سياسة دولية

زيلينسكي يناشد أوروبا.. وجولة مفاوضات جديدة الأربعاء

طالب الرئيس الأوكراني الاتحاد الأوروبي بالوقوف إلى جانب بلاده ضد الغزو الروسي - جيتي

ناشد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الاتحاد الأوروبي الوقوف إلى جانب بلاده في حربها مع روسيا، وذلك بعد يوم واحد من التوقيع على طلب رسمي للانضمام إلى الكتلة.


والثلاثاء، قال زيلينسكي للبرلمان الأوروبي عبر رابط فيديو: "الاتحاد الأوروبي سيكون أقوى بكثير معنا، هذا أمر مؤكد. بدونكم، ستكون أوكرانيا وحيدة".


وأضاف: "أثبتوا أنكم معنا وأثبتوا أنكم لن تسمحوا لنا بالرحيل وأثبتوا أنكم أوروبيون حقا، ومن ثم ستنتصر الحياة على الموت وسينتصر النور على الظلام. المجد لأوكرانيا".


وتأتي كلمته بعدما طلب الاثنين من الاتحاد الأوروبي الانضمام فورا لعضويته، وقال: "أنا مقتنع أننا نستحق ذلك".


وتحدثت رئيسة المفوضية الأوروبية أورزولا فون دير لاين لصالح انضمام أوكرانيا للكتلة الأوروبية في تصريحات لشبكة يورونيوز الأحد. وقالت: "هم منا ونحن نريدهم أن يدخلوا الكتلة الأوروبية".


مع ذلك، يقع قرار منح أوكرانيا العضوية بين أيدي الدول الأعضاء بالاتحاد الأوروبي والمجلس الأوروبي برئاسة شارل ميشيل، وليس المفوضية الأوروبية.

 

إلى ذلك، وافق البرلمان الأوروبي بأغلبية ساحقة على قرار يحث الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي على العمل لمنح صفة مرشح لعضوية الاتحاد لأوكرانيا.

وتمت الموافقة على القرار بأغلبية 637 صوتا، فيما صوت ضده 13 عضوا فقط، وامتنع 26 عن التصويت.

 

كما أوصى البرلمان الأوروبي بحظر النفط الروسي واستبعاد بيلاروسيا من نظام "سويفت".

ولا يتمتع البرلمان الأوروبي بسلطة اتخاذ أي قرارات في عملية وضع المرشح وعملية الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، فهذه القرارات تقع بالكامل ضمن اختصاص الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي.

 

والثلاثاء، أصدر رؤساء 8 دول أوروبية رسالة مفتوحة حثوا فيها الاتحاد الأوروبي على منح أوكرانيا عضويتها على الفور وبدء المفاوضات من أجل قبولها بشكل رسمي في المنظومة الأوروبية.

وقال رؤساء إستونيا وبلغاريا والتشيك ولاتفيا وليتوانيا وبولندا وسلوفاكيا وسلوفينيا في الرسالة: "ندعو الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي لتقديم أقصى درجات الدعم لأوكرانيا ولتمكين مؤسسات الاتحاد الأوروبي من البدء بخطوات فورية لمنح أوكرانيا عضوية الاتحاد وبدء عملية المفاوضات"، وأضافوا: "في هذه اللحظة الحرجة، نجدد التأكيد على تضامننا الكامل مع أوكرانيا وشعبها".

 

جولة مفاوضات جديدة

 

ذكرت وسائل إعلام رسمية روسية أنه من المقرر عقد الجولة الثانية من المحادثات بين وفدي أوكرانيا وروسيا حول الوضع في أوكرانيا الأربعاء.


ونقلت وكالة تاس الروسية للأنباء يوم الثلاثاء عن مصدر من الجانب الروسي قوله إن يوم الأربعاء 2 آذار/ مارس هو التاريخ الذي اتفق عليه الجانبان في الأصل.


وأضافت وكالة الإعلام الروسية الحكومية أن الجولة الثانية من المحادثات ستجرى في بالقرب من الحدود بين روسيا البيضاء وبولندا.


واستمرت الجولة الأولى من المحادثات الاثنين لمدة خمس ساعات وانتهت دون تحقيق تقدم.
ولم يؤكد المسؤولون الأوكرانيون بعد أن الأربعاء هو موعد الجولة الثانية من المحادثات.

 

زيلينسكي يتصل ببايدن

 

أكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أنه اتصل بالرئيس الأمريكي جو بايدن لمناقشة العقوبات المفروضة على روسيا والمساعدة الدفاعية لأوكرانيا.

 

وفي تغريدة عبر "تويتر"، قال زيلينسكي: "أجريت للتو محادثة مع جو بايدن. ناقشت القيادة الأمريكية العقوبات المناهضة لروسيا والمساعدة الدفاعية لأوكرانيا".

وتابع: "يجب أن نوقف المعتدي في أسرع وقت ممكن. شكرا لدعمكم".

 

وفي بيان نُشر لاحقا، أكد البيت الأبيض أن الرئيس بايدن ناقش مع زيلينسكي،  في مكالمة التي استمرت لأكثر من 30 دقيقة، "دعم الولايات المتحدة المستمر لأوكرانيا بينما تدافع عن نفسها ضد العدوان الروسي". 


وقال البيت الأبيض إن بايدن "شدد على مساعدة الولايات المتحدة المستمرة لأوكرانيا، بما في ذلك عمليات التسليم المستمرة للمساعدات الأمنية والدعم الاقتصادي والمساعدات الإنسانية".


وذكر البيان أن الزعيمين ناقشا جهود الولايات المتحدة والحلفاء لمحاسبة روسيا، بما في ذلك العقوبات.
كما ناقشا تصعيد الهجمات الثلاثاء، بما في ذلك واحدة بالقرب من النصب التذكاري للهولوكوست.

 

مقاطعة خطاب لافروف


إلى ذلك، قاطعت وفود كثيرة من بينها الدول الغربية الثلاثاء كلمتي وزير خارجية روسيا سيرغي لافروف في مقر الأمم المتحدة في جنيف، تضامناً مع كييف.


وكان يفترض أن يحضر الوزير الروسي إلى جنيف للتحدث خلال مؤتمر نزع السلاح وانعقاد مجلس حقوق الإنسان، إلا أنه ألغى مجيئه الاثنين بسبب إغلاق المجال الجوي الأوروبي أمام روسيا في ظل العقوبات الغربية المفروضة على موسكو.


وقبيل كلمته التي بثها عبر الفيديو، غادر الدبلوماسيون القاعة، فيما قال سفير فرنسا لدى الأمم المتحدة في جنيف جيروم بونافون، أمام الصحافيين إن "أي غزو يشكل انتهاكا لحقوق الإنسان".


وأضاف: "لذلك من المهم أن يُظهر مجلس حقوق الإنسان من خلال مغادرة القاعة أنه متحد مع أوكرانيا، وأنه متحد مع الشعب الأوكراني، وأنه يتصرف بطريقة يتم فيها التنديد بانتهاكات حقوق الإنسان كما ينبغي".


وقال يان هوانغ السفير الفرنسي لدى مؤتمر نزع السلاح: "من المهم أن نوجه إشارة تضامن إلى أصدقائنا الأوكرانيين".


وفي السياق ذاته، ندد وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا في كلمة مسجلة أيضا بـ"جرائم الحرب التي ترتكبها روسيا في أوكرانيا".


وقال: "الهجمات الروسية العشوائية ضد المدنيين والمنشآت الأساسية تشكل جرائم حرب" مطالبا بجلسة عامة عاجلة حول الغزو الروسي لأوكرانيا، مؤكدا أن "العدوان الروسي تهديد عالمي وتاليا يجب أن يكون الرد عليه عالميا".


في المقابل، حمل لافروف في خطابه في مؤتمر نزع السلاح، كييف مسؤولية الأزمة، متهما أوكرانيا بالسعي إلى امتلاك أسلحة نووية.


وقال: "أؤكد لكم أن روسيا، بصفتها عضوا مسؤولا في المجتمع الدولي، تتخذ جميع التدابير اللازمة لمنع ظهور أسلحة نووية في أوكرانيا والتقينات ذات الصلة".

 

"الإرهاب الجيوسياسي"


وفي سياق آخر، اتهم رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال الذي يمثل أعضاء الاتحاد الأوروبي الـ27، روسيا الثلاثاء بـ"الإرهاب الجيوسياسي" بعد غزوها أوكرانيا، فيما أكدت رئيسة المفوضية الأوروبية أورزولا فون دير لايين أن مصير الاتحاد الأوروبي على المحك في الحرب الأوكرانية.


وتعهدت رئيسة المفوضية الثلاثاء بأن الاتحاد الأوروبي سيقدم 500 مليون يورو على الأقلّ من الميزانية الأوروبية للمساعدة الإنسانية في أوكرانيا "سواء في البلاد أو على اللاجئين"، في خطاب أمام أعضاء البرلمان الأوروبي في بروكسل.


وقال ميشال: "ليست أوكرانيا وحدها التي تتعرض للهجوم، بل الهجوم يستهدف أيضا القانون الدولي والنظام الدولي القائم على قواعد، والديموقراطية والكرامة الإنسانية تتعرض للهجوم أيضًا. إنه إرهاب جيوسياسي واضح وبسيط".


وتابع: "(موسكو) أطلقت هذه الحرب على أساس الأكاذيب الدنيئة، لسبب واحد فقط، لأنكم، يا شعب أوكرانيا، في الميدان (خلال المظاهرات المؤيدة للغرب في العام 2014)، اخترتم الحرية والديموقراطية".

 

اقرأ أيضا: زيلينسكي يدعو لعقوبات أشد على روسيا.. ومساع تركية للتهدئة

من جانب آخر، أفادت مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين الثلاثاء أن أكثر من 660 ألف شخص فروا من الغزو الروسي لأوكرانيا ولجأوا إلى الدول المجاورة مؤكدة أن الأعداد ترتفع "بشكل مطرد".


وقالت الناطقة باسم المفوضية شابيا مانتو خلال مؤتمر صحافي في جنيف: "ثمة أكثر من 660 ألف شخص فروا من أوكرانيا ولجأوا إلى الدول المجاورة خلال الأيام الستة الأخيرة فقط".


ومن المقرر أن يتبنى أعضاء البرلمان الأوروبي في فترة ما بعد الظهر قرارًا يدعو المؤسسات الأوروبية إلى "العمل من أجل منح وضع مرشح للاتحاد الأوروبي لأوكرانيا" ويدين "بأقسى العبارات العدوان العسكري غير المشروع وغزو أوكرانيا"، فضلاً عن توسيع العقوبات ضد موسكو.