سياسة عربية

قيادي إسلامي جزائري يناشد الرئيس تبّون قيادة حراك عربي لنجدة غزة

مقّري يدعو الرئيس عبد المجيد تبون إلى إعلان الخروج من المبادرة العربية للسلام وإسناد المقاومة.. (واج)
أكد الرئيس السابق لحركة مجتمع السلم الجزائرية الدكتور عبد الرزاق مقّري أن الجزائر تستطيع أن ترفع سقف دعمها للقضية الفلسطينية، وتملك الوسائل لذلك، لتجعل نفسها في ريادة الدول العربية، وأنها ستكبر بهذه القضية لو فعلت ويرتفع شأنها، فالعالم سيتغير، وسيتغير لصالح فلسـطين، ولصالح المعسكر الذي سيكون مع المقـاومة الفلسطينية.

جاء ذلك في رسالة مفتوحة وجهها مقّري إلى الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، ناشده فيها تطوير موقف الجزائر المشرف في الشأن الفلسطيني لنجدة الفلسطينيين في غزة.

وأكد مقّري أن الجزائر يمكنها رفع السقف العربي في دعم الشعب الفلسطيني من خلال الخروج من المبادرة العربية لحل الدولتين: إذ إن المبادرة ظالمة تشبه طلب ديغول للثوار النوفمبريين بالتخلي عن الصحراء الجزائرية، وهي مبادرة لا مستقبل لها، لا يؤمن الصهـاينة أنفسهم بها.

وحث مقّري الرئيس الجزائري على العمل من أجل "وقف تعطيل قانون تجريم التطبيع في البرلمان الجزائري لقطع الطريق، في الحاضر والمستقبل، عن المطبعين الكامنين داخل مؤسسات الدولة، ولكم في الموقف المشين لعميد مسجد باريس المسنود والممول من الدولة الجزائرية أكبر دليل، وغيره مثله كثير".

كما دعا مقّري الرئيس تبون إلى "كشف الأطراف التي أفشلت مبادرتكم للمصالحة الفلسطينية للرأي العام الجزائري، وأخذ العبرة من ذلك ـ إن كان الهدف من المبادرة هو نصرة القضية الفلسطينية ـ وتوجيه الدعم المالي لحركة حماس والمقاومة، التي قال بأنها "شرفت الجزائر ودعمت مشروع الرئيس تبون ولم تخدعكم، والتي تكافح فعليا من أجل تحرير فلسطين وتضحي على الأرض كل يوم".

وأكد مقّري أن الجزائر تستطيع تفعيل الحراك الدبلوماسي بفاعلية أكبر، ليس لرفع العتب وتسجيل المواقف فحسب، بل بذل أقصى الجهد مع الدول الشقيقة والصديقة لوقف العدوان وإدخال المساعدات وإغاثة أهل في غزة.

وأضاف: يمكن أيضا "مراجعة مواقفنا الخارجية وخطابنا الرسمي وتصرفاتنا مع الولايات المتحدة الأمريكية والدول الأوروبية، في ظروف العدوان خصوصا، بما يظهر انزعاجنا الحقيقي من كونهم مشاركين في الجريمة، وتجنب الاستقبالات الدبلوماسية غير المناسبة في هذه المرحلة كما حدث عدة مرات في بلادنا".

وطالب مقّري الرئيس تبون "بالسماح بل تشجيع التحرك الشعبي الدائم، وعلى رأسها المسيرات الشعبية،  للتعاطف مع الفلسطينيين في غزة ولدعم المقاومة، كما يحدث في كل أنحاء العالم، لما في ذلك من آثار إيجابية لصالح فلسطين كما بات مسلما به لا يجادل في ذلك عاقل، وكذا السماح بالوقفات الاحتحاجية السلمية أمام سفارات الدول المشاركة في العدوان".

ودعا مقّري إلى "تحويل المناسبات الثقافية والرياضية إلى فضاءات للتعبير عن دعم المقاومة بدل القرار الخاطئ الذي اتخذته الحكومة الجزائرية بوقفها، خصوصا المناسبات الرياضية التي تحولت إلى تظاهرات في العديد من الدول لنصرة القضية الفلسطينية".

وطالب مقّري الرئيس تبون بـ "تشكيل جسر جوي للإغاثة والضغط على الحكومة المصرية لإدخال المساعدات للقطاع ولنقل المصابين إلى الجزائر من أجل العلاج، وتخصيص ميزانيات معتبرة لإعادة الإعمار بعد الحرب وبناء منشآت جزائرية في مختلف الاحتياجات في غـزة كما تفعل بعض الدول الأخرى في غـزة."

وحث مقّري على ضرورة " تجنب سياسة دفع الجزائريين ليتعايشوا مع العدوان وتقبله، والعمل على بقاء ثباتهم في دعم القضية حتى النصر بحول الله، من خلال المحافظة على الأداء الجيد، على العموم،  للمساجد والمؤسسات الإعلامية، وبجعل المدرسة مكانا أساسيا للوعي بطبيعة المعركة القائمة، وعن طريق  تشجيع الشخصيات والمنظمات والمؤسسات المتطوعة للعمل الفلسطيني في مختلف المجالات، والسماح بجمع المال والمساعدات الشعبية وتسهيل نقلها".

وأنهى مقّري رسالته المفتوحة للرئيس الجزائري بدعوته إلى "التخطيط والإنجاز من أجل المشاركة في تحرير المسجد الأقصى وفلسـطين بمختلف الوسائل، ومنها المساهمة العسكرية على نحو ما قامت به الدول الصديقة والشقيقة لصالح الثورة الجزائرية بالأمس، وعلى نحو ما تقوم به إيران مشكورة لصالح المقاومة اليوم، وتشجيع الدول العربية والإسلامية السنية على ذلك، ليكون التحرير القادم القريب بحول الله إنجازا للأمة الإسلامية كلها"، وفق تعبيره.



وتأتي رسالة مقّري المفتوحة إلى الرئيس عبد المجيد تبون بينما لا تزال السلطات الرسمية في الجزائر تضيق الخناق على المظاهرات الشعبية الداعمة لفلسطين.

وكان وزير الخارجية الجزائري أحمد عطاف، قد اعتبر اليوم الثلاثاء، أن "العدوان" الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة ما كان ليحدث "لولا تراجع الضغط العربي".

حديث عطاف جاء خلال كلمة له في جلسة برلمانية استثنائية لمناقشة الوضع في غزة.

وقال عطاف: "هذا العدوان لم يكن ليتحقق لولا تراجع الضغط العربي في خدمة القضية الفلسطينية، وانحسار الدور الدبلوماسي العربي في نصرة الشعب الفلسطيني وفي تأييد مشروع دولته الوطنية في أعقاب آخر مبادرة تم طرحها منذ ما يربو عن عشرين عاما".

ودأبت الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة على رفض مبادرة السلام العربية لعام 2002، والتي تقترح إقامة علاقات طبيعية بين الدول العربية وإسرائيل، مقابل انسحابها من الأراضي العربية المحتلة منذ حرب 1967، وإقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية، وإيجاد حل عادل لقضية اللاجئين.

كما أن ما يحدث "محصلة غياب إرادة سياسية دولية صادقة لحل القضية الفلسطينية، هذه القضية التي هُمشت وغُيِّبت، بل وطُمِست، من جدول أعمال المجموعة الدولية طيلة العقدين الماضيين، وهي التي لم تحظ بأي مبادرة جدية للسلام منذ تسعينيات القرن الماضي"، بحسب عطاف.

واعتبر أن هذا "العدوان ليس إلا مرحلةً متقدمةً من مراحل استمرار وتوسع وتفاقم الاحتلال الإسرائيلي".

ومنذ 25 يوما يشن الجيش الإسرائيلي حربا مدمرة على غزة، وقتل إجمالا أكثر من 8525 فلسطينيا بينهم 3542 طفلا و2187 سيدة، وأصاب نحو 21543، كما قتل 122 فلسطينيا واعتقل نحو 2000 في الضفة الغربية، بحسب مصادر فلسطينية رسمية.

فيما قتلت "حماس" أكثر من 1538 إسرائيليا وأصابت 5431، وفقا لمصادر إسرائيلية رسمية. كما أسرت ما لا يقل عن 239 إسرائيليا ترغب في مبادلتهم مع أكثر من 6 آلاف أسير فلسطيني، بينهم أطفال ونساء، في سجون الاحتلال.