن الحكومة أعلنت تشكيل لجنة وزارية مصغرة برئاسة مجلس الوزراء، وعضوية وزراء التنمية المحلية والتضامن الاجتماعي والإسكان والشباب للإشراف على الفاعليات الخاصة بذكرى الثورة، ونتيجة الاستفتاء على الدستور.
 
وقالت مصادر بمجلس الوزراء إن الحكومة ستعرض على الشعب كشف حساب عن عملها خلال الأشهر الستة الماضية خاصة في محور العدالة الاجتماعية، وإعانة الفئات محدودة  الدخل، وقرارات برفع الحد الأدنى للأجور إلى 1200 جنيه شهريا، وزيادة معاش التضامن الاجتماعي، باعتبارها إنجازات لثورة يناير.
 
وزعمت الجريدة أن "جماعة الإخوان وحلفاؤها واصلوا الاستعداد لذكرى 25 يناير، وسط موجة تحذيرات من استهداف قوات الأمن بمجموعة من الخطط التي تنشرها قواعد الجماعة لتحويل البلاد إلى ساحة تظاهر، والزحف لاحتلال الميادين بدءا من بعد غد 23 يناير مع تهديدات ما يُسمى بتحالف دعم الشرعية بإخراج الأمور عن السيطرة"، بحسب الصحيفة.
 
تسخين.. وتلفيق
 
في مقابل اللغة الهادئة التي اتبعتها "الشروق"، لجأت كل من صحف: "المصري اليوم" و"الوطن" و"اليوم السابع" إلى التسخين والإثارة، فجاء مانشيت "المصري اليوم" كالتالي: "25 يناير".. الداخلية تنسق مع الثوار وتتوعد الإخوان"، وذلك مع صورة تبرز ما اعتبرته الجريدة: "عرض الاستعدادات القتالية للداخلية".
 
وقالت "المصري اليوم": "بدأت الحكومة والقوى السياسية استعداداتها للاحتفال بالعيد الثالث لثورة 25 يناير السبت المقبل وسط دعوات للاحتفال في ميادين مصر، ومخاوف من لجوء جماعة الإخوان وأنصارها لارتكاب أعمال عنف ضد المشاركين في الاحتفالات أو المنشآت الأمنية"، بحسب مزاعم الجريدة.
 
أما جريدة "الوطن" فجاء مانشيتها كالتالي: "قنابل القسام وإسرائيل في قلب القاهرة..التنظيم الدولي يكلف حماس وإخوان ليبيا بتجهيز السلاح لـ 25 يناير.. والشرطة تضبط مجموعة خططت لاغتيال مرسي"!
 
وفي تفسير هذا "المانشيت" -الذي يضع حماس وإسرائيل بشكل خبيث في سطر واحد- قالت "الوطن": "بدأ العد التنازلى للمواجهة المرتقبة بين الإخوان ومصر فى الذكرى الثالثة لثورة 25 يناير حيث كشفت مصادر إخوانية بارزة إن اجتماع التنظيم الدولى الذى عقد بأحد الفنادق بضاحية قمرت بتونس العاصمة قرر تكليف حركتى حماس وإخوان ليبيا بإمداد إخوان مصر بالأسلحة، والمشاركة في اقتحام السجون خلال ذكرى الثورة، وتوجيه ضربات للجيش في سيناء"!
 
وأضاف التقرير (الأمني الملفق): "إنه جرى الاتفاق في تونس على ما يسمى إنشاء "الجيش الحر" في مصر بمبلغ عشرة ملايين دولار". 
 
في السياق نفسه، جاء مانشيت "اليوم السابع"، بتأثير أصابع مخابراتية أمنية عبثت فيه، كالتالي: "اليوم السابع" ترصد طرق هروب "زعماء الإرهاب" خارج مصر.. التعاون مع تجار المخدرات والسلاح للعبور إلى ليبيا والسودان.. ومصدر ليبي: الطائرات القطرية تهبط في  "مصراتة" دون علم الحكومة"!
 
في "المانشيت" الثاني للصحيفة نفسها قالت "اليوم السابع": "مفاجأة تقلب الموازين.. الرئيس قد يعلن الانتخابات البرلمانية أولا.. بيان رئاسي بعد 25 يناير لحسم خارطة الطريق.. وأنباء عن تعديلات وزارية لتقوية المجموعة الاقتصادية.. السيسي التقى هيكل وناقشا التحديات الخارجية والداخلية والفريق يدرس موقفه من الترشح بعد الاحتفالات".
 
وكشفت الجريدة هنا عن أمر مهم هو أن "الفترة الأخيرة شهدت لقاءات عدة جمعت بين المفكر الكبير محمد حسنين هيكل والفريق أول عبدالفتاح السيسي، وأن معظم المناقشات بينهما كانت حول المرحلة الانتقالية، وأفضل السبل لتنفيذ خارطة الطريق".
 
دعاية لسلطة الانقلاب وضد مؤيدي الشرعية
 
حاولت صحف مصرية عدة الصادرة  الثلاثاء استغلال مناسبة الاستعداد للاحتفال بذكرى ثورة 25 يناير في الدعاية الإيجابية لسلطات الانقلاب، والسلبية بحق مؤدي الشرعية، وجماعة "الإخوان المسلمين".
 
فقد أبرزت اعتبار الحكومة 25 يناير إجازة بأجر كامل (الجمهورية).. وركزت على التصريحات المهددة الصادرة من قبل وزير الداخلية بحق مؤيدي الشرعية، إذ جاء في "اليوم السابع" هذا العنوان: "الإرهابية تهدد بالتخريب في ذكرى 25 يناير.. والقوى تحشد للاحتفال".. وفي "الوفد": "الداخلية توجه إنذارا شديد اللهجة لـ"الإرهابية".. إبراهيم: أسلحة ثقيلة بالأقسام ومنشآت الشرطة.. و"اللي عايز يجرب ييجي".
 
وفي (الأهرام): "وزير الداخلية: لن نسمح للإخوان بإفساد احتفالات 25 يناير".. وفي "الجمهورية: "وزير الداخلية يحذر الإخوان: مخططاتكم لإفساد الاحتفال بثورة يناير.. مكشوفة".
 
وفي "الأخبار": "وزير الداخلية : الأقسام والسجون مؤمنة.. "واللي عايز يجرب يقرب".. ضبط 14 إرهابيا من مصر وحماس خططوا لتنفيذ تفجيرات في احتفالات 25 يناير". وفي "الدستور": "25 يناير الجاري هو احتفال بذكرى الثورة تحت حماية الشرطة"!
 
تفكيك آلة القمع
 
في المقابل، كانت جريدة "الشعب" المعارضة، الوحيدة بين الصحف المصرية التي نقلت وجهة نظر مؤيدي الشرعية، ورافضي الانقلاب، إذ صدر عددها الثلاثاء بعناوين عريضة تقول: "خطة 25 يناير 2014: تفكيك آلة القمع..والكر والفر قانون الثورة حتى سقوط الانقلاب.. أمريكا شريك مباشر في إبادة الشعب المصري.. والعسكريون والدبلوماسيون الأمريكان غير مرغوب فيهم على أرض مصر..عودة تدفق السلاح الأمريكي لمساندة الانقلاب.. والأباتشي لضرب أهالي سيناء ".
 
وكتب رئيس تحرير الجريدة "مجدي أحمد حسين" مقالا قال فيه: "الثورة تعرضت للضغط في المركز (العاصمة) فتمددت إلى الأطراف (القرى والمراكز وعواصم المحافظاات).. واليوم بعد الحشد والتعبئة تقوم بموجة ارتدادية (تسونامي) على المركز.. الهدف الأول تصعيد عملية تفكيك آلة القمع.. وليس احتلال ميدان معين أو اعتصام دائم.. سيظل الكر والفر قانون هذه المرحلة، وحتى سقوط الانقلاب".
 
قلب حقائق مظاهرات الطلاب
 
في سياق غير بعيد، لجأت صحف الانقلاب كالعادة إلى قلب الحقائق، وتشويه صورة معارضي الانقلاب، ونسبة الإرهاب إلى طلاب الجامعات في احتجاجاتهم السلمية. إذ زعمت "الوطن" أن: "طلاب الإرهابية يتوعدون بحرق جامعة القاهرة ..والأمن يطردهم من رابعة".
 
وقالت "الأخبار": "الإخوان يهاجمون جامعة المنصورة بالخرطوش.. وهدوء بجامعتي الأزهر وعين شمس ". وأشارت "الجمهورية" إلى: "ضبط 12 طالبا إخوانيا بالمنصورة في اشتباكات مع قوات الأمن".
 
وفي السياق الدعائي لسلطات الانقلاب أيضا جاء هذا الخبر في "الجمهوررية": "ثالث استجابة لمبادرة السيسي: 4 قبائل بسيناء تسلم كميات هائلة من الأسلحة للجيش".. بينما جاء هذا الخبر في "الأهرام": "إحالة مخالفات نقابة المهندسين للنيابة العامة".. وفي "الوطن": "لجنة لإدارة انتخابات المهندسين وخلوصى يطعن على سحب الثقة".
 
كما شنت جريدة "التحرير" حملة على قناة "الجزيرة" الفضائية.. فقالت: "التحرير تنشر أخطر تحقيق أمريكي عن القناة القطرية.. كيف تستفيد واشنطن من قناة الجزيرة؟".
 
دعاية للرئيس والحكومة المؤقتين
 
في هذا السياق جاءت الإشارة إلى زيارة الرئيس المؤقت إلى اليونان. فقالت "الأهرام" في مانشيتها اليوم: "قمة مصرية يونانية بأثينا.. الاتفاق على الحل السياسي في سوريا ومواجهة الإرهاب والتطرف".. وفي "اليوم السابع: "الرئيس في اليونان بأول زيارة لدولة أوروبية.. عدلي عقد مباحثات مع رئيس وزراء اليونان لدعم العلاقات بين البلدين".. وفي "الأخبار": "الرئيس عدلي منصور في اليونان: مصر تسير على طريق تأسيس الدولة المدنية الحديثة".
 
وعلى المستوى الدعائي لحكومة الانقلاب، جاءت هذه الأخبار كذلك بصحف الثلاثاء:
 
·تطبيق الحد الأقصى والأدنى للأجور اعتبارا من أول يناير.(الوطن)
·أخيرا.. إقرار الحد الأقصى للأجور رسميا.. حظر زيادة مجموع ما يتقاضاه العامل على 35 مثلا للحد الأدنى.. أو 42 ألف جنيه شهريا. (الشروق ).
·المجموعة الوزارية الاقتصادية: لا تعديل لسعر ضريبة الأطيان الزراعية.(الأخبار)
·تثبيت 174 ألف معلم الشهر القادم (الأهرام)
·إنتاج 3 أنواع من حقن السرطان والفشل الكلوي محليا للمرة الأولى (الأهرام)
 
أخبار مهمة:
 
كما وردت في صحف الثلاثاء هذه الأخبار التي مثلت قاسما مششتركا بين العديد منها:
 
·حبس طاهر أبو زيد عاما وعزله من منصبه (الأخبار)
· القبض على قائد ألتراس أهلاوي بسبب "مجزرة بورسعيد"..التحقيق في بلاغ مقدم منذ عامين يتهمه بإلقاء الشماريخ على جمهور "المصري".(الشروق).
·معرض الكتاب غدا بمشاركة أكثر من 600 ناشر. (الأهرام)
·د.طه حسين شخصية عام 2014.. غدا افتتاح معرض الكتاب (الأخبار)
·الأخبار تكشف ثغرة في القانون تتيح دخول الأغذية الفاسدة (الأخبار)
·أزمة في مجلس الدولة بسبب تعيين المرأة قاضية (الأخبار)
·8 بؤر للحمى القلاعية والطاعون والجلد العقدي في 10 محافظات. (الوفد)
·الشبورة تقتل 28 شخصا في 3 حوادث (الشروق)
 
انفرادات صحفية:
 
أخيرا: انفردت صحيفة "الوفد" بنشر تقرير حول: "فتح باب الترشح للرئاسة بعد 18 فبراير.. ترشح السيسي مشروط بترك الدفاع والتسجيل بالجداول وضوابط لحماية المنصب من الإهانة".
 
كما انفردت "الوطن" بنشر تقرير بعنوان: "العليا للانتخابات تعقد مؤتمرا صحفيا خلال ايام لإعلان ترتيبات الرئاسية"..وكذلك ما نشرته "الوطن" بعنوان: "الأحزاب تنقسم حول إشراف حكومة الببلاوى على انتخابات الرئاسة والبرلمان".