سياسة عربية

تحذير من تنامي اقتحامات الأقصى خلال الأعياد اليهودية.. ودعوات لشد الرحال

تحمي قوات الاحتلال الإسرائيلي المقتحمين خلال وجودهم في الأقصى - جيتي
تتواصل اقتحامات مجموعات المستوطنين والمتطرفين اليهود للمسجد الأقصى المبارك خلال فترة الأعياد اليهودية، تحت حماية القوات الخاصة الإسرائيلية، وسط ترجيحات بأن تزداد كثافة الاقتحامات خلال الأيام القادمة، التي تتزامن مع ما يسمى بـ"عيد العرش".

وتلبية لدعوات "منظمات الهيكل" المزعوم والجماعات اليهودية الاستيطانية المتطرفة، تصاعدت خلال فترة الأعياد اليهودية الحالية الاقتحامات الواسعة للمسجد الأقصى؛ حيث شهدت باحات الأقصى انتهاكات واسعة ومتكررة، ومن المنتظر أن تتكثف في "عيد العرش" التوراتي الذي بدأ السبت الماضي ويستمر 8 أيام.

أوهام الاحتلال

وحذر رئيس الهيئة الإسلامية العليا في مدينة القدس المحتلة وخطيب المسجد الأقصى، الشيخ عكرمة صبري، من الأخطار المترتبة على تدنيس المقتحمين لحرمة المسجد الأقصى المبارك، التي تصاعدت في الأيام الماضية.



وأوضح في تصريح خاص لـ"عربي21"، أن "هذه الاقتحامات والانتهاكات والاعتداءات، هي قديمة جديدة، تتجدد في أعيادهم وتزداد تصعيدا في هذه الأيام؛ لأن المسؤولين المتطرفين هم الآن جزء من الحكومة الإسرائيلية".

ونبه صبري إلى أن "المقتحمين للمسجد الأقصى، ازدادوا تجاوزا للخطوط الحمراء؛ من اللباس الكهنوتي ورفعهم للعلم الإسرائيلي، وأداء صلوات تلمودية بصوت مرتفع، إلى جانب النفخ في البوق، علما أنهم أخذوا قرارا من المحكمة الإسرائيلية بأداء صلاة صامتة".

ولفت إلى أن "هذا التدرج يؤكد أنهم يريدون الهيمنة على المسجد الأقصى وفرض السيادة عليه بشكل تدريجي، أخذا بالدروس التي استفادوا منها عام 2017، حينما فشلوا في فرض السيادة الإسرائيلية ومنعوا من تركيب البوابات الإلكترونية، الآن يعملون بالتدرج".

وذكر رئيس الهيئة الإسلامية العليا، أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي في موسم الأعياد اليهودية، "تحول المسجد لثكنة عسكرية، وتشدد من إجراءات دخول المسلمين للمسجد وتحتجز هويات الشباب"، مؤكدا أن "الإجراءات العسكرية الإسرائيلية، لن تمنح اليهود أي حق أو مكسب في المسجد الأقصى؛ لأن الأمور تتم من خلال قوة السلاح والعسكر، وهذه إجراءات عدوانية تعسفية مستنكرة".

شد الرحال

وشدد خطيب الأقصى، على وجوب شد الرحال إلى المسجد الأقصى المبارك، التزاما بالحديث النبوي الشريف: "لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد؛ المسجد الحرام ومسجدي هذا والمسجد الأقصى"، منوها إلى أن "هذا النداء قائم ما دام الأقصى يتعرض للمخاطر".



من جانبه، أوضح الباحث البارز في شؤون مدينة القدس المحتلة والمسجد الأقصى، زياد ابحيص، أن ما يسمى بـ"عيد العرش"، يعد أحد "أعياد الحج" الثلاثة لدى اليهود وفق النصوص الدينية لديهم، وتسعى جماعات الهيكل خلاله لإدخال القرابين النباتية إلى المسجد الأقصى، وزيادة أعداد المقتحمين طوال أيامه الثمانية، التي تنتهي في يوم ختمة التوراة".

وذكر في منشور له على مواقع التواصل الاجتماعي، أن "جماعات الهيكل، توعدت خلال هذه الاقتحامات بكسر الأرقام السابقة لأعداد المقتحمين، وستعمل على توفير مواصلات مجانية من مختلف المناطق، كما ستوفر الوجبات الخفيفة على باب المغاربة"، الذي يبدأ منه اقتحام المسجد الأقصى.

ونبه ابحيص إلى أن "جماعات الهيكل، دعت أيضا إلى صلاة صباحية مضافة في الأقصى للدعاء لتطهير الهيكل؛ أي لإزالة المسجد الأقصى من الوجود، تسبقها صلوات ترافقها الموسيقى في القصور الأموية، وذلك يوم غد الاثنين، الذي يوافق اليوم الثاني لاقتحامات عيد العرش".

وتستغل الجماعات الاستيطانية وجماعات الهيكل المزعوم المتطرفة فترة الأعياد اليهودية، التي تمتد لـ22 يوما، وتبدأ بما يسمى "رأس السنة العبرية" يوم 17 أيلول/سبتمبر الجاري، وتستمر حتى نهاية "عيد العرش" التوراتي يوم 9 تشرين الأول/أكتوبر المقبل، من أجل شن اقتحامات واسعة للمسجد الأقصى، تترافق مع حالة توتر كبير في القدس والأقصى، التي تتطور أحيانا لمواجهات مع قوات الاحتلال.