انتشرت الأجواء
الرمضانية في مهرجان القاهرة الدولي الرابع للتمور، الذي أقيم وسط العاصمة
المصرية القاهرة، بمشاركة العديد من العارضين من الوادي الجديد وأسوان وسيوة، الشهيرة بزراعة النخيل، وجميع أنواع
التمور، إلى جانب مشاركة بعض الدول العربية.
شاركت أعداد كبيرة من المواطنين والعارضين في المهرجان في ظل وجود أصناف مميزة من البلح والتمور بالتزامن مع قدوم شهر رمضان، حيث تعد أهم الأصناف على موائد الإفطار.
وتتميز مصر بزراعة وإنتاج أنواع خاصة من البلح، وهو البلح الجاف بأصنافه المختلفة، ويتم استخدامه منقوعا في اللبن قبل تناوله على موائد الإفطار، ويحتوي على فوائد غذائية كبيرة بسبب محتواه الغني بالألياف ويساعد على الهضم.
مشاركة واسعة قبل حلول رمضان
يقول الحاج فوزي أبو عميرة من محافظة أسوان، حيث شارك في المهرجان، إن "محافظة أسوان تشتهر بإنتاج أنواع خاصة من البلح، وبها أكثر من 3 مليون نخلة، وتنتج أكثر من 120 ألف طن من التمور الجافة ونصف الجافة بسبب بيئتها الحارة، وهي الأولى في إنتاج التمور أيضا".
وأضاف لـ"عربي21": "المشاركون في المهرجان يقدمون أنواعا مختلفة من البلح الجاف والتمور، ويتراوح أسعار البلح الجاف بين 30 جنيها و60 جنيها من بينها البرتمودي والسكوتي والقندلية، وملكابي وجندلية وزغلول وبلح أمهات".
وأشار إلى أن "مصر بها أكثر من 70 نوعا من التمور؛ بسبب تعدد بيئات الإنتاج مثل الوادي الجديد (جنوب شرقي البلاد)، سيوة ومطروح (غربي البلاد)، والجيزة، وتقل الأسعار في المهرجان عن السوق المحلي بنحو 25%".
أسعار التمور تقفز أكثر من 100%
تضم قائمة أصناف نخيل البلح في مصر أصنافا واسعة الانتشار مثل بلح أمهات، برمتوده، بنت عيشة، جندلية، حياين، ملكابي، صعيدي، سكويت، سيوي، زغلول، وأصناف منتشرة، مثل بلح عجلاني، عجوة، عمري، بيض الجمل، دجنة، حصاوي، حجازي، وأصناف نادرة، مثل بلح عينات، سنتراوي، الفالق، وأصناف نادرة جدا، مثل بلح إرغم غزال، غزال، صوابع العروسة، وردي، وأصناف متوطنة مثل بلح أبو تيده، أفراح، أغريب،، أملال، أغرم الصعيد ، إِغراون نحلوتن، المدينة، غزولي، حلو غانم".
في السنوات الأخيرة، يقول مالك أبو رية، أحد تجار التمور من محافظة الوادي الجديد: "دخلت أصناف دخيلة (عربية) إلى السوق المصري مثل خضري/ مجدول، صقعي، السكري، برحي، وبلح عنبره وهي الأغلى سعرا بسبب تكاليف النقل والاستيراد وجودته العالية".
بخصوص الأسعار هذا الموسم، أضاف لـ"عربي21" "أن الأسعار زادت بنسب مختلفة من 50% إلى 100% و 150% بحسب جودة الأنواع وانتشارها والإقبال عليها، بعض أنواع التمور المحلية زاد سعر الكيلو من 30 جنيها إلى 60 جنيها والمستوردة وصل بعضها إلى 300 جنيه و400 جنيه مثل المجدول، لكن الإقبال على الأنواع الأرخص سعرا".
بدوره، يقول أحد المتسوقين لـ"عربي21"، إن "الأسعار داخل المهرجان أقل بنحو 20% عن أسعار الشوادر والمعارض وأقل 30% عن أسعار المحلات التجارية والعطارة، وهي كثيرة جدا ومتنوعة ومحيرة أيضا بسبب كثرة العارضين".
مشيرا إلى أن "الغالبية تحرص على شراء كميات الشهر ولكن بأوزان أقل عن كل عام، وتتنوع بين البلح الجاف والتمور، لكنها أصبحت مكلفة بسبب الغلاء وارتفاع أسعار النقل، وتأثرت كثيرا بالوضع الاقتصادي، لكن لا غنى عن التمور في شهر رمضان؛ بسبب فوائده الكبيرة من ناحية، وكونه جزءا من مظاهر الشهر الكريم".
مصر الأولى عالميا والأقل تصديرا
وتعد مصر الأولى عالميا في إنتاج التمور بمعدل سنوي 1.8 مليون طن بنسبة 18% من الإجمالي العالمي، لكنها تحتل المرتبة الـ11 عالميا في تصدير التمور بقيمة بلغت 50 مليون دولار فى عام 2021، والأولى عربيا في إنتاج التمور بنسبة 23%، ولكن حجم الصادرات يسجل 2.7% من إنتاجها.
ويعاني قطاع تصنيع التمور من مشاكل سوء التخزين والهدر وغياب الدعم، ويصل حجم تصدير التمور 50 ألف طن فقط، وعدد المنشآت الصناعية لتصنيع وتعبئة التمور كنشاط رئيسي نحو 140 مصنعا قائما، على الرغم من أنها تمتلك 15.5 مليون نخلة بمتوسط إنتاجية 111 كيلوغراما للواحدة.