سياسة تركية

رجل أردوغان "الأول" لمجابهة الزلازل.. من هو مراد كوروم المرشح لرئاسة بلدية إسطنبول؟

أعلن الرئيس التركي، كوروم مرشحا لرئاسة بلدية إسطنبول عن "تحالف الجمهور"- الأناضول
تصدر اسم السياسي التركي مراد كوروم، الأحد، جدول وسائل الإعلام ومنصات التواصل في تركيا إثر إعلانه من قبل الرئيس رجب طيب أردوغان، مرشحا لرئاسة بلدية إسطنبول عن "تحالف الجمهور" في الانتخابات المحلية القادمة.

وجاء إعلان كوروم مرشحا بعد أسابيع من التكهنات حول هوية المرشح الذي سيقع عليه اختيار الرئيس التركي لمنافسة أكرم إمام أوغلو، رئيس بلدية إسطنبول الحالي ومرشح حزب "الشعب الجمهوري" المعارض في الانتخابات المقبلة.



وأشارت وسائل إعلام تركية إلى أن اختيار كوروم، الذي شغل منصب وزير البيئة والعمران والتغير المناخي في حكومة أردوغان السابقة، جاء بناء على تجربته الواسعة في مجال التحول الحضري لمجابهة خطر الزلازل، في وقت تتواصل فيه المخاوف من زلزال مدمر متوقع أن يضرب إسطنبول، بعد كارثة زلزال شباط/ فبراير 2023، الذي ضرب جنوب تركيا وخلف عشرات آلاف القتلى والجرحى.

وقال الصحفي التركي عبد القادر سيلفي، في مداخلة عبر قناة "سي إن إن" النسخة التركية، إن أهم الأعمال التي سيضطلع بها مراد كوروم في حال تم انتخابه رئيسا لبلدية إسطنبول هو إعداد المدينة التركية لمجابهة خطر الزلازل.

محطات في حياة مراد كوروم
ولد مراد كوروم في السابع من أيار/ مايو عام 1976 في منطقة تشان كايا في العاصمة التركية أنقرة، وانتقل بعد أن أكمل تعليمه الثانوي في مسقط رأسه، إلى مدينة قونيا للدراسة في جامعة سلجوق في كلية الهندسة والعمارة، حيث تخرج من قسم الهندسة المدنية في عام 1999.

وحصل على درجة الماجستير في التحول الحضري في معهد جامعة أوكان للعلوم والتكنولوجيا، كما أنه عمل في العديد من المنظمات الخاصة بين عامي 1999 و2005.

وفي الفترة ما بين 2006 و2009، شغل كوروم منصب مدير فرع التنفيذ في الجانب الأوروبي من إسطنبول في مؤسسة الإسكان والتنمية العمرانية (توكي - TOKİ).

وتولى مهام عضو مجلس إدارة لشركة "إيملاك كونوت"، وهي شركة تابعة لشركة إدارة الإسكان الجماعي، خلال الفترة ما بين 2009 و2018، بحسب وكالة الأناضول.

وعام 2018، أصبح كوروم أول وزير للبيئة والعمران والتغير المناخي بعد تحول البلاد من نظام الحكم البرلماني إلى الرئاسي.

ولمع نجم كوروم عقب الزلزال المدمر الذي ضرب جنوب تركيا وشمال سوريا مطلع العام الماضي، وخلف مأساة إنسانية غير مسبوقة أسفرت عن مقتل وإصابة عشرات الآلاف، فضلا عن ملايين المواطنين الذي أصبحوا بلا مأوى بين ليلة وضحاها، إضافة إلى إعلان 11 مدينة تركية "منكوبة"، وقد كانت المباني التي عملت مؤسسة الإسكان والتنمية العمرانية "توكي" على إنشائها الأقل تضررا من الكارثة.

ومن أبرز المشاهد التي ساهمت في تصاعد شعبية كوروم، هي لحظة مواساته لمواطن تركي منكوب في منطقة الكارثة، حيث وثق مقطع مصور ضجت به مواقع التواصل حينها لحظات بكاء رجل تركي خلال حديثه مع كوروم عن معاملة أحزاب المعارضة التي وصفها بـ "السيئة" مع المنكوبين الموالين للحكومة، قائلا "أخذت منهم زجاجة ماء فقط، وقمت بتحويل ثمنها إلى الحساب البنكي لكمال كليتشدار أوغلو (الرئيس السابق لحزب الشعب الجمهوري المعارض)".


وكان كوروم ركز خلال عمله وزيرا للبيئة والتحضر وتغير المناخ، على تطوير المدن وجعلها قادرة على الصمود أمام الزلازل.

وعملت وزارة البيئة التركية في عهد كوروم، على تطوير المدن وجعلها قادرة على الصمود من خلال نهج حضري جديد كما أنها أعدت حملات إسكان اجتماعي مع "TOKI" للمواطنين ذوي الدخل المنخفض ليتمكنوا من امتلاك منازلهم الخاصة.

وأعادت الوزارة التركية بقيادة كوروم، بناء المباني المدمرة في عدد من الولايات المنكوبة، كما أنه تم خلال فترة توليه المنصب الحكومي إضافة 46 ألف مسكن منكوب للمدن مع مناطق التعزيز الاجتماعي.

وقامت فرق الوزارة، التي بقيت في منطقة الزلزال لمدة 58 يوما بعد الكارثة، بإنشاء أماكن إقامة مؤقتة لضحايا الكوارث وبدأت في بناء 180 ألف مسكن في حالة الكوارث، وفقا لوسائل إعلام تركية.

وعمل مراد كوروم أيضا على الترويج لـ"مشروع صفر نفايات"، الذي بدأ تحت رعاية زوجة الرئيس التركي، أمينة أردوغان، بحسب وكالة الأناضول.

وفي الانتخابات البرلماني والرئاسية عام 2023، التي أسفرت عن فوز أردوغان بولاية رئاسية ثالثة وتشكيل حكومة جديدة، انتُخب كوروم نائبا عن حزب العدالة والتنمية في إسطنبول، ليتولى منصب رئيس لجنة البيئة البرلمانية في البرلمان التركي.