بورتريه

صخرة الدفاع نهيلة تكسر "تابو الفيفا"

حققت نهيلة مع فريقها الجيش الملكي 7 بطولات وطنية
لاعبة كرة قدم مغربية تلعب في مركز قلب الدفاع، حصدت مع فريقها الجيش الملكي 15 بطولة محلية وأفريقية، وحققت نتائج تاريخية مع منتخب بلادها.

كانت حديث وسائل الإعلام بعد ظهورها بالحجاب في كأس العالم للسيدات، وأثارت نقمة وغضب المتطرفين في فرنسا وما أكثرهم.

تلعب نهيلة بنزينة المولودة عام 1998 في مدينة القنيطرة على ساحل الأطلسي شمال العاصمة الرباط، لنادي الجيش الملكي للسيدات (النسوي) منذ عام 2016.

وتعتبر سيدات هذا النادي "زعيمات المغرب وأفريقيا"، وأكثر الفرق المغربية والأفريقية نجاحا برصيد 20 لقبا رسميا، منها 19 لقبا محليا؛ الدوري المغربي 10 مرات، وكأس العرش 9 مرات، وقاريا دوري أبطال أفريقيا، ووصلن لنهائيات كل المسابقات التي شاركن فيها.

شاركت نهيلة بنزينة في دوري أبطال أفريقيا للسيدات التي أقيمت في المغرب عام 2022، والتي فاز فيها الجيش الملكي باللقب لأول مرة في تاريخه على نادي "ماميلودي صن داونز" الجنوب أفريقي، وكانت نهيلة ضمن التشكيلة الأساسية في المباراة النهائية.

وكان الجيش الملكي أول فريق مغربي وعربي يحقق لقبا قاريا؛ دوري الأبطال النسخة الثانية، وأول فريق في تاريخ أفريقيا والمغرب يحققن الثلاثية التاريخية (الدوري، والكأس، ودوري أبطال أفريقيا).

حققت نهيلة مع فريقها، الجيش الملكي 7 بطولات وطنية، وكأس العرش 5 مرات، وكأس شمال أفريقيا، وكأس أبطال أفريقيا.

وفازت مع المنتخب المغربي ببطولة دورة اتحاد شمال أفريقيا للسيدات 2020، وبطولة مالطا الدولية 2022، وكأس أفريقيا للسيدات الوصيف 2022. والإنجاز الأهم التأهل مع منتخب المغرب للدور الثاني في بطولة العالم للسيدات (ثمن نهائي البطولة) التي أقيمت أخيرا في أستراليا ونيوزيلندا.

وحقق فيها منتخب المغرب إنجازا تاريخيا غير مسبوق لكرة القدم النسائية العربية، في بطولة عالمية، وظهرت فيها نهيلة كأول لاعبة في تاريخ كأس العالم للسيدات ترتدي الحجاب في مباريات البطولة.

وسمح الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) منذ عقد من الزمن بارتداء الحجاب والعمامة خلال المباريات، بناء على طلب تقدمت به دول إسلامية وطائفة السيخ في كندا.

وثار جدل من نوع آخر على منصات إعلامية يمينية فرنسية حول حجاب نهيلة مدافعة لبؤات الأطلس، خصوصا بعد أن أوقعت نتائج الدور الأول منتخب المغرب للعب ضد المنتخب الفرنسي.

وأصيب اليمين الفرنسي المتطرف بحملة جنون كراهية منفلتة ونزقة، انضم إليها حزب "التجمع الوطني" اليميني المتطرف، بزعامة مارين لوبان، حين غرد الحزب "بينما ما تزال بعض الدول، ومنها فرنسا، تُقصي النساء المحجبات من ممارسة الرياضة، فإن تأثير نهيلة سيجعل ملايين النساء حول العالم يشعرن بأنهن ممثلات، كما لم يحدث من قبل".

وهاجم المتحدث باسم حزب "التجمع الوطني" جوليان أودول في تغريدة على حسابه على منصة "إكس" (تويتر سابقا) نشر خبر حجاب نهيله قائلا :"عار على instant foot الترويج لتراجع وهجوم على كرامة المرأة، من خلال استخدام مصطلحات الإسلاميين، نذكر أن نسوة يقتلن في إيران لرفضهن الحجاب. يجب طرد الإسلاموية من الملاعب الرياضية".

لكن جياني إنفانتينو رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) كان له رأي آخر وقف فيه ضد جبهة المتطرفين حين هنأ المنتخب الوطني النسوي على إنجازه، وقال عبر حسابه على منصة "إنستغرام": "نهيلة بنزينة أصبحت أول لاعبة ترتدي الحجاب في إحدى مباريات كأس العالم للسيدات، كرة القدم شاملة وأكثر تسامحا وعالمية ومتنوعة"، وأرفق منشوره بوسم "لا تمييز".

وحتى يشرب غلاة اليمين في فرنسا من ماء البحر، فقد ارتدت الحكمة هبة سعدية الحجاب خلال ظهورها في مباراة منتخب إنجلترا ومنتخب الصين ضمن بطولة كأس العالم للسيدات 2023، لتكون أول امرأة فلسطينية تفعل ذلك على مر التاريخ.

وقال الحساب الرسمي لبطولة كأس العالم على منصة "إكس" (تويتر سابقا): "الحكمة الدولية هبة سعدية دخلت التاريخ اليوم، تواجدت في مباراة الصين وإنجلترا وأصبحت أول حكمة فلسطينية محجبة في كأس العالم للسيدات ".

ويعود الفضل في إثارة قضية الحجاب إلى الكندية أسمهان منصور، التي كانت محور النقاش الذي أفضى إلى إقرار ارتداء الحجاب داخل المستطيل الأخضر.

وتعود واقعة أسمهان إلى عام 2007 عندما حاولت اللاعبة الشابة التي كانت تلعب لفريق محلي يمثل العاصمة أوتاوا، ارتداء الحجاب في إحدى البطولات، لكن حكم المباراة لم يسمح لها بذلك استنادا إلى قرارات "الفيفا"، وعلى إثر منعها، قرر فريقها الانسحاب من المسابقة التي كانت تقام في مدينة لافال بمقاطعة كيبيك.

وقدمت أسمهان منصور والاتحاد الكندي لكرة القدم طعنا ضد قرار "الفيفا".

وفي عام 2012، سمح مجلس اتحاد كرة القدم الذي يسن قوانين "الساحرة المستديرة" في العالم، بتدشين فترة تجريبية لمدة عامين يتم خلالها ارتداء اللاعبات "الحجاب الرياضي".

وبعد انتهاء المرحلة التجريبية، سمح بارتداء الحجاب خلال المباريات الدولية ابتداء من عام 2014.

وبعد ذلك بعامين وخلال منافسات في كأس العالم تحت 17 سنة في الأردن، كانت رند البستنجي وتسنيم أبو الرب من المنتخب الأردني أول لاعبات يرتدين الحجاب في إحدى البطولات التي تنظمها "الفيفا".

وتعد اللاعبة نهيلة بنزينة من أفضل لاعبات الجيش الملكي في الوقت الراهن، إلى جانب الحارسة خديجة الرميشي وغزلان الشباك وفاطمة تاغناوت، لاعبات المنتخب أيضا، حيث ساهمت في تتويج الفريق العسكري بالعديد من الألقاب المحلية والقارية.

وها هي تدخل التاريخ عبر الحجاب وعبر موهبتها الكروية كصخرة دفاع صلبة ليس من اليسير على المهاجمات المرور من خلالها إلى مرمى الرميشي، وليس سهلا على متطرف قابع في باريس أن يؤثر على حقها في ارتداء الحجاب.