مقابلات

منع أحد رموز التيار الجهادي من مغادرة الأردن

د. إياد القنيبي منع من مغادرة الأردن أثناء مغادرته من مطار عمان الدولي- أرشيفية
منعت الأجهزة الأمنية الأردنية، الداعية الإسلامي الدكتور إياد قنيبي من السفر إلى العاصمة القطرية الدوحة يوم الثلاثاء الماضي للمشاركة في حلقة "الاتجاه المعاكس" المخصصة للحديث عن الجماعات المقاتلة في سوريا. وقال الدكتور القنيبي لـ"عربي21"، إن الأجهزة الأمنية في مطار الملكة علياء قامت بسحب جواز سفره، ومنعته من السفر، وطلبت منه مراجعة دائرة المخابرات العامة، مع عدم ابداء أية أسباب لذلك.

ويُعتبر القنيبي أحد منظري التيار السلفي الجهادي، وتنظر إليه بعض الجماعات بكثير من الاحترام، وكان اعتقل شهورا عديدة في السجون الأردنية على خلفية ما قيل إنه دعم الجماعات الجهادية. وفي رده عن سؤال حول موقفه من الجماعات المقاتلة في سوريا، أكدّ أنه يقف منها موقف المسلم المحب المناصر الناصح لإخوانه، الذي يرى أن من واجبه تقديم النصح والإرشاد لهم جميعا، من خلال تعزيز الجوانب الخيرة فيها، ومعالجة الجوانب التي تحتاج إلى مناصحة. وأوضح أنه لا يتحزب لجماعة معينة أو اتجاه إسلامي ما، بل يرى نفسه لكل المسلمين، وأنه لا يحب أن يتقوقع في جزئية بعينها، فدعوته التي يؤمن بها شمولية. 
ورفض القنيبي في حديثه لـ"عربي21" وصفه بـ"منظر السلفية الجهادية"، لأنه يعتبر نفسه ناصحا وموجها ومحبا لجميع إخوانه المسلمين، وأنه يقدم لهم جميعا نصحه وإرشاده بما ينفعهم ويسدد عملهم، ويعينهم في مساعيهم الخيرة، ويعتبر نفسه أخا وناصحا لكل مجاهد ومدافع عن الأعراض والأموال والدماء.

 ورأى أن التصنيف نوع من الحصر الذي يُستخدم أحيانا لعزل شخص ما عن باقي الفئات وإشعارها بأنها غير مخاطبة بدعوته. وأشار إلى أن عددا من إخوانه المجاهدين ومناصريهم لا يفضلون أيضا التسمي باسم معين غير كونهم من عامة المسلمين. 

وفي تقييمه لدور الأمة الإسلامية في دعم الثورة السورية، والجماعات المقاتلة، انتقد الدكتور القنيبي تقصير الأمة الإسلامية في دعم الثورة السورية، والجماعات المقاتلة، ورأى أن على كل من يريد أن يتكلم عن الفصائل المقاتلة الحذر من الوقوع فيما يسيء إليهم، أو يساهم في تبرير مهاجمتهم، ومحاولة البطش بهم. 

وفيما يتعلق بالحديث عن أخطاء بعض الفصائل المقاتلة أوضح بأن ذلك يأتي في إطار المناصحة والدعم والتوجيه، عملا بحديث النبي عليه الصلاة والسلام "انصر أخاك ظالما أو مظلوما"، فإذا ظَلم فصيل ما في جانب ما، فإننا ننصره بوعظه وردعه، ونطالبه بالعدل والإحسان، والتزام حد الشرع فيما يفعل، وعلينا ألا ننسى في الوقت ذاته نصرة المجاهدين عندما يتعرضون للتشويه الإعلامي والتضييق الاقتصادي.  

 وحذر في السياق ذاته من قيام أي فصيل برفع السلاح في وجه مقاتلي أي فصيل آخر، واصفا ذلك بالعمل المدمر الذي يقود إلى نتائج وخيمة، وهو يؤثر سلبيا على مسار العمل القتالي ضد النظام، ويصب في مصلحة القوى المعادية للثورة السورية. 

وحول الخلافات الواقعة بين الجماعات المقاتلة في سوريا، وما يجري من مقارنات ومفاضلات بينها، لم يبد الدكتور اياد قنيبي رغبة في إجراء مفاضلة بينها عبر وسائل الإعلام، ورأى أن إثارة الموضوع في الإعلام ليس في مصلحة الثورة السورية، لافتا إلى أن المعالجة الصحيحة لتلك الخلافات ينبغي أن تكون في إطار المناصحة المخلصة، والتوجيه الأخوي الصادق.

وفي تعليقه على ما قاله زعيم جبهة النصرة أبو محمد الجولاني في مقابلة الجزيرة، أشاد القنيبي بنقاء منهج الجبهة وحسن أخلاق مقاتليها، وعلاقتها الطيبة مع الفصائل المقاتلة الأخرى، والتحبب إلى عامة الناس، وحسن إدارتها للمناطق المحررة التي تسيطر عليها.

أما فيما يتعلق بما قاله الجولاني من أن الجبهة لا تنوي الانفراد بصياغة مستقبل سوريا، وأنها لا تريد أن تحكم البلد بل تريد للشريعة أن تحكمه، رأى الدكتور القنيبي أن الجماعات الجهادية المقاتلة ليست شركات حماية خاصة، ينتهي دورها عند مرحلة التحرير، بل عليها أن تستمر في تعمير البلد وتنميته والعمل لإقامة شرع الله وتحكيمه في البلاد، مؤكدا أن المجاهدين لن يسمحوا لأنفسهم بترك فراغ سياسي ليحل فيه من لم يسهم في نصرة المسلمين بالشام وليروج لمفاهيم علمانية دخيلة تعيد الشام إلى حظيرة الرق الدولي.

وفيما يتعلق بمستقبل الثورة السورية، وفيما إذا كان يخشى من تكرار المشهد الأفغاني حينما اندلعت المعارك بين المقاتلين الأفغان بعد تحرير أفغانستان من الاحتلال الروسي، استحضر الدكتور القنيبي مقولة الخبير الاستراتيجي الأمريكي جراهام فولر: "ليس أضر على الإسلاميين من تجربة فاشلة في الحكم"، لافتا النظر إلى إفشال تجربة إخوان مصر في السلطة مؤخرا. 

وخلص إلى القول بأن الدول والقوى المعادية للثورة السورية، تريد إفشال تجربة العمل الجهادي في سوريا، حتى تشعر الشعوب الإسلامية باليأس من أية محاولة للتحرر من حياة الذل التي تعيشها، مبديا استبشاره بأن سوريا لن تعود إلى المربع الأول، لكنها تمر بمخاض عسير جدا تتخلله صعوبات كبيرة، تتمثل في مخططات القوى الإقليمية والدولية الساعية لإفشال تجربة المجاهدين في سوريا في ظل تقصير الأمة في دعمهم على حد قوله.