صحافة دولية

كيف أعادت "طوفان الأقصى" القضية الفلسطينية إلى الأجندة الدولية؟

يدخل قطاع غزة في هدنة إنسانية لمدة أربعة أيام بعد حرب شرسة - منظمة الصحة العالمية
نشرت صحيفة الغارديان البريطانية مقالا عن أن السلام الدائم في غزة بات ممكنا، وأن الحرب في القطاع دخلت مرحلة جديدة.

وأشار المقال الذي كتبه رو كيبريك إلى أن الهدنة التي ستستمر أربعة أيام سيتم خلالها تسليم عشرات الأسرى، وستتيح الفرصة أمام المجتمع الدولي للعمل للوصول إلى سلام مستقر وقابل للاستمرار.

وأضاف أن عملية "طوفان الأقصى" في السابع من  تشرين أول/ أكتوبر، أعادت القضية الفلسطينية إلى الأجندة الدولية، وشكلت تحديا لفكرة أن النزاع القائم  يمكن أن يدار بتكلفة بسيطة. 

وتحدث عن أن فكرة "إدارة النزاع" عوضا عن حله تناسب بعض اللاعبين الدوليين المهمين، ففي الولايات المتحدة والمملكة المتحدة ثمة استعدادات لانتخابات ستجري العام القادم، وهما مشغولتان بأوكرانيا وبتأثير الحرب هناك على أسعار الطاقة. وفي هذه الأثناء لدى الدول العربية العديد من القضايا الداخلية التي تشغلها.

وفي ظل غياب إرادة أو قدرة حكومة الاحتلال الإسرائيلي والسلطة الفلسطينية على إحداث تغيير ذي مغزى ، فإن المجتمع الدولي بقيادة الولايات المتحدة, يمكن أن يدفع نحو حل للصراع. ولتحقيق ذلك ، يحتاج المجتمع الدولي إلى تعزيز عدة خطوات رئيسية.  

وتتمثل تلك الخطوات من وجهة نظر الكاتب في احتضان المباردة العربية للسلام من خلال حل الدولتين  والعمل على جدول زمني يمكن من خلاله تحقيقها، ويكون ذلك  عن طريق قرار من مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة (UNSC).

وقد يتطلب الأمر ممثلًا للعالم العربي مثل الإمارات العربية المتحدة لدعم الاقتراح في مجلس الأمن، وفي حال إغلاق هذا المسار ، فإن قمة السلام الإقليمية التي تعقدها الولايات المتحدة ستكون بديلاً مرضياً، وفق قوله. 

ويرى أنه من الضروري أن يقود بايدن اعتراف الولايات المتحدة والدول الكبرى الأخرى بدولة فلسطينية ، كجزء من عملية دبلوماسية شاملة، هذه الخطوة ستضمن عدم التراجع، وستغير الدينامية في غزة والضفة الغربية ، مما يجعل من الصعب على الاحتلال الإسرائيلي مواصلة ضمه الزاحف .  

علاوة على ذلك ، يمكن لمثل هذه الخطوة أن تعزز بايدن بشكل انتخابي ، مما يساعده على التعافي الدعم الذي فقده عند دعم العملية الإسرائيلية في غزة، وفق تعبيره. 

وتابع أن قيام دولة فلسطينية ستمكن اللعبة النهائية من اتخاذ الخطوة الحاسمة الثالثة من قبل المجتمع الدولي في صياغة نظام دولي فلسطيني مؤقت، بهدف واضح ومعترف به من أجل تحقيق حل الدولتين ، يمكن بعد ذلك تجنيد قوة دولية مستمدة من الدول العربية والغربية لتحل محل الجيش الإسرائيلي تدريجياً في غزة وتحمل المسؤولية عن جهود الأمن والتنمية.

إذا تم تحديد الطريق إلى حل الدولتين ، فستوافق الدول الأوروبية والعربية على الاستثمار في بناء البنية التحتية المادية والمؤسسية لما أسماه بايدن السلطة الفلسطينية التي أعيد تنشيطها ,التي  تقود الطريق إلى دولة فلسطينية.

مشيرا إلى أنه لا أحد يريد الاستمرار في ضخ الأموال في غزة إذا استمرت استراتيجية إدارة الصراع وتحتاج بنيتها التحتية إلى إعادة البناء كل بضع سنوات بعد جولة أخرى من الحرب.



















وأضاف أن غياب قيادة يعتمد عليها لدى الاحتلال الإسرائيلي والمناطق الفلسطينية يضع مهمة تحقيق السلام على كاهل بايدن والمجتمع الدولي، على حد تعبيره.