حقوق وحريات

مصادرة للأراضي وإعدام المعارضين.. كيف حولت السعودية "العلا" لمدينة سياحية؟

أطلق مشروع تهيئة العلا في عام 2018 - جيتي
كشفت صحيفة "لوموند" عن مصادرة الهيئة الملكية لمحافظة العلا السعودية، أراضي المزارعين، لصالح مشاريع تتعلق بتطوير الموقع السياحي، مشيرة إلى أن السلطات السعودية تمنع السكان من البناء في أي مكان سوى جنوب المدينة التاريخية.

وأشارت الصحيفة إلى أن سكان العلا لم يتمكنوا من الوقوف بوجه خطوات السلطات في مصادرة الأراضي، عدا بعض الأشخاص من قبيلة الحويطات، حيث يوجد موقع "مدينة المستقبل" (نيوم).

وأصدرت السلطات السعودية أحكاما بالسجن على بعض المعترضين، وحكم على ثلاثة بالإعدام، بينما قتل واحد على يد قوات الأمن، بحسب لوموند.

ويعمل ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، على تحويل مدينة العلا إلى مشروع رائد ضمن خطته المعروفة باسم "رؤية 2030"، التي تهدف إلى انفتاح البلاد على السياحة وتطوير صناعة الترفيه، بدلا من الاعتماد الكلي على النفط.

وتقع مدينة العلا شمالي المملكة، وهي واحدة من أبرز المناطق التي تشهد انتعاشا سياحيا. 

وأشارت "لوموند" إلى أن مئات الشباب السعوديين انخرطوا في جهود النهوض بالسياحة في هذه المنطقة التاريخية، التي تضم مقابر نبطية يعود تاريخها إلى أكثر من ألفي عام.


وتضم مدينة العلا مدائن صالح الشهيرة (المدرجة ضمن مواقع التراث العالمي من قبل اليونسكو منذ 2008) والتي يثار جدل ديني حول حرمانية السياحة فيها، لكنها أصبحت اليوم تعج بالسياح، ما جعل سكانها من الشباب ينخرطون بشكل آلي في هذه الدينامية.

ومنحت السلطات السعودية الهيئة الملكية لمحافظة العلا، ميزانية قدرها 35 مليار دولار لتحويل الموقع إلى وجهة سياحية فاخرة.

وقال فيليب جونز، وهو أحد خبراء الهيئة الملكية لمحافظة العلا ذلك بالقول: "نحاول دمج المشروع في النظام البيئي المحلي بطريقة مستدامة".

وعند إطلاق مشروع تهيئة العلا في عام 2018، لم يكن هناك شيء تقريبًا، عدا فندقين ومطعمين، كما تقول الصحيفة. بعد ذلك، تم بناء الفنادق الفخمة، وتوسيع المطار بشكل كبير.

وبحلول نهاية عام 2023، يجب أن توفر هذه الوجهة ألف غرفة فندقية لـ225 ألف زائر متوقع، معظمهم من السعوديين.

لكن بحلول 2030، يجب أن يتحقق هدف استقبال مليون سائح سنويا في 4000 غرفة فندقية.

وللترويج للوجهة الجديدة، نظمت الهيئة الملكية لمحافظة العلا مهرجانات ثقافية وفنية ومسابقات رياضية رفيعة المستوى بالقرب من المواقع الأثرية والمحميات.

قال نيكولا لوفيفر من "أفالولا" الوكالة الفرنسية لتطوير العلا، التي تشارك في قيادة المشروع: "بحلول عام 2035، سيكون هدفنا خلق 38 ألف فرصة عمل، ومضاعفة عدد السكان المحليين".