يحتفل
الصينيون، الأحد، برأس السنة الميلادية، وخلال احتفالاتهم يواجهون الوحش
"
نيان"، فمن هو هذا الوحش؟
السنة
الصينية سنة قمرية، ويستمرّ الاحتفال بها 15 يوماً، بدءاً من رصد هلال القمر الجديد،
للشهر الأول من التقويم الصيني، وحتى اكتمال البدر.
يختلف
التاريخ من عام إلى آخر، ولكنه يصادف عادة في الفترة الممتدة بين 21 كانون الثاني/
يناير و20 شباط/ فبراير بحسب التقويم الميلادي.
يترافق
احتفال الصينيين برأس السنة مع طقوس ومهرجانات راقصة وتقاليد عائلية عمرها مئات السنين،
مستلهمة من الحكايات الشعبية والأساطير الصينية القديمة.
وفي
اللغة الصينية يسمّى العام "نيان"، وهي الكلمة ذاتها المستخدمة لوصف الوحش
الذي يعدّ الشخصية المركزية في احتفالات
رأس السنة.
من
هو الوحش "نيان"
"نيان"
هو وحش برأس أسد، وبجسد كلب، عيونه جاحظة، وأنيابه كبيرة ونافرة، ومنه يستلهم الزيّ
الذي يرتديه المحتفلون برأس السنة، لأداء ما يعرف برقصة الأسد.
تقول
الأسطورة إن "نيان" وحش يسكن في أعالي الجبال، أو في أعماق البحار. وفي الشتاء،
يعاني من جوع شديد، بسبب البرد والصقيع، وعدم قدرته على اصطياد أي فريسة أو العثور
على ما يأكله.
وحين
يجوع نيان، تقع المصيبة، لأنه يغادر مسكنه للبحث عن فرائس في القرى، فيروّع المزارعين
وعائلاتهم. وحين يغزو قرية، لا يسلم فيها أحد، إذ إنه يلتهم البشر والمواشي، ويهدم البيوت،
ويخرب المحاصيل، ولا يترك حجراً فوق حجر.
في إحدى
المرات تمكّن المزارعون من إبعاد "نيان" عن بيوتهم، وبات رأس السنة ذكرى
للاحتفال بالقضاء على الوحش.
تقول
الأسطورة إنه في أحد أيام الشتاء، حمل المزارعون متاعهم وطعامهم وأولادهم، وقرروا النزوح
إلى مكان آمن، تحسباً لموعد ظهور الوحش، في ليلة القمر الجديد.
وفي
طريقهم إلى مخابئهم، التقت سيدة عجوز بمتسوّل، فسألها عن سبب مغادرتهم القرية، وأخبرته
أن الوحش يظهر في هذا الوقت من كل سنة، ونصحته بأن يغير طريقه ويبتعد.
ولكن
بدل أن يخاف، أقنعها الرجل بأن تعطيه مفتاح بيتها، كي ينام فيه، وينتظر الوحش، مؤكداً
لها أنه يعرف كيف يحمي نفسه.
بعد
أيام، عاد المزارعون إلى قريتهم، فوجدوا كل البيوت مدمرة باستثناء بيت السيدة العجوز
الذي كساه الرجل المشرّد بأقمشة وقناديل حمراء وذهبية، وأحاطه بالمفرقعات.
هكذا،
اكتشف أهل القرية أن الوحش الجبار يخاف من ثلاثة أشياء: اللون الأحمر، وأصوات الضجيج،
والنار. وعوضاً عن الهرب من بيوتهم كل سنة، فقد باتوا ينتظرون قدوم "نيان" وهم
مستعدون.
لذا، فإن الصينيين يكسون جدران بيوتهم بالأحمر، ويشعلون أعواد الخيزران والمفرقعات، ويرتدون ملابس
حمراء، ويشعلون الشموع.
وبحسب
المعتقدات، فإن اللون الأحمر يساعد أيضاً في طرد الشياطين والأرواح الشريرة التي تروّع
الأولاد. لذلك فإن الكبار يقدمون للأطفال الأموال في ظروف حمر، باعتبار أنها تجلب لهم الثروة
والحظّ والحماية.