يبدو
أن المنافسة بين الحكومة والمعارضة التركية بدأت تزداد حدة مع اقتراب موعد
الانتخابات الرئاسية المزمع عقدها منتصف عام 2023، في انتخابات يراها كلا الطرفين
بأنها مصيرية لتحديد شكل
تركيا المستقبلي، بعد مئة عام من تأسيس الجمهورية.
ويبرز
ملف تطبيع العلاقات بين تركيا والنظام السوري، بشكل واضح في منافسة الطرفين، إذ تتوالى
تصريحات المسؤولين الأتراك بإبداء الرغبة في الجلوس مع النظام السوري لإزالة
الملفات العالقة، في حين تعمل أحزاب معارضة تركية على عرقلة أي تقارب بين حكومة "العدالة
والتنمية" والأسد، للحفاظ على ورقة اللاجئين السوريين في يدها.
وكشف
الرئيس التركي رجب طيب
أردوغان قبل أيام عن عرض قدمه لنظيره الروسي فلاديمير بوتين
لإجراء لقاء ثلاثي بين تركيا وروسيا والنظام السوري، يسبقه وكالات الاستخبارات ثم
وزراء الدفاع ثم خارجية الدول الثلاث، وهو ما رحبت به موسكو الحليف الوثيق لنظام
بشار
الأسد.
لكن
يبدو أن أحزاب معارضة في تركيا لديها خطوات مضادة للمساعي الحكومية، حيث كشفت صحيفة
"تركيا" المقربة من "العدالة والتنمية" عن رسالة وجهها أكبر
أحزاب المعارضة التركية "الشعب الجمهوري" إلى الأسد، بهدف عرقلة طريق
التطبيع بين أنقرة ودمشق.
وتتضمن
الرسالة وعودا أو "تنازلات" قدمها الحزب التركي المعارض، تشمل دفع تعويضات
للنظام السوري من تركيا، إضافة إلى انسحاب القوات التركية من جميع الأراضي السورية.
وجاء
في الرسالة المسربة أن حكومة حزب "الشعب الجمهوري" ستلبي جميع مطالب النظام
السوري، بما في ذلك دفع التعويضات، وستنسحب جميع القوات من الأراضي السورية.
وأشارت
صحيفة "تركيا" إلى أن طاولة المعارضة السداسية، هم أصحاب المصلحة في
تعطيل لقاء أردوغان والأسد، مؤكدة أن المعارضة أرسلت 7 طلبات للقاء الأسد في
الأشهر الخمسة الماضية، فضلا عن طلبات أخرى من خارج الطاولة.
وحصلت
الصحيفة على معلومات من وزارة الخارجية السورية، تفيد بأن حسن أكجول ومحمد غوزال منصور
من حزب الشعب الجمهوري بعثا برسالة إلى الأسد عبر حزب البعث.
وجاء
في رسالة حزب الشعب الجمهوري: "أيام أردوغان معدودة. يمكن لأي مقابلة أن تؤثر
على مستقبل الانتخابات. في ظل حكمنا، سيتم تلبية جميع مطالب الإدارة السورية، بما
في ذلك التعويض".
وأضافت:
"نتعهد بسحب جميع القوات من الأراضي السورية بما في ذلك إدلب".
بالمقابل،
تنظر أنقرة بقلق تجاه وحدات حماية الشعب الكردية شمال
سوريا، وتبدي امتعاضها من
عدم التزام الولايات المتحدة وروسيا بتعهداتها بشأن إبعاد المنظمة الكردية عن الحدود
التركية لعمق 30 كم، وسط استياء من مواصلة واشنطن تقديم الدعم لها، بهدف تشكيل
كيان ذاتي على الحدود الجنوبية مع تركيا.