استعرض
تقرير لصحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، أوضاع
الأطباء في قطاع
غزة في ظل الحرب المستمرة لأكثر من 4 أشهر، وبات مصير هؤلاء الأطباء ما بين "النزوح أو الاحتجاز أو الموت".
وقال طبيب تخدير تحدثت معه الصحيفة، لكن رفض الكشف عن هويته خوفا على حياته؛ "إنه رأى القوات الإسرائيلية "تُخفي الأطباء" خلال مداهمات للمستشفيات المحاصرة والمنهارة في القطاع، موضحا أنه كان يخشى أن يتم اتهامه بدعم حركة حماس (المدرجة على قوائم الإرهاب الأمريكية".
وقرر الطبيب الفلسطيني، وهو أب لستة أطفال، الفرار من مستشفى ناصر في 26 كانون الثاني/ يناير الماضي، لينضم إلى الكثير من الأطباء النازحين أقصى جنوبي القطاع.
وذكر الطبيب من مدينة رفح: "كان هناك الكثير من الطلقات النارية والدمار، واضطررت إلى المغادرة لأن لدي عائلة كبيرة هناك مسؤول عنها".
وغادر الطبيب خان يونس رفقة ثلاثة من العاملين في القطاع الطبي، لكنه كان الوحيد الذي تمكن من الوصول إلى رفح، بحسب الصحيفة.
وذكر أن رحلة النزوح كانت "مرعبة، لدرجة أن زملاء الطبيب الثلاثة قرروا العودة إلى المستشفى"، موضحا أن أحدهما أصيب بالرصاص خلال عودته.
وقال شاندرا حسن، جراح السمنة المقيم في شيكاغو، الذي ذهب إلى غزة مع مجموعة "ميد غلوبال" الإغاثية للعمل تطوعا في مستشفى ناصر؛ إنه رأى "منطقة حرب"، حيث تعرض مجمع المستشفى لقصف مستمر وإطلاق نار وانقطاع في الاتصالات لأيام.
ووصف حسن الوضع بقوله: "معظم الأطباء نزحوا من مناطق أخرى في غزة. أرادوا تمضية بقية الوقت في خدمة مرضاهم. لا أمل لديهم في الخروج أحياء"، مشيرا إلى "أن ما كان يخيفهم بدرجة أكبر لم يكن الموت، بل الإذلال والإهانة حال اعتقلتهم القوات الإسرائيلية"، وفقا للصحيفة.
ومن بين الأطباء الذين اعتقلوا في غزة، محمد أبو سلمية، مدير مستشفى
الشفاء وذلك في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي.
وتحول مستشفى ناصر أحدث منشأة صحية، إلى ساحة للقتال في الحرب على غزة.
وحذرت وزارة الصحة في غزة، من أن تكدس النازحين في البرد "زاد من انتشار الأمراض التنفسية والجلدية وأمراض معدية أخرى، من بينها التهاب الكبد الوبائي".
وسبق أن أكدت منظمة الصحة العالمية، "أن التهاب الكبد الوبائي ينتشر في غزة، ناهيك عن انتشار اليرقان الناجم عن الالتهابات، وارتفاع حالات الإسهال لدى الأطفال، وكل ذلك يرتبط بسوء الصرف الصحي"، وفقا لليونسيف.
وفي 20 شباط/فبراير الجاري، أعلن برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، أنه أوقف مؤقتا تسليم المساعدات الغذائية إلى شمال غزة، حتى تسمح الظروف في القطاع الفلسطيني بتوزيع آمن.
وذكر البرنامج، "أن قرار وقف تسليم المساعدات إلى شمال قطاع غزة، لم يتم اتخاذه باستخفاف؛ لأننا ندرك أنه يعني تدهور الوضع أكثر هناك، وأن عددا أكبر من الناس سيواجهون خطر الموت جوعا".
وبينت الصحيفة، أن بعض الأطباء النازحين أقاموا عيادات مجانية في المخيمات والملاجئ للناس الذين فروا جراء الحرب، ومن بينهم طبيب التخدير الذي رفض الكشف عن هويته، وهو يعمل عدة أيام في الأسبوع بمستشفى النجار في رفح. وقال إن معظم المرضى الذين عاينهم يعانون من جروح بليغة، إذ يموت بعضهم لدى وصولهم.
ومن إحدى خيام النايلون في رفح، حيث هناك أكثر من 1.5 مليون شخص في المدينة الحدودية مع مصر، تساءل طبيب التخدير الذي رفض الكشف عن هويته: "لو حدث هجوم في رفح، أين يمكننا الذهاب؟".