سياسة عربية

عباس يلقي كلمة بالأمم المتحدة في أول إحياء أممي لذكرى النكبة

استنكر الاحتلال الإسرائيلي الإحياء الأممي للذكرى - جيتي
ألقى رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، كلمة في الأمم المتحدة، بمناسبة أول إحياء أممي لذكرى النكبة الفلسطينية التي يستذكرها الفلسطينيون في الـ 15 من أيار/ مايو في كل عام، قائلا إن ألف قرار أممي بشأن القضية الفلسطينية لم ير النور ولم ينفذ على الأرض.

واعتبر عباس في كلمة له في مقر الأمم المتحدة بمدينة نيويورك الأمريكية، بمناسبة مرور 75 عاما على نكبة الفلسطينيين، قرار إحيائها برعاية أممية أمرا "تاريخيا".

وأضاف: "نحو ألف قرار أممي صدر عن الأمم المتحدة والجمعية العامة ومجلس الأمن بشأن القضية الفلسطينية منذ العام 1947 لم ينفذ أي منها".

وطالب عباس بإلزام إسرائيل بتطبيق القرارات الأممية بشأن فلسطين أو تعليق عضويتها بالمنظمة الدولية.



وقال الرئيس الفلسطيني، إن "دولا بعينها بالجمعية العامة للأمم المتحدة عطلت عن قصد تنفيذ تلك القرارات في ممارسات تجحف في القيم والأخلاق وتزيد معاناة الشعب الفلسطيني".

وتابع: "دول كبرى تقف مكتوفة أمام استمرار العدوان المتواصل، وترفض مساءلة إسرائيل، وقبلت أن تبقي إسرائيل دولة فوق القانون، وتوفر الحماية لها من أي مساءلة أو عقاب".

وأشار إلى أن إسرائيل "تواصل احتلالها وعدوانها على شعبنا وتتنكر للنكبة".

وحمل الرئيس الفلسطيني بريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية على وجه التحديد "مسؤولية سياسية وأخلاقية مباشرة عن نكبة الشعب الفلسطيني".

وقال: "بريطانيا والولايات المتحدة شريكتان في مأساة الشعب الفلسطيني عندما قررتا قيام كيان لأهداف استعمارية خاصة بهما".

وأضاف: "ما كان لإسرائيل أن تمعن في عدوانها لولا دعم تلك الدول".

واضطر نحو 800 ألف فلسطيني إلى مغادرة ديارهم، في ذلك العام هربا من "مذابح ارتكبتها عصابات صهيونية"، أدت إلى مقتل نحو 15 ألف فلسطيني، بحسب تقارير حكومية فلسطينية.

ووفق بيان للجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، فإن عدد الفلسطينيين تضاعف نحو عشر مرات منذ النكبة عام 1948، ويُقدر اليوم بحوالي 14 مليونا و300 ألف، بينهم حوالي 6 ملايين و400 ألف لاجئ.

غضب إسرائيلي

في وقت سابق، دعت إسرائيل إلى مقاطعة اجتماع الأمم المتحدة لإحياء ذكرى نكبة فلسطين عام 1948، معتبرة أن "الحدث يشوه التاريخ".



وقال وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين في بيان: "سنحارب كذبة النكبة بكل قوتنا، ولن نسمح للفلسطينيين بالاستمرار في نشر الأكاذيب وتشويه التاريخ" على حد زعمه.

وفي إشارة إلى فعالية الأمم المتحدة حول ذكرى النكبة، أضاف كوهين: "وزارة الخارجية والسفارات حول العالم تصرفت بحدة وسرعة ومنعت مشاركة العديد من الدول في حدث مخز لم يكن يجب أن يحدث على الإطلاق" وفق تعبيره.

وتابع: "نشكر العديد من أصدقائنا في العالم الذين استجابوا لدعوتنا وقرروا عدم الحضور إلى التجمع".

دعوة للنضال

من جانبها، دعت فصائل فلسطينية، الشعب الفلسطيني إلى "مواصلة النضال والالتفاف حول خيار المقاومة حتى تحرير الأرض وتحقيق العودة".

جاء ذلك في بيانات منفصلة، أصدرتها الفصائل الفلسطينية بمناسبة إحياء الذكرى السنوية الـ75 للنكبة الفلسطينية.

وبهذه المناسبة، قالت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" في بيان إنه "لا شرعية ولا سيادة للاحتلال الصهيوني على أي جزء من أرضنا التاريخية المباركة".

ودعت الجماهير الفلسطينية "في الداخل وفي مخيمات اللجوء والشتات إلى مواصلة صمودهم ونضالهم وتمسّكهم بحقوقهم وثوابتهم وهُويتهم الوطنية".

وأكدت حركة "الجهاد الإسلامي"، أن "المقاومة هي الوجه المشرق لشعبنا الذي يسعى لكنس الكيان عن أرضنا".

وقال عضو المكتب السياسي للحركة وليد القططي في تصريح صحفي إن "النكبة التي شردت شعبنا ولدت مقاومة مشرقة ممتدة منذ عشرات السنين وصولا إلى معركة ثأر الأحرار".

بدورها، دعت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين إلى "التمسك بكامل الحقوق التاريخية في فلسطين، ورفض التسليم بنتائج النكبة، من خلال الحفاظ على الحقوق الوطنية والقومية للشعب الفلسطيني في أرض وطنه كاملة غير منقوصة".

وقالت إنه "يجب التمسك بخيار مواصلة النضال بأشكاله كافة، على طريق تحقيق أهداف شعبنا التاريخية في العودة والحرية والاستقلال وتقرير المصير".

وفي السياق، قالت حركة "المجاهدين" الفلسطينية إن "الحل المناسب الذي نؤمن به في التعامل مع العدو هو نهج المقاومة وهي خيارنا الاستراتيجي حتى يرحل الغرباء إلى حيث أتوا".

وأضافت الحركة في بيان: "ندعو لتشكيل جبهة موحدة تضع الاستراتيجيات وتقف على التحديات وتخرط الكل بالعمل النضالي دون إقصاء أو تمييز".

وقال القيادي بحركة "فتح" عماد الأغا، إن "النكبة الفلسطينية أدت إلى تدمير 531 قرية فلسطينية وارتكاب 71 مجزرة راح ضحيتها نحو 15 ألف فلسطيني".

وأضاف الأغا: "لا زالت تداعيات هذه النكبة تلقي بظلالها على الفلسطينيين وتؤثر بكافة تفاصيل حياتهم".

ودعا المجتمع الدولي إلى حماية حقوق الشعب الفلسطيني ورفع الظلم التاريخي الواقع عليه ووضع حد نهائي لمأساته الإنسانية.