سلط مسؤول
فلسطيني الضوء على الأوضاع
الإنسانية الكارثية التي تعيشها مدينة
جنين ومخيمها مع استمرار العدوان الإسرائيلي العسكري لليوم الثاني على التوالي.
وبدأ جيش
الاحتلال الإسرائيلي بشن
عدوان جوي وبري على مدينة جنين ومخيمها فجر الاثنين، ونفذت طائرات جيش الاحتلال
العديد من الغارات الجوية المدمرة، إضافة إلى مشاركة الآليات والدبابات والقناصة
في تنفيذ اقتحام واسع لمخيم جنين، الذي تعرض لدمار واسع طال البنية التحية
والمساجد وعشرات المنازل.
وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية عن
استشهاد 10 شبان فلسطينيين وإصابة 100 آخرين بجروح بينها 20 إصابة خطيرة، جراء
عدوان الاحتلال على مدينة ومخيم جنين في الضفة المحتلة.
وعن صورة الوضع الإنساني مع استمرا
العدوان على جنين، أكد مدير الإسعاف والطوارئ في جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني في
جنين، محمود السعدي، أن "هناك عائلات لا يمكنها الحصول على قوت يومها أو ما
يلزمها من الطعام في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي على شعبنا في جنين".
وأوضح في تصريح خاص
لـ"عربي21"، أن "انقطاع الكهرباء والماء عن المخيم ما زال مستمرا
بسبب تدمير آليات الاحتلال للبنية التحتية التي أصبحت غير موجودة"، منوها إلى
أن "عملية خروج المواطنين صعبة من المخيم، وهناك حالات إنسانية كثيرة، ونحن
نعمل على نقل الحالات المرضية وإرسالها إلى المشافي لتلقي العلاج، إن لزم الأم، في
مثل حالات الولادة ومرضى السكري والضغط".
وعن أعداد من تم إجلاؤهم من المخيم،
قال: "هناك تضارب في الأعداد، الكثير من العائلات خرجت وحدها"، موضحا
أنه "يوجد ممر واحد يمكن من خلاله الوصول بصعوبة لمن تبقى من السكان في
المخيم، خاصة في ظل الحواجز العسكرية الإسرائيلية إضافة إلى المتاريس في
المنطقة"، وسط حديث عن خروج ثلاثة آلاف مواطن من المخيم.
ونوه السعدي إلى أن قوات الاحتلال تعيق
عمل طواقم الهلال الطبية، وفي بعض الأحيان تقوم القوات الإسرائيلية المدججة
بالسلاح بتفتيش طواقمنا وإيقاف سيارات الإسعاف، إضافة إلى تسليط أضواء الليزر على
الطواقم الطبية، ولكن رغم كل ذلك فإننا نحاول الدخول إلى المخيم وننجح في ذلك.
وأفاد بأن الكثير من منازل المواطنين
مدمرة بفعل العملية العسكرية الإسرائيلية، إضافة إلى العديد من الشوارع التي لا
يمكن السير فيها بسبب الدمار والخراب بفعل آليات الاحتلال العسكرية التي قامت
بتدمير بعض الشوارع وتجريفها.
وعن كيفية التعامل مع العائلات التي
خرجت قسرا من المخيم بعد تهديدات الاحتلال بقصف منازلهم، ذكر مدير الإسعاف
والطوارئ، أن "المسؤولين في المحافظة والبلدية أقاموا العديد من مراكز الإيواء، ويعملون على تقديم ما يلزم لهم
من احتياجات أساسية".
وشدد على ضرورة سرعة تدخل المجتمع
الدولي والمؤسسات الإنسانية الدولية من أجل وقف فوري لهذا العدوان الإسرائيلي على
جنين ومخيمها، مطالبا بـ"توفير الحماية للطواقم الطبية في ظل هذه الظروف
الصعبة التي تمر بها المنطقة، مع ضرورة توفير ممر آمن، إضافة إلى توفير الحماية لكافة
المواطنين الفلسطينيين الذين يتعرضون للعدوان من قبل جيش الاحتلال، مع ضمان عدم
استهدافهم والطواقم الطبية".
على جانب آخر، أكد المنسق السابق للجنة القوى الوطنية والإسلامية والفعاليات في جنين، والقيادي في الحركة الأسيرة، رمزي فياض، أن "الوضع الإنساني في جنين صعب للغاية، خاصة بعد إجبار سكان المخيم على ترك منازلهم واستمرار القصف الإسرائيلي لمنازل المواطنين، ما رسم صورة صعبة للغاية"، منوها إلى أن "الناس أجبرت على الخروج وهي لا تريد ذلك، وبعضهم رفض الخروج وهؤلاء الخطر يحوم فوقهم، حيث لا زالت قوات الاحتلال تحتل البيوت وتنشر القناصة".
وأوضح في حديثه لـ"عربي21"، أن "جيش الاحتلال مستمر لليوم الثاني في عدوانه على جنين ومخيمها، ويعمل على اقتحام وتفتيش المنازل بحثا عن المقاومين والمطاردين".
ونبه فياض إلى أن "السكان في حالة ترقب وانتظار لما سيكون عليه الوضع في جنين في الساعات القادمة".
ولفت إلى أن "هذا المشهد مع روح التضامن بين أبناء شعبنا، يحمل رسالة مهمة، هي أن الشعب الفلسطيني لا زال يمتلك القدرة والعزيمة لتحقيق الانتصار".